القلق الاجتماعي وعلاقته بتقدير الذات

تقدير الذات هو الطريقة التي نرى بها أنفسنا أو كما يصفه البعض بأنه الصوت الداخلي الذي يخبرنا ما إذا كنا جيدين بما يكفي للقيام بشيء ما، لذا فإن الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير الذات بشكل جيد يكونون أكثر مرونة وقدرة على التعامل مع تقلبات الحياة.

لكن في حال كان هناك تدني في تقدير الذات ولمدة طويلة فمن الممكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل في الصحة العقلية مثل حدوث اضطراب القلق الاجتماعي.^[١]

فما علاقة تقدير الذات بالقلق الاجتماعي؟ وكيف من الممكن أن نزيد ثقتنا بأنفسنا؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال:

القلق الاجتماعي وعلاقته بتقدير الذات

بدايًة يجب معرفة أن تقدير الذات: هو مصطلح يستخدم لتوضيح كيف نرى ونقدر أنفسنا؛ فإذا كان تقديرنا لذاتنا متدنيًا فمن الممكن أن نرى أنفسنا عديمي القيمة وغير مهمين، وانطلاقاً من ذلك نقوم بمقارنة أنفسنا مع الآخرين ونتخيل أنهم أكثر ذكاءً أو جمالًا أو إثارًة للاهتمام منا، مما يسبب لنا الإحباط باستمرار والبحث عن عيوبنا بدلًا من تقدير النقاط الإيجابية الموجودة لدينا.^[٢] 

ومن الجدير بالذكر أنه من الطبيعي أن تكون لدينا مشاعر عابرة بارتكاب الأخطاء، إلا أنه في حال تدني تقدير الذات فإن ما نشعر به في موقف معين يحدد كيف نشعر تجاه أنفسنا بشكل عام، وبالتالي فإن ثقتنا بأنفسنا قد تضرر في حال ارتكاب أي خطوة خاطئة.^[٣]

وعلى النقيض تمامًا، أولئك الذين يتمتعون بتقدير الذات بشكل صحي قادرون على تقييم أنفسهم بدقة ومعرفة نقاط القوة والضعف لديهم، ويجدون أنهم في جميع الأحوال هم أشخاص يستحقون التقدير.^[٣]

ومن المعروف أن تدني تقدير الذات له دور في ما يتعلق بحدوث اضطراب القلق الاجتماعي، