العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب ما بعد الصدمة

يحدث اضطراب ما بعد الصدمة عند مرور الأشخاص أو مشاهدتهم لحدث صادم وتشمل أعراضه الكوابيس، والقلق الشديد والذكريات المربكة بالإضافة لأفكار لا يمكن السيطرة عليها، ويكون العلاج النفسي هو الأساسي لمساعدة الشخص في السيطرة على الأعراض، ومن أهم التقنيات المتبعة العلاج المعرفي السلوكي، فما هو العلاج المعرفي السلوكي لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة؟^[١]

العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب ما بعد الصدمة

يركز العلاج المعرفي السلوكي (CBT) على العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تطورت لدى شخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، ويعمل على تحسين الأداء في أي مجال منهم، ويهدف إلى تحسين الأعراض والمشاكل الحالية في حياة الشخص، وعادةً ما يتم تقديمه خلال 12 إلى 16 جلسة يتم خلالها العمل على العلاقة بين المشاكل التي يواجهها الشخص حالياً أو المواقف المستقبلية التي تثير قلقه، وبين الأفكار والعواطف وكيف تؤثر على الشخص جسدياً، كقلة النوم ومشاكل الجهاز الهضمي، وبين سلوكيات الشخص المرتبطة بتلك الأفكار والمواقف.^[٢]

ما هي المهارات التي يعززها العلاج السلوكي المعرفي؟

يعمل المعالج على إكساب الشخص عدة مهارات خلال جلسات العلاج المعرفي السلوكي للتقليل والسيطرة على أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، حيث تهدف إلى تحسين نوعية حياته، ومن أهم هذه المهارات ما يلي:^[٣]

• تثقيف الشخص ومساعدته على إدراك ماهية الصدمة وآثارها، بما في ذلك تعليمه بعض استراتيجيات إدارة الاستجابة السلوكية والعاطفية.
• طرق الاسترخاء الصحية لتقليل الإجهاد وإدارته، مثل تمارين التنفس واسترخاء العضلات التدريجي.
• مهارات التعبير والتنظيم، للتعبير عن المشاعر الحادة كالغضب، والخوف، والحزن.
• مهارات التأقلم المعرفي والتعامل، لمعالجة الأشياء بطريقة صحية وفهم الرابط بين السلوكيات، والأفكار، والمشاعر.
• مهارات سرد الصدمة ومعالجتها، لمشاركة الحدث من خلال السرد الشفهي أو الكتابي.
• مهارات السلامة الشخصية وكيفية تكوين علاقات صحية، بالإضافة إلى وسائل الحفاظ على الشفاء والنمو.

تقنيات العلاج المعرفي السلوكي المستخدمة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة

تهدف تقنيات العلاج المعرفي السلوكي إلى مساعدة الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة على اكتساب فهم موضوعي لتجربته المؤلمة واستعادة إحساسه بالسيطرة وتعزيز الثقة بالنفس وتحسين قدرته على التأقلم، وتكون هذه التقنيات كالتالي:^[٤]

• المعالجة المعرفية: (Cognitive processing therapy)، حيث يتم تشجيع الأفراد على التفكير في كيفية حصول الحدث وكيف غيّر أفكارهم، ويركز على الطريقة التي ينظر بها الناس إلى أنفسهم والآخرين والعالم بعد تعرضهم للصدمة، ويمكن أن يكون مفيداً بشكل خاص للأفراد الذين يلومون أنفسهم على الحدث.^[٤]
• المعالجة بالتعرض: (Exposure therapy)، تعمل على مساعدة الأفراد على التقرب التدريجي من الذكريات والمواقف المتعلقة بالصدمة، ويستخدم تقنية إعادة إحياء التجربة من خلال سرد تفاصيلها والتعرض المتكرر للعواطف والأشخاص المرتبطة بها، ويمكن أن يكون مفيداً بشكل خاص للأفراد الذين يتجنبون ذكريات الحدث.^[٥]
• التدريب ضد الإجهاد: (Stress inoculation training)، يعمل على تعليم مهارات التأقلم مع الإجهاد لتقليل القلق الشديد الذي يصاحب اضطراب ما بعد الصدمة، ويكون الهدف الرئيسي تعليم الفرد كيفية التفاعل بشكل صحّي مع أعراضه، كتمارين التنفس، واسترخاء العضلات، ومهارات الحزم.^[٦]

تمارين مستخدمة في العلاج المعرفي السلوكي

يوجد العديد من التمارين التي قد يستخدمها المعالج لتطبيق تقنيات العلاج المعرفي السلوكي في اضطراب ما بعد الصدمة، أهمها ما يلي:^[٧]

• سجل الفكر التلقائي: (ATR)، يساعد مرضى اضطراب ما بعد الصدمة على التفكير في ردود أفعالهم تجاه موقف معين، وذلك من خلال تسجيل المواقف والفكرة التي نشأت فور حصوله والشعور اتجاه ذلك الموقف على شكل جدول، وهو من أكثر التمارين شيوعاً.
• المثلث المعرفي: يركز على الترابط بين الأفكار، والعواطف، والسلوكيات وكيف تؤثر على بعضها البعض.
• الفنّ: استخدام الأنشطة القائمة على الفن كالرسم أو الموسيقى لفهم النفس والأشياء المحيطة بها بشكل أفضل وإيجاد طرق للتعايش معها.