رُهاب القطط أو فوبيا القطط (بالإنجليزية: Ailurophobia) هو خوف غير طبيعي ومستمر من القطط ينتج عنه قلق غير مبرّر على الرغم من إدراك المصابين به أنّ خوفهم غير منطقي،[١] ويمكن أن يكون له آثار كبيرة على حياة الناس والأنشطة اليومية كأن يجعل يمتنعون عن زيارة الأصدقاء المحبين للقطط.[٢]


كيفية التخلص من فوبيا القطط

يمكن التغلب على الخوف من القطط بمساعدة المختصين، ويجب التنويه هنا إلى أنّ نجاح خطة علاج أيّ فوبيا تتطلّب رغبة الشخص الحقيقيّة في التغلب على الخوف، إذْ غالبًا ما يتجنب المصابون برهاب القطط طلب العلاج لأنهم يشعرون بالحرج من الخوف من الحيوان الذي يُنظر إليه عمومًا على أنه لطيف ومحبوب وغير مؤذٍ.[٣]


العلاجات النفسية

فيما يأتي ذكر لأبرز العلاجات النفسية المتوافرة للتغلب على فوبيا القطط والتي تتمّ بواسطة المختصين فقط مثل الأطباء النفسيين أو الأخصائيين الاجتماعيين أو النفسيين المرخصين:[٣]

  • العلاجات بالتعرّض: العلاج بالتعرّض التدريجي للقطط ويُطلق عليه حينها العلاج بالتعرّض (بالإنجليزية: Exposure therapy) والذي يُعتبَر العلاج الأوّل في علاج هكذا حالات، ويتمّ العلاج بالتعرّض باتّباع طريقة منهجيّة ومنظّمة يتمّ التركيز فيها على التزام الشخص بالهدوء عند النظر إلى صور القطط، ومشاهدة مقاطع فيديو عن القطط، ورؤية قطة عبر النافذة، وفي النهاية مواجهة الشخص لقطة في نفس الغرفة إن أمكن، ويقوم المختص برصد ردود أفعال الشخص وأفكاره ومشاعره وأحاسيسه أثناء جلسات التعرض هذه لتوفير العلاج الأمثل لكلّ حالة.
  • العلاج النفسي: (بالإنجليزية: Psychotherapy)، ويتمّ التركيز فيه على إكساب الشخص القدرة على التعامل مع الضغط النفسي والخوف غير العقلاني من خلال الكلام، ويمكن من خلال العلاج النفسي معرفة التطوّرات المختلفة المرتبطة بحدوث الرهاب لدى الشخص.
  • العلاج السلوكي المعرفي: (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)، وهو علاج فعال آخر لرهاب الحيوانات واضطرابات القلق الأخرى، وفيه يتمّ التركيز على محاولة تحديد الأفكار والمعتقدات غير العقلانية والعمل على تغييرها، إلى جانب إدارة الأنماط المختلفة للسلوك السلبي الناتج عن الرهاب.[٤]


العلاجات الدوائية

لا توجد أيّ أدوية مصممّة خصيصًا لعلاج فوبيا القطط، ولكن يمكن أن تساعد بعض الأدوية التي يصفها الطبيب في السيطرة على الأعراض على المدى القصير، وتشمل هذه العلاجات الأدوية التالية:[٥]

  • حاصرات بيتا: (بالإنجليزية: Beta-blockers)، والتي تساعد في علاج الأعراض الجسدية للقلق؛ مثل زيادة معدل ضربات القلب والدوخة، وعادةً ما يصفها الطبيب للاستخدام قبل التعرّض لموقف يؤدي إلى ظهور الأعراض الجسدية للفوبيا.
  • البنزوديازيبينات: (بالإنجليزية: Benzodiazepines)، والتي تُعدّ من فئة المهدّئات التي تساعد أيضًا على تخفيف أعراض القلق، ونظرًا لمخاطر الإدمان العالية المرتبطة بهذه الفئة من الأدوية فإنّ الطبيب يصفها بشكل عام فقط للاستخدام العَرَضي أو قصير المدى.
  • سيكلوسيرين-د: (بالإنجليزية: D-cycloserine)، والذي يصفه الطبيب لإمكانية إسهامه في تعزيز فوائد العلاج بالتعرض.


