قد نسمع في بعض الأحيان أن شخص ما يعاني من فوبيا القطط، فما هي هذه الحالة؟ وكيف يمكن علاجها؟[١]

فوبيا القطط

تتمثل فوبيا القطط (بالإنجليزية: Ailurophobia) بحدوث رد فعل مفرط وشعور بقلق وخوف مستمر عند رؤية القطط، فعلى الرّغم من أنّ الأشخاص المُصابون بهذه الحالة يعون تماماً أنّ خوفهم غير مبرر وغير منطقي، وفي الواقع إنّ رعب الأشخاص المصابين برهاب القطط لا يقتصر على خوفهم من خدش أو عضة القطة فحسب، بل يخشون كيان القطط بحد ذاته أو أرواحهم الشريرة على حسب وصفهم.[١]


علامات وأعراض فوبيا القطط

بشكلٍ عام إنّ محاولة الشخص المصاب بالفوبيا، الفرار أو الهروب لمسافات بعيدة لتلاشي أو تفادي مواجهة الشيء الذين يخافه، وهذا أمر مُلاحظ أيضاً لدى من يعانون من فوبيا القطط، وهو أمر اعتيادي وشائع الحدوث على الرغم من أنّ ذلك غير مرتبط بخطر حقيقي، ونذكر من أعراض فوبيا القطط التي قد تظهر عند التعرض للقطط ما يأتي:[٢]

  • الهلع.
  • الرعب.
  • الرهبة.
  • عدم انتظام دقات القلب أو تزايد في سرعة نبضاته.
  • صعوبة التنفس.
  • التعرق.
  • الرغبة بالفرار أو الهروب.
  • الارتجاف أو الارتعاش.


أسباب فوبيا القطط

من أهم الأسباب التي قد تجعل بعض الأشخاص يخافون القطط، هو الخوف من الضرر الجسدي الذي يمكن أن تسببه القطط، أو الخوف من الكيان الشرير للقطط، وفيما يلي تفصيل ذلك:[٣]


الأذى الجسدي

إنّ القطط التي قد يراها البعض كائنات لطيفة وأليفة، هي من فصيلة القطط الكبيرة؛ وأهمها الأسود، والنمور، والفهود، فلا يمكن إنكار أن هناك جانب افتراسي للقطط، ولعلّ الأشخاص الذين سبق أن تعرضوا للخدش أو العض من قبل القطط قد يدركون الجانب الافتراسي للقطط أكثر من غيرهم، وهؤلاء الأشخاص على الأغلب يكون لديهم قابلية أكثر للإصابة برهاب القطط، وقد يخاف بعض الأشخاص من أنواع معينة من القطط وليس جميع أنوعها، فمثلاً قد يخاف البعض من القطط الذكورية التي بالنسبة لديهم تشكل خطراً أكثر من القطط الأنثوية، ويخاف البعض فقط من القطط البريّة التي قد يصادفونها في الخارج، ولكن لا يخافون من القطط المنزلية التي تمّ التخلص من مخالبها، إلّا أنّ هناك العديد من الأشخاص الذين يخافون من القطط بجميع أنواعها دون استثناء، نظراً لارتباط القطط بحدث أو موقف سلبي تعرضوا له في السابق.[٣]


الروح الشريرة للقطط

إنّ اعتبار القطط رمزاً للشر قد يدل على وجود خلل ما في التفكير، ولطالما ارتبط هذا الاعتقاد بأبعاد دينية وتاريخية، لذلك نجد أنّ الكثير من المعالجين المختصين يحرصون على أخذ المعتقدات الدينية للأشخاص الذين لديهم هذه النظرة بعين الاعتبار.[٣]


علاج فوبيا القطط

يمكن السيطرة على حالة الفوبيا في بعض الحالات بتجنب المسبب؛ ألا وهو القطط، ولكن في كثير من الأحيان لن يكون هذا الأمر سهلاً كما نعتقد، لذلك فالأشخاص الذين لديهم مشكلة في تجنب الأمور التي تثير الرهاب لديهم يمكن أن يلجأوا للعلاج، حيث إنّ العديد من أنواع الفوبيا قابلة للتعافي، ومن خيارات العلاج المتاحة ما يلي:[٤]


أساليب المساعدة الذاتية

تشمل تقنيات المساعدة الذاتية أنماط مختلفة من العلاج، ومنها ما يأتي:[٤]

  • تقنيات الاسترخاء: والتي تتضمن تمارين التنفس، حيثُ يُمكن أن تساعد الشخص على الراحة والاسترخاء في حالات التوتر أو القلق الشديد.
  • تقنيات التخيّل: هي تمارين محاكاة لشيء يثير تخوّف الشخص، حيث يتخيّل الشخص في عقله كيف يمكن أن ينجح في مواجهة القطط أو الشيء الذي يثير خوفه وقلقه في الواقع.
  • مجموعات المساعدة الذاتية: تتضمن التقاء مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من رهاب تجاه الشيء نفسه؛ كالقطط مثلاً، والتناقش فيما بينهم واقتراح أفكار وحلول قد تساعدهم على تخطي مخاوفهم تجاه هذا الشيء.


العلاج السلوكي المعرفي

ينطوي العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)، على فكرة التحدّث مع الشخص المصاب بفوبيا القطط، ويتضمن ذلك مساعدة الأشخاص على تمييز أو تحديد أشكال التفكير غير المنطقي لديهم تجاه شيء ما، ومعرفة التصرفات التي تبقي أو تزيد من قلقهم وتوترهم تجاه هذا الشيء، وهو إحدى العلاجات الفعّالة جدّاً للتغلب على الفوبيا، حيث يقوم المعالج السلوكي المختص بتدريب الشخص على بعض الأساليب الاستراتيجيّة للتكيّف مع الفوبيا والتعامل معها بطريقة منطقيّة وعقلانية، وفي النهاية قد تقلل هذه الأساليب من مشاعر الخوف والتوتر تجاه الشيء المسبب للفوبيا.[٤]


العلاج بالتعرض

تقوم فكرة العلاج بالتعرض على مواجهة الشخص للشيء الذي يسبب له الرهاب تدريجيّاً، ومحاولة التأقلم معه حتى يقل خوفه مع الوقت، فإذا كان الشخص على سبيل المثال يخاف من القطط، فقد يقترح المعالج بدايةً قراءة كتب عن القطط، وإذا تصالح الشخص مع فكرة الكتب، فيمكن أن يلجأ المعالج لإعطائه صور للقطط، إلى أن يصل أخيراً إلى القدرة على مسك القطط بيديه والتغلب على مخاوفه.[٤]


الأدوية

هناك حالات قليلة من فوبيا القطط تستلزم اللجوء للأدوية، لأن الكثير من الأشخاص يستفيدون كثيراً من العلاجات السلوكية، ومن الأدوية التي يمكن أن يلجأ إليها الطبيب في بعض الحالات هي: مضادات الاكتئاب أو حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزيّة: Beta-blockers)، وذلك للتخفيف من القلق المرافق لحالات الفوبيا.[٤]


تأثير فوبيا القطط

يمكن أن يؤثر الرهاب بأنواعه في قدرة الشخص على ممارسة حياته اليومية، فقد يعاني الشخص من قلق، وتوتر، واكتئاب شديد، وعند تفاقم الفوبيا لدى الشخص يمكن أن تتأثر نوعية حياته وتتطور إلى الأسوأ إما بسبب الفوبيا نفسها و\أو من خلال محاولات تفاديها أو عدم إظهارها للآخرين، وقد توجه الفوبيا الشخص تجاه سلوكيات خاطئة، وفي بعض الأحيان يمكن أن يُشكّل القلق المصاحب لحالات الفوبيا مصدراً للإصابة بأمراض القلب لدى الرجال والنساء.[٥][٦]


دواعي مراجعة الطبيب

إذا أصبح الخوف غير المبرر من شيء ما؛ كالقطط، بما يؤثر في جودة حياة الشخص، وإذا أصبح القلق المرافق لحالات الرهاب يؤثر في قدرة الشخص على ممارسة أنشطته اليومية سواء بالعمل، أو المدرسة، أو في الأوساط الاجتماعية والعلاقات مع الآخرين، ويجب التواصل مع طبيب الصحة النفسية.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب "Medical Definition of Ailurophobia"، www.medicinenet.com، اطّلع عليه بتاريخ 17/7/2021. Edited.
  2. "Common Types of Phobias", www.onhealth.com, Retrieved 17/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Understanding the Fear of Cats (Gatophobia)", www.verywellmind.com, Retrieved 17/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "What are the different types of phobias?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17/7/2021. Edited.
  5. "What Is a Phobia? 3 Types", www.medicinenet.com, Retrieved 17/7/2021. Edited.
  6. "Symptoms - Phobias", www.nhs.uk, Retrieved 17/7/2021. Edited.
  7. "Specific phobias", www.mayoclinic.org, Retrieved 17/7/2021. Edited.