الفرق بين فرط الحركة والتوحد

اضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة من الحالات الصحية التي تؤثر في النمو العصبي للشخص، وقد يكون أحيانًا من الصعب التمييز بينهما خاصةً عند الأطفال الصغار؛ وذلك بسبب وجود تداخل في بعض الأعراض بينهما،^[١] كما يُمكن الإصابة بهما معًا في آنٍ واحد،^[٢] ويُساعد التشخيص الصحيح والمبكر على تقليل مضاعفات المرض بسبب الحصول على العلاج المناسب،^[٣] فما هو الفرق بينهما؟

ما الفرق بين فرط الحركة والتوحد؟

يمكن التمييز بين فرط الحركة والتوحد من خلال الآتي:

القدرة على التركيز والانتباه

يُلاحظ على المصابين بفرط الحركة مواجهة صعوبة في التركيز والانتباه لشيء معين لفترة طويلة ومن السهل تشتيت انتباههم، بينما يُلاحظ على الطفل المصاب بالتوحد اهتمامه بشيء معين؛ فقد يبدو عليهم التركيز في أشياء يفضلونها بينما يواجهون مشاكل في التركيز في الأشياء التي لا يفضلونها.^[١]

ويمكن للأهل ملاحظة الفرق بينهما بسهولة أثناء قيام الطفل بواجباته المدرسية، فمثلًا الطفل الذي يعاني من فرط الحركة لا يُركز انتباهه على أي مادة من مواد المدرسة، ولكن الطفل المصاب بالتوحد لديه قدرة عالية على التركيز والانتباه للمواد التي يُفضلها.^[١]

التواصل

على الرغم من أن مشاكل التواصل أكثر شيوعًا عند المصابين بالتوحد؛ إلّا أنّ بعض الأطفال المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه قد يُعانون من مشاكل في التواصل ولكن بطريقة تختلف عن التوحد، ويمكن توضيح ذلك كالآتي:^[١]

• فرط الحركة:

يلاحظ عليهم المشاكل الآتية:

• يتحدثون بسرعة.
• يقاطعون الآخرين.
• لا ينتبهون كيف تؤثر الكلمات على الآخرين.
• يرغبون بأنّ تكون الكلمة الأخيرة لهم.
• التوحد:

يلاحظ عليهم المشاكل الآتية عند التواصل مع الآخرين:

• يواجهون صعوبة في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم.
• لا يستخدمون الإيماءات عند التواصل مع الآخرين.
• يفضلون التركيز على موضوع محدد في المحادثة.
• مواجهة صعوبة في التواصل البصري مع الآخرين.
• لا يستجيبون للتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.

التأقلم مع الروتين اليومي

يواجه المصابون باضطراب فرط الحركة من الملل السريع عند الالتزام بروتين محدد دون تغيير، وقد يفقدن شغفهم بالأنشطة المختلفة،^[١] بينما يُلاحظ على المصابين بالتوحد تفضيل الالتزام بروتين يومي محدد وقد ينزعجون كثيرًا عند تغييره.^[٣]

هل تختلف أسباب فرط الحركة عن التوحد؟

بالتأكيد تختلف أسباب الإصابة بفرط الحركة عن التوحد، ويمكن توضيح ذلك كالآتي:

اضطراب فرط الحركة

لا يوجد سبب واضح ومحدد للإصابة باضطراب فرط الحركة، ولكن يعتقد البعض أنّ للجنيات دورًا في زيادة فرصة الإصابة، إضافة لذلك توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة، ومنها:^[٤]

• إصابات الدماغ.
• التعرض لمواد سامة كالرصاص مثلًا خلال فترة الحمل أو الطفولة المبكرة.
• التدخين خلال فترة الحمل.
• الولادة المبكرة.
• ولادة الطفل بوزن منخفض.

التوحد

لا يوجد سبب محدد للإصابة بالتوحد، ويُعتقد أن لمجموعة من العوامل دورًا في زيادة فرصة الإصابة به، ومنها ما يأتي:^[٥]

• العوامل الجينية:

فقد ارتبط التوحد بعدد كبير من الجينات، كما لوحظ أن الأطفال المصابين بالتوحد يُعانون من مشاكل جينية أخرى مثل متلازمة ريت، ومتلازمة إكس الهش، وغيرها.

• العوامل البيئية:

وجدت بعض الأبحاث والدراسات أنّ بعض العوامل البيئية تزيد من فرصة الإصابة بالتوحد كالإصابة بمضاعفات خلال الحمل، أو التعرض لعدوى فيروسية أو استخدام بعض أنواع الأدوية خلال الحمل.

ملخص المقال

إن اضطراب التوحد واضطراب فرط الحركة كلاهما من الحالات الصحية التي تؤثر في النمو العصبي، وقد تشترك في بعض الأعراض كصعوبات التعلم والمشاكل الحسية والوعي بالمخاطر، ولكنها أيضًا تختلف في أعراض أخرى، كما قد يحدثان معًا وكلاهما يؤثر في كيفية تطور الطفل، ولكل منهما أيضًا أسباب أدت إلى حدوثه، ومن أجل ذلك من الضروري التشخيص السريع والمبكر لهما من أجل تفادي تطور المشاكل والمضاعفات التي قد تحدث.