يحدث في بعض الأحيان أن يولد الطفل وينمو بشكل طبيعي، إذ تكون مهاراته في التواصل طبيعية كما هي في الأطفال في سنّه، ثم يتراجع سلوك الطفل فجأة، فيفقد قدرته على التفاعل والكلام، وهذا ما يعرف بالتوحد المكتسب أو التراجعي (Regressive autism)، وغالبًا ما تظهر أعراض هذا المرض في عمر السنة أو السنتين.[١]


كيف يعالج التوحد المكتسب؟

في الواقع لا يوجد علاج حتى الآن يُساعد على التعافي التّام من مرض التوحد، ولكن توجد العديد من الخيارات العلاجية التي تهدف إلى تحسين حالة الطفل الحاليّة، فتجعله أكثر قدرة على التواصل والاعتماد على نفسه والاندماج في المجتمع، وتتطلب العلاجات السلوكية والتعليمية لأطفال التوحد التعاون بين المعالج وعائلة الطفل،[٢] وتشمل العلاجات ما يأتي:


تحليل السلوك التطبيقي ABA

يُعدّ تحليل السلوك التطبيقي من أفضل العلاجات السلوكية وأكثرها فعالية، حيثُ يهدف هذا العلاج إلى التخلّص من السلوكيات غير المرغوبة، وتعزيز السلوكيات المرغوبة، ثم بعد ذلك يتم وضع خطة للعلاج السلوكي التي تحفز الطفل على تعلم السلوكيات المرغوبة،[٢] ويمكن استخدام العديد من التقنيات من خلال هذا العلاج، نذكر منها على سبيل المثال:[٣]

  • التدريب التجريبي المنفصل:

ويُعرف بتقنية أو برنامج لوفاس (Lovaas's technique) وهو عبارة عن تقسيم الدروس التعليمية إلى مهام بسيطة، ويتم فيه مكافأة الطفل إذا ما قام بسلوك مرغوب، حيث إن هذا يعزز من رغبة الطفل على تكرار هذا السلوك.

  • نموذج دنفر للتدخل المبكر:

يُساعد برنامج دنفر الأطفال على اكتساب المهارات السلوكية الصحيحة.

  • التدريب المحوري على الاستجابة:

وينطوي على بدء الطفل بمحادثات مع الآخرين، وزيادة حافزهم للتعلم ومراقبة سلوكهم.


علاج النطق

قد يختلف الموعد الذي يتكلم فيه طفل التوحد، فالبعض قد يرفض الكلام نهائيًا، بينما يحب البعض الآخر التحدث، إلا أنّهم يجدون صعوبة في إجراء محادثة أو فهم لغة الجسد وتعبيرات الوجه عند التحدث مع الآخرين، ونظراً لذلك يتم تقييم حالة الطفل من قِبل أخصائي النطق واللغة لتحديد سبب عدم قدرة الطفل على الكلام، فقد يعاني الطفل من خلل وظيفي أو أنه لا يريد الكلام، ثم يضع الأخصائي أهدافًا فردية للعلاج.[٤]


وتتضمن أمثلة المهارات التي قد يعمل علاج النطق عليها ما يأتي:[٤]

  • تقوية عضلات الفم والفك والرقبة.
  • زيادة وضوح أصوات الكلام.
  • جعل تعبيرات الوجه تتطابق بشكل صحيح مع العواطف.
  • فهم لغة الجسد.
  • الرد على الأسئلة.
  • مطابقة الصورة مع معناها.
  • تعديل نبرة الصوت.