الوقاية دائمًا أفضل من الوصول لمرحلة الحاجة للعلاج، ولذلك يُنصَح الأشخاص الذين يلاحظون بدء تطوّر رهاب أو خوف من القطط لديهم زيارة الطبيب والحصول على المساعدة على الفور للتعامل بشكلٍ صحيح مع مخاوفهم؛ إذْ يصبح التعامل مع الخوف أمرًا صعبًا للغاية عندما يصل لمراحل متقدّمة.[٦]


كيف يصِف الشخص خوفه من القطط؟

بشكلٍ عام ينسى المصابين بفوبيا القطط أنّ الخوف لا يحمل أسبابًا منطقية ويصبحون حذرين للغاية بشأن القطط وقد يحملون أطعمة القطط أو حتى البخاخات الوقائية مثل بخاخات الفلفل في كلّ مكان يذهبون إليه لإبعاد القطط في حال مصادفتها، وقد يكون الخوف من القطط لدى بعض الأشخاص قويًا جدًا لدرجة أنّه قد يتمّ تحفيزه بمجرد سماع صوت القطة أو حركتها، أو رؤية صورة لقطة، أو حتى التفكير بالقطط، ويكون الخوف على هيئة ردود فعل متنوعة تتمثّل أكثرها وضوحًا بما يُطلق علي اسم استجابة الكرّ أو الفرّ (بالإنجليزية: Fight-or-flight)، وفيها يركض الشخص بسرعة في الاتجاه الآخر لوجود القطة، وقد يبدأ بالصراخ أيضاً، فيما قد يصاب البعض بنوبة هلع، ويُعدّ تجنّب القطط من ردود الفعل الشائعة الأخرى؛ حيث يقوم الشخص بأيّ أمر تفادياً لالتقائه بالقطط؛ سواءً في الحياة الواقعية أم على التلفاز مثلاً، وقد تصل بأحدهم أن يطلب ممن حوله مرافقته بشكلٍ دائم حتى يكون بأمانٍ من القطط.[٢][٦]


هل يعتبر الخوف من الحيوانات أمرًا شائعًا؟

تُعتبَر فوبيا الحيوانات من أكثر أنواع الفوبيا شيوعًا،[٥] حيث تشير إحدى المراجعات التي نشرتها مجلة (The Lancet Psychiatry) عام 2018م، إلى أنّ معدل انتشار أنواع معينة من الرهاب على مدى العمر يتراوح بين 3-15% في جميع أنحاء العالم، مع التأكيد على أنّ فوبيا الحيوانات والمرتفعات هي الأكثر شيوعًا.[٧]


المراجع

  1. Charles Patrick Davis, "Medical Definition of Fear of cats", www.medicinenet.com, Retrieved 21-6-2021. Edited.
  2. ^ أ ب Lisa Fritscher (24-7-2020), "Understanding the Fear of Cats (Gatophobia)", www.verywellmind.com, Retrieved 21-6-2021. Edited.
  3. ^ أ ب RABIU GARBA IDRIS (2016)، "AILUROPHOBIA: THE CURATIVE, ABNORMAL AND IRRATIONAL FEAR OF FELINES (CATS)"، www.iium.edu.my، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2021. Edited.
  4. Jamie Eske (27-7-2020), "What to know about zoophobia", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-6-2021. Edited.
  5. ^ أ ب Crystal Raypole (25-4-2019), "Understanding Ailurophobia, or Fear of Cats", www.healthline.com, Retrieved 21-6-2021. Edited.
  6. ^ أ ب Pramod Kerkar (20-10-2016), "What is Ailurophobia or Fear of Cats: Causes, Symptoms, Treatment, Prevention, Coping. Recovery", www.epainassist.com, Retrieved 21-6-2021. Edited.
  7. William W Eaton, O Joseph Bienvenu, Beyon Miloyan (2018), "Specific phobias", The Lancet, Issue 8, Folder 5, Page 678-686. Edited.