يتعرّض الكثير من الأشخاص للقلق والتوتّر في حياتهم اليومية، ويعد ذلك من الأمور التي قد تحدث للإنسان بشكل طبيعيّ، لكن يجدر الانتباه إلى تكرار حدوث هذه المشكلة ومدى تأثيرها في الشخص، حيث يمكن أن تكون مرتبطةً بأمراض داخلية،[١] وهذا ما سنتعرّف عليه في هذا المقال.



العلاقة بين الأمراض الجسدية والصحة النفسية

قد يؤدّي العلاج الذي يتلقّاه الأشخاص المصابون بالأمراض العقلية والنفسيّة إلى ظهور العديد من الأعراض الجسديّة، بالإضافة إلى تسبب المرض نفسه ببعض الآثار على صحة الجسم، حيث يمكن أن تساهم هذه الأمراض في إحداث خلل في هرمونات الجسم، والتأثير في دورة نمو المصاب، كما أنّها قد تُلحق الضرر أيضًا في الحياة الاجتماعية والشخصيّة للمريض، مما يؤدي إلى حدوث تغيّرات جسدية، وضعف صحة الجسم بشكل عام، والتقليل من مستويات الطاقة، وهذا بدوره يؤثر بشكلٍ سلبي في التزام المريض بالعادات الصحيّة مثل ممارسة التمارين الرياضية، وتناول الطعام الصحيّ.[٢]


أمراض جسدية أسبابها نفسية

فيما يلي ذكر لمجموعة من الأمراض الجسدية التي تعود إلى أسباب نفسيّة وعقليّة في بعض الحالات:


نزلات البرد والفيروسات

يمكن أن يُعاني الأشخاص المصابون بحالة القلق النفسيّة من ضعف في الجهاز المناعي، وبالتالي سهولة التقاط الفيروسات المسببة للأمراض، وسرعة الإصابة بالمرض، مثل الإصابة بنزلات البرد، التي تعدّ من الحالات المرضيّة الشائعة بين النّاس.[٣]


أمراض القلب

قد يرتبط القلق في بعض الحالات بلجوء الأشخاص إلى ممارسة عادة التدخين، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة، ويعد كل من التدخين والسمنة من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بأمراض القلب بشكل غير مباشر، كما يمكن أن يساهم القلق أيضًا بالإصابة بهذه الأمراض بشكل مباشر؛ وذلك عن طريق رفع معدل ضربات القلب، وتدفق الدّم، وإطلاق الكوليسترول والدّهون الثلاثيّة إلى مجرى الدّم، بالإضافة إلى شيوع تعرّض الأشخاص إلى النوبات القلبيّة عند تعرّضهم لمصدر قلق مفاجئ، وبشكل عام يتوجب على الأشخاص المصابين بأمراض القلب السيطرة على مصادر القلق، وتجنّب التعرّض للقلق الشديد.[٤]


الربو

قد يرتفع خطر الإصابة بمرض الربو عند الأطفال في حالة إصابة أحد الوالدين بمرض القلق المزمن، كما قد تزيد الإصابة بالقلق من أعراض الرّبو عند الأشخاص المصابين به، كذلك وكما ذُكر سابقاً يقود القلق لإضعاف الجهاز المناعي في جسم الإنسان وبالتالي يُصبح أكثر عرضةً لالتقاط الفيروسات ومحفّزات الإصابة بالرّبو، كما أن القلق يرتبط أيضًا بزيادة إفراز الهيستامين، وهي مادّة كيميائيّة تُسبب الإصابة بالحساسيّة، وبالتّالي التعرّض لنوبات الرّبو.[٥][٤]


السمنة

لوحظ بأن الأشخاص المصابين بالقلق يتعرّضون لتخزين الدّهون في منطقة البطن بشكلِ أكبر مقارنةً بغيرهم، وتؤدّي هذه الدّهون إلى رفع خطر الإصابة بالحالات الصحيّة بنسبٍ أكبر من الدّهون المخزّنة في السيقان أو منطقة الفخذ، وبشكل عام يمكن توضيح العلاقة بين القلق وتخزين الدّهون في هذه المنطقة بأنّ الأشخاص الذين يتعرّضون للقلق يميلون لرفع معدلات السكّر لديهم عبر تناول السكريات والكربوهيدرات.[٤][٣]


السكري

تعدُّ العلاقة بين مرض السكري والأمراض النفسية متداخلة؛ حيث يمكن أن تؤدّي مضاعفات مرض السكّري إلى زيادة أعراض الأمراض النفسيّة، كذلك تزيد الأمراض النّفسية والاضطرابات العقليّة من سوء حالة مريض السكري، حيث يؤثّر القلق في مستويات الإنسولين المُنتجة في الجسم، إذ تُوقف هرمونات القلق بما في ذلك الأدرينالين والكورتيزول عمل خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين؛ مما يُقلل من مستوياته في الجسم،[٦][٧] ومما ينبغي توضيحه أن القلق لا يجب أن يؤثر في مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري.[١]


اضطرابات الجهاز الهضمي

تدخل بعض الهرمونات والمواد الكيميائيّة التي يُفرزها الجسم عندما يتعّرض الإنسان إلى الشعور بالقلق والتوتّر إلى الجهاز الهضميّ، مما يؤدّي لإلحاق الضرر به، حيث تؤدّي هذه المواد والهرمونات إلى التأثير بشكل سلبي في بكتيريا الأمعاء، وهي الكائنات الحيّة الدقيقة التي تعيش في الجهاز الهضمي وتساهم في عمليّة الهضم، والتقليل من إنتاج الأجسام المضادّة، وتتداخل مع عملية الهضم، كذلك قد يؤدي اضطراب التوزان الكيميائي في جسم الإنسان للتعرّض لعدد من الحالات الصحيّة المرتبطة بالجهاز الهضمي، بما في ذلك:[٨]

  • عسر الهضم.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • الغثيان.
  • فقدان الشهيّة.
  • الإمساك.
  • الإسهال.
  • تقلّصات المعدة.


الزهايمر

يؤدّي القلق إلى تحفيز إنتاج هرمون القلق الذي يُسمّى الكورتيزول، وقد يساهم ارتفاع هذا الهرمون في جسم الإنسان في التأثير بالجهاز المناعي وعمله، كما قد يؤدّي إلى إحداث تغيير في العمليات الفسيولوجيّة في الجسم مما يجعله أكثر عرضةً للإصابة بالحالات المرضيّة العقليّة، مثل: الاكتئاب، والقلق، والزّهايمر، ويمكن أن يسبب القلق أيضًا زيادة حالة الزهايمر سوءاً.[٩]


السرطان

تتضمن العديد من العلاجات الحديثة لمرض السرطان كالعلاج بالموسيقى، أو الاسترخاء، أو حتّى العلاج بالحيوانات الأليفة؛ وذلك لخفض مستويات القلق والتوتّر الذي يعاني منها المريض، والتي قد ترتبط بزيادة أعراض المرض، وعدم القدرة على محاربته، ويعود السبب في ذلك كما ذُكر سابقاً في هذا المقال إلى تأثير حالة القلق في الجهاز المناعي، مما قد يرفع خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة، والتي يُحتمل أن تكون خطيرةً في بعض الأحيان مثل السرطان.[٣]


التوتر والاكتئاب

قد يؤدّي القلق المزمن للإصابة بمرض الاكتئاب في بعض الحالات، ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع معدل هرمون الكورتيزول، وانخفاض مستويات هرمون الدوبامين وهرمون السيرتينون في الجسم، كذلك قد يقود القلق للإصابة بالتوتر؛ فهو يعتبر واحداً من الأعراض المصاحبة له، وتتمثل أعراض القلق بشكل عام بخفقان القلب، والشعور بالضغط على الصّدر، والأرق، وجفاف الفم، ونوبات الذّعر، والتوتر.[١]


ارتفاع ضغط الدم

ترتفع مستويات بعض الهرمونات في جسم الإنسان عند التعرّض للقلق، مما يؤدّي إلى زيادة سرعة نبضات القلب وتضييق الأوعية الدّموية، وهو ما يقود بدوره إلى ارتفاع معدلات ضغط الدّم في الجسم، وفي غالبية الأحيان تعود مستويات الضغط إلى الحالة الطبيعية بعد توقّف مصدر القلق، لكن يجدر التنويه إلى احتمالية إلحاق الضرر بالكلى، أو القلب، أو الأوعية الدمويّة في حالة تكرار التعرّض لهذه الحالة.[١٠]


الالتهابات

عندما يتعرّض الإنسان للقلق فإنه جسمه سيتفاعل مع سلسلة من الهرمونات، ومنها الكورتيزول، الذي تساهم مستوياته المرتفعة في زيادة خطر التعرّض للالتهاب بجانب التأثير في عمل جهاز المناعة، وهو ما يزيد من سوء الحالة الالتهابية، ويجدر الذكر أن الالتهاب يلعب دوراً رئيسياً في بعض الأحيان بعددٍ من الأمراض المزمنة، مثل السكّري، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وكذلك قد يرفع خطر التعرّض لبعض أمراض الشيخوخة كتدهور قدرة الجسم على أداء الوظائف، والضعف.[١٠]



كيف يمكنك التقليل من التوتُّر؟

قد يساعد اتباع النصائح التالية في التقليل من التوتُّر:[١١]

  • خصص من وقتك من يومك لعمل الأمور التي تستمع بها سواء كان ذلك في القراءة، أو الكتابة، أو المشي.
  • مارس التمارين الرياضية التي تساعدك على التقليل من التوتر.
  • تعلَّم تقنيات التأمل والاسترخاء، والتنُّفس بشكلٍ عميق، بالإضافة إلى ممارسة اليوغا.
  • عبّر عن كل ما تشعر به، إما من خلال الكتابة، أو التحدُّث إلى شخص مقرب، أو طبيبٍ ليساعدك على التخلص من التوتر.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "8 Stress-Induced Illnesses to Watch Out For", goodrx, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  2. "The Relationship between Mental Health, Mental Illness and Chronic Physical Conditions", ontario.cmha.ca, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Illnesses Caused by Stress", everydayhealth, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "10 Health Problems Related to Stress That You Can Fix", webmd, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  5. "Severe Asthma and Mental Health", toolkit.severeasthma, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  6. "stress and diabetes", diabetes, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  7. "Diabetes and Mental Health", cdc, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  8. "How to Calm an Anxious Stomach: The Brain-Gut Connection", adaa, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  9. "Can Stress Cause Alzheimer's?", medicinenet, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "6 Conditions Associated With Stress", healthgrades, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  11. "5 Conditions Linked to Stress", mountelizabeth, Retrieved 23/8/2021. Edited.