فوبيا الحشرات

يعتبر رُهاب أو فوبيا الحشرات (بالإنجليزية: Entomophobia) واحد من أكثر أنواع الرُهاب شيوعاً، حيث يسبب القلق الشديد للمصابين به ويعيقهم عن أداء أنشطتهم اليومية في بعض الأحيان.^[١]

ما هي فوبيا الحشرات؟

يمكن تعريف فوبيا الحشرات على أنها الخوف الشديد، والمستمر، وغير الطبيعي، وغير المنطقي من الحشرات، مثل: العناكب، والعث، وغيرها من الحشرات المماثلة، على الرغم من إدراك الشخص لحقيقة أنّ هذه الحشرات لا تشكل أي تهديد، إلاّ أنّ المصاب بفوبيا الحشرات يشعر بالقلق الشديد تجاه الحشرات، وأنّ الخوف منها غير مناسب ومفرط ومبالغ فيه، وعلى الرغم من أن فوبيا الحشرات من الحالات الشائعة نسبياً، إلا أنه ولحسن الحظ يوجد مجموعة متنوعة وفعالة من طرق العلاج السلوكي، والتي يمكن باتباعها التغلب على أعند أنواع فوبيا الحشرات، لتصبح أقل تأثيراً في الحياة.^[٢][٢]

لماذا قد يعاني البعض من رهاب الحشرات؟

الخوف من التلوث والأمراض

في الكثير من الحالات، تنجم فوبيا الحشرات من خوف الشخص من الإصابة بالعدوى أو بعض الأمراض التي تنقلها الحشرات مما يسبب الاشمئزاز الشديد من هذه الحشرات مثل: الذباب، والبعوض، والصراصير، والأمراض التي تنقلها - حيث تحمل هذه الأنواع من الحشرات في العادة مجموعة من الأمراض- مما ينتج عنه الشعور بالخوف والقلق والرُهاب، وذلك بسبب الاشمئزاز الشديد منها.^[٣]

الخوف من التعرَض للدغات الحشرات، والإصابة بالعدوى

يعد الخوف من التعرض للدغات من قبل الحشرات الشائعة، مثل: الذباب، والصراصير، وما شابه ذلك أحد الأسباب التي تسبب فوبيا الحشرات، وإن كانت تعتبر أسباباً غير مبررة وغير واقعية إلاّ أنّ الخوف من لدغات الحشرات سيكون على شكل سلسلة كاملة تربط بين الخوف من الحشرة والخوف من الألم الناتج عن لدغتها وأخيراً الخوف من المرض، قد يتعرض بعض الأشخاص أيضاً إلى ردود فعل تحسسية تجاه لدغات الحشرات، مثل: لدغات النحل، ولدغات النمل الناري، وغيرها من بعض الحشرات السامة، وقد تسبب هذه الردود التحسيسية هلعاً من الحشرات لاحقاً، كما يقلق البعض من دخول العث والبق إلى منازلهم أو إصابتهم به.^[٣][٣]

ما هي أعراض فوبيا الحشرات

لا شك أنّ أعراض فوبيا الحشرات تتشابه مع الأعراض التي تسببها أنواع الفوبيا الأُخرى، إلاّ أنه يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بفوبيا الحشرات من حكة شديدة أو إحساس مزعج في الجلد، وتنتج هذه الأعراض من بعض الأفكار المقلقة التي يفكرون بها بشأن التعرض للدغات الحشرات إلى الحد الذي يجعلهم يهابون الخروج من المنزل، ومن الأعراض الأُخرى لفوبيا الحشرات نذكر التالي:^[٤]

• سرعة في دقات القلب.
• الرجفة.
• التعرق المفرط.
• الغثيان.
• ضيق التنفس.

كيف يمكن تشخيص فوبيا الحشرات؟

عادة ما يتم تشخيص فوبيا الحشرات من قبل أحد أخصائيين الرعاية الصحية المُدّربين، وذلك بالاعتماد على الإرشادات والمعايير التشخيصية الموضحة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (بالإنجليزية: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders) واختصاره (DSM-5) والمُعتمد من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، حيث يتم تأكيد تشخيص الإصابة بفوبيا الحشرات، وذلك بعد إجراء فحص سريري شامل، ومراجعة جميع الأعراض والتاريخ الطبي والنفسي للشخص.^[١]

كيف يتم علاج فوبيا الحشرات

يمكن علاج فوبيا الحشرات من خلال تعليم الأشخاص كيفية التحكم بردود أفعالهم تجاه الحشرات المختلفة، وذلك لمنع فوبيا الحشرات من التأثير سلباً في نوعية حياتهم، ويعتبر هذا الهدف الأول من العلاج.^[١]

• تجنب الحشرات: للتقليل من فوبيا الحشرات لا بُد من تجنب الحشرات في المقام الأول، ويكون ذلك بتكنيس الأزقة والممرات، وتنظيف الغرف والسجاد، وإغلاق الأبواب والنوافذ أو رش مبيدات الحشرات.^[٢]
• تحقيق الشعور بالأمان: وذلك من خلال تقسيم الحشرات إلى حشرات ضارة يجب تجنبها، مثل: النحل، والدبّور، والعناكب، والنمل، وأخرى غير ضارّة يمكن الاقتراب منها، مثل: الفراشة، وحشرات وذلك لتحقيق الشعور بالأمان تجاه الحشرات المختلفة.^[٥]
• العلاج السلوكي المعرفي: يلجأ إلى استخدام هذا النوع من العلاج لتطوير طرق عملية للتعامل مع فوبيا الحشرات أو أي من أنواع الفوبيا الأخرى، ويعد التعرض التدريجي للمخاوف جزء ما من عملية العلاج المعرفي السلوكي الذي يستخدم غالبًا لعلاج حالات الفوبيا البسيط، وذلك لتدريب الشخص على مواجهة الحشرات لكسر حاجز الخوف حيالها، حيث يعرف هذا الجزء من العلاج باسم العلاج بالتعرض أو إزالة التحسس الجزئي.^[٦]