التكامل الحسي

يعاني أطفال التوحد من مشاكل في التكامل الحسي، وبالتالي تكون ردود أفعالهم واستجاباتهم غير مناسبة للمؤثرات المحيطة، لذلك يهدف التكامل الحسي إلى تطوير استجابات الطفل وتعديلها ومعالجة المشاكل التي يعاني منها، من خلال تعليمهم استخدام جميع حواسهم (اللمس والشم والتذوق والبصر والسمع) معًا، وبالرغم من فوائد هذا العلاج إلّا أننا بحاجة لإجراء المزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان العلاج بالتكامل الحسي فعّال مع مثل هذه الحالات أم لا.[٥]


تدريب التكامل السمعي

يهدف إلى تطوير القدرة السمعية للأطفال وتغيير استجاباتهم غير المرغوبة للأصوات المختلفة، حيثُ يبدأ العلاج بأصوات مألوفة، وبعد ذلك يتم إدخال أصوات ذات تردد عالٍ أو منخفض، مّما يُتيح للطفل التعود ببطء على الأصوات حتى لا يشعروا بأي حساسية تجاه الأصوات.[٢]


العلاج البصري

تُعدّ المشاكل البصرية شائعة الحدوث عند الأطفال المصابين بالتوحد، ومنها: قلة التواصل البصري، واضطرابات حركة العين، الحساسية للضوء، وغيرها من المشاكل،[٢]لذلك يهدف العلاج البصري إلى تحسين التفاعل مع العالم بشكل أكثر راحة وذلك على النحو الآتي:[٦]

  • تنظيم المساحة المرئية.
  • اكتساب الاستقرار المحيطي.
  • تحسين الرؤية المركزية.
  • تنسيق كفاءة العين بشكلٍ أفضل.
  • تحسين معالجة المعلومات المرئية.


العلاج الدوائي

وُجد أنّ استخدام دواء البريدنيزولون (Prednisolone) للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، كان له فعالية في تحسين اللغة والنطق لديهم بشكل واضح، وذلك بحسب دراسة حديثة تم نشرها في مجلة (Jornal de Pediatria)، عام 2021.[٧]


نصائح للآباء للتعامل مع أطفالهم المصابين بالتوحد

قد يكون التعامل مع طفل مُصاب بالتوحد مرهقًا للآباء وله تحديّات كثيرة، ولكن توجد العديد من النصائح التي يُمكن أن تساهم في تعزيز طريقة التعامل الصحيحة مع هؤلاء الأطفال، ومنها:[٨]

  • تثقيف النفس، إذ يُمكن أن يُساعد تثقيف النفس حول مرض التوحد في سهولة التعامل مع الطفل، وكلما كان الآباء أكثر استعدادًا لاتخاذ قرارات صحيحة من أجل طفلهم كلما كان وضع الطفل أفضل.
  • تشجيع الطفل على نقل ما تعلمه من بيئة إلى أخرى، ومعرفة التعامل مع السلوكيات الصعبة.
  • تنظيم روتين محدد للطفل، إذ يميل الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد إلى الأداء بشكل أفضل عندما يكون لديهم جدول أو نمط منظم للغاية.
  • تقديم مكافأة للطفل على أدائه الجيد.
  • تجهيز مناطق آمنة في البيت مخصصة للطفل حتى يشعر بالأمان والراحة.


ملخص المقال

التوحد المكتسب هو نوع من أنواع التوحد الذي يظهر للأطفال لاحقاً في حياتهم، ويمكن تحسين حالة الطفل المصاب به عن طريق العديد من الاستراتيجيات التي تضمن حصول الطفل على حياة أفضل في المستقبل كعلاج النطق، والعلاج البصري، وتحليل السلوك التطبيقي وغيرها.

المراجع

  1. "Regressive Autism", sciencedirect, Retrieved 5/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "regressive autism", hidden talents ABA, Retrieved 4/2/2022. Edited.
  3. behavior analysis (ABA) is,autism learn behaviors and skills. "What Is Applied Behavioral Analysis (ABA) Therapy for Autism?", verywellhealth, Retrieved 5/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Speech Therapy", autismspeaks, Retrieved 5/2/2022. Edited.
  5. is sensory integration therapy used for?,challenging behaviour or repetitive behaviour. "Sensory integration", raisingchildren, Retrieved 5/2/2022. Edited.
  6. "Autism & Vision", covd, Retrieved 5/2/2022. Edited.
  7. "Effect of prednisolone on language function in children with autistic spectrum disorder: a randomized clinical trial", sciencedirect, Retrieved 5/2/2022. Edited.
  8. "Helping Your Child with Autism Thrive", helpguide, Retrieved 5/2/2022. Edited.