يُعرَّف المرض النفسي أو الاضطراب العقلي بأنّه أنماط أو تغيّرات في طريقة التفكير، أو الشعور، أو السلوك، تؤثر بدورها على نمط حياة الفرد، وتُعرَّف الاضطرابات النفسية عند الأطفال عمومًا على أنّها تأخير في تطوّر التفكير، أو السلوكيات، أو المهارات الاجتماعية، أو تنظيم العواطف والمشاعر الملائمة لعمر الطفل، وغالبًا ما تؤثّر هذه الاضطرابات على حياة الطفل، وقدرته على التصرف بشكل طبيعي في المنزل، أو في المدرسة، أو في المواقف الاجتماعية الأخرى.[١]


يمكن أن يُصاب الأطفال بنفس الأمراض النفسية والعقلية التي تُصيب البالغين، ولكن قد تكون بأعراض مختلفة، ومن ضمن الاضطرابات النفسية والعقلية الشائعة بين الأطفال ما يلي:[١]


اضطرابات القلق

تتمثّل اضطرابات القلق بسيطرة المخاوف ومشاعر القلق على الطفل، والتي تُضعف بدورها قدرته على العمل أو التصرف بشكلٍ طبيعي،[٢] وقد تتسبّب هذه الاضطرابات ببعض الأعراض الجسدية في بعض الأحيان؛ كألم المعدة والغثيان.[٣]


عادةً ما تُعالج هذه الحالات عن طريق العلاج السلوكي، والأدوية، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، ويوجد مجموعة واسعة من اضطرابات القلق التي يمكن أن تؤثّر على الأطفال، وتشمل ما يأتي:[٣]

  • اضطراب الهلع.
  • اضطراب قلق الانفصال الطفولي.
  • اضطراب القلق الاجتماعي.
  • رهاب الخلاء.


اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)

هو اضطراب نفسي يؤثر على كيفية انتباه الطفل، وقدرته على التحكم في سلوكه، وعادةً ما يستمر من مرحلة الطفولة إلى البلوغ، ويُعدّ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الاضطراب العقلي الأكثر شيوعًا عند الأطفال، كما أنّه أكثر شيوعًا بين الأطفال الذكور أكثر من الإناث، وعادةً ما تبدأ أعراضه خلال سنوات الدراسة المبكرة عندما يبدأ الطفل في مواجهة مشاكل في الانتباه، والتي تتضمّن ما يأتي:[٤]


نقص الانتباه

والذي يتمثّل بكل ممّا يأتي:[٤]

  • عدم اتباع التوجيهات والتعليمات الموجهة له، وعدم إنهاء المهام الموكّلة إليه.
  • عدم الانتباه وارتكاب الأخطاء.
  • الإهمال، ونسيان الأنشطة اليومية، ولديه مشاكل في تنظيم المهام اليومية.
  • عدم تفضيل الطفل المصاب القيام بأشياء تتطلب الجلوس بلا حراك.


فرط النشاط الاندفاعي

والذي يتمثّل بما يأتي:[٤]

  • كثير الحراك فلا يبقً جالسًا.
  • لديه مشكلة في اللعب بهدوء.
  • دائم الحركة، مثل الجري أو التسلق فوق الأشياء.
  • التحدث بشكل مفرط.


وعادةً ما يُعالج هذا الاضطراب عن طريق خطة علاجية تتضمّن علاجات نفسية وسلوكية، إلى جانب العلاجات الدوائية، مثل المنشطات والعقاقير التي تستهدف المواد الكيميائية في الدماغ، مثل الدوبامين، وتُساهم في تحسين الانتباه لدى الطفل، والتحكم في سلوكه المفرط والاندفاعي.[٤]


اضطراب طيف التوحد (ASD)

هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على حياة الطفل عامًة، ويستمرّ مدى الحياة، ويمتاز بكلّ ممّا يأتي:[٥]

  • صعوبات في التواصل الاجتماعي الشفهي وغير الشفهي.
  • الإعاقة الذهنية.
  • ضعف التنسيق الحركي.
  • ضعف الانتباه.
  • المشاكل الصحية الجسدية، ومنها ما يأتي:
  • مشكلات الجهاز الهضمي.
  • صعوبات في الرضاعة.
  • النوبات.
  • اضطرابات النوم.


بيّن العديد من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد تحسنًا كبيرًا بعد الخضوع للعلاجات النفسية، والتدخلات السلوكية، التي تُكسبهم مهارات جديدة لمعالجة أوجه القصور الأساسية للتوحد، وتُساهم في تخفيف الأعراض الأساسية للحالة، كما يحتاج الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد إلى مجموعة من العلاجات الإضافية؛ لعلاج الأمراض الجسدية لديهم.[٥]


اضطرابات الشهية

اضطرابات الشهية هي عبارة عن حالات نفسية خطيرة ترتبط بسلوكيات الأكل، والتي تؤثر سلبًا على صحة الطفل، ومشاعره، وتتضمّن الانشغال بالشكل المثالي للجسم، والتفكير المضطرب والمفرط في الوزن، وفقدان الوزن، إضافةً إلى عادات الأكل غير الطبيعية، ويمكن أن تؤدي بعض اضطرابات الشهية، مثل فقدان الشهية العصبي، والشره المرضي، واضطراب نَهَم الأكل، إلى حدوث اختلال وظيفي عاطفي واجتماعي ومضاعفات جسدية خطيرة تهدد حياة الطفل.[٦]


عادةً ما تُعالج هذه الاضطرابات بوضع خطة لمساعدة الطفل على ممارسة عادات أكل صحية إلى جانب العلاج النفسي، والعلاج السلوكي، والعلاج الدوائي باستخدام الأدوية التي تُساعد في التحكم في إسراف تناول الطعام.[٦]


الاضطرابات الأخرى

وتشمل الاضطرابات التالية:

  • اضطراب الكرب التالي للصدمة

هو اضطراب عاطفي طويل، يتضمّن وجود ذكريات محزنة، وكوابيس وسلوكيات مدمرة، عادةً ما ينجم استجابةً للتعرّض للعنف، أو سوء المعاملة، أو الإصابة الجسدية، أو أي أحداث مؤلمة أخرى.[١]

  • اضطرابات التعلم والتواصل

وهي الاضطرابات التي تتضمّن مشاكل في تخزين المعلومات ومعالجتها، إضافةً إلى صعوبة في ربط الأفكار.[٢]

  • الاضطرابات العاطفية

تتضمن هذه الاضطرابات تقلبات مزاجية، والشعور المستمر بالحزن، ونوبات الغضب المتكررة، وتشمل الاكتئاب، والاضطراب ثنائي القطب.[٢]

  • اضطرابات التشنج اللاإرادي

تؤدي هذه الاضطرابات إلى قيام الطفل بأداء حركات وأصواتٍ متكررة ومفاجئة وغير إرادية.[٢]

  • الفصام

الفصام هو اضطراب في التصورات والأفكار يتسبب في فقدان الطفل للاتصال مع الواقع، ويؤدي إلى الهلوسة والتوهُّم، بالإضافة إلى السلوكيات المضطربة.[١]


ملخص المقال

يمكن أن يُصاب الأطفال بالأمراض النفسية والعقلية التي تُصيب البالغين، وتتضمّن تأخير أو اضطراب في تطوير التفكير، أو السلوكيات، أو المهارات الاجتماعية، ويوجد مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تُصيب الأطفال، مثل اضطرابات القلق، واضطرابات الشهية، اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطراب طيف التوحد، وغيرها الكثير.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Mental illness in children: Know the signs", mayoclinic, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Mental Illness in Children", webmd, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Overview of Anxiety Disorders in Children and Adolescents", msdmanuals, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD)", webmd, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  5. ^ أ ب "Autism Spectrum Disorder", clevelandclinic, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  6. ^ أ ب "Eating disorders", mayoclinic, Retrieved 29/1/2022. Edited.