العديد منا ينتابه نوبات هلع أحياناً، وهذا طبيعي، لكن عندما تتكرر وتؤثر في الحياة والعلاقات المجتمعية، يعني هذا الإصابة باضطراب الهلع، وهو أحد أكثر الأمراض التي تستجيب للعلاجات النفسية، مما يعني إمكانية عيش حياة طبيعية كالآخرين، والتغلّب على الحالة.[١]


هل يمكن الشفاء التام من نوبات الهلع؟

لا يمكن ذلك للأسف، لكن العلاجات والاستشارة النفسية ناجحة جداً في السيطرة على الحالة، والتقليل من عدد مرات حدوث نوبات الهلع، بحيث يستطيع الشخص عيش حياة طبيعية، دون أن يؤثر المرض على حياته.[٢]


فمثلاً يوجد عدة أنواع من الأدوية المهدّئة والمخففة لأعراض نوبة الهلع، يستطيع الشخص تناولها حالما بدأت النوبة، وأيضاً يخضع لجلسات استشارة نفسية، يتناقش فيها مع أخصائي نفسي عن حالته، ويتعلّم طرقاً للتعامل معها.[١]



لا يوجد نوع دواء محدد لكل شخص مُصاب بنوبات الهلع، فيتم تجربة أكثر من نوع إلى حين العثور على النوع المناسب.




العلاج السلوكي المعرفي لاضطراب الهلع

واحد من أنجح العلاجات النفسية المُستخدمة لاضطراب الهلع ما يُعرف بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وهو عبارة عن جلسات أسبوعية مع أخصائي نفسي يتم خلالها تحفيز الأعراض الجسدية الخاصة بنوبة الهلع عند المُصاب بشكل مستمر إلى حين يتعوّد عليها، ويتعلّم أنها غير خطرة في الحقيقة، فيُصبح أكثر قدرة على مواجهتها عند حدوثها مرة أخرى.[٣]


العلاج السلوكي المعرفي ناجح بنسبة 70-90% في علاج نوبات الهلع، ولكن يتطلب الالتزام به حتى تظهر نتائج إيجابية على المدى الطويل، وعادةً ما تتراوح عدد الجلسات ما بين 12-16 جلسة.[٣]


الالتزام بالعلاج النفسي هو الأساس

صحيح أن العلاجات النفسية فعّالة جداً لعلاج اضطراب الهلع، ولكن ما هو مهم هو الالتزام بها، والصبر إلى حين ظهور نتائج علاجية، وللعلم، لا يوجد علاج محدد لكل الأشخاص، فكل حالة مختلفة عن الأخرى، ويجب تجربة عدة وسائل نفسية، حتى يجد الطبيب العلاج الأنسب لكل شخص حسب حالته.[٢]


الوقاية من حدوث نوبات الهلع

يمكن منع حدوث نوبة هلع في المستقبل عبر اتباع وسائل تُساعد على الاسترخاء، وتقليل أثر الضغوطات النفسية المحفّزة لنوبات الهلع، ومنها:[٤][١]

  • تعلّم تمارين التنفس كالتنفس العميق البطيء، فذلك لا يمنع نوبات الهلع فحسب، بل يخفف أعراضها عند حدوثها.
  • الالتزام بممارسة التمارين الرياضية، بالأخص التمارين الهوائية كالركض، فهي تُساعد على التخلّص من التوتر، وتحسين المزاج.
  • تناول وجبات الطعام في أوقاتها، لأن انخفاض السكر في الدم أحد محفّزات نوبات الهلع.
  • تجنّب التدخين أو الكحول، أو أي نوع من محفّزات نوبات الهلع.
  • أخذ قدر كافي من النوم.
  • إدراج العائلة والأصدقاء في عملية العلاج، لأنهم شريك أساسي في نجاح التعافي من الاضطراب.
  • محاولة جمع أكبر قدر من المعلومات حول اضطراب الهلع، لأن المعرفة من أفضل الطرق للوقاية من حدوث النوبات في المستقبل، وكيفية التعامل معها بشكل صحيح.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "What Are the Treatments for Panic Attacks?", webmd, Retrieved 24/7/2022. Edited.
  2. ^ أ ب truth is that panic,greatly from person to person. "Treatment Options to Help Manage Panic Disorder", verywellmind, Retrieved 24/7/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "A Guide to Overcoming Panic Disorder"، brighamhealthhub، اطّلع عليه بتاريخ 24/7/2022. Edited.
  4. "How to deal with panic attacks", nhsinform, Retrieved 24/7/2022. Edited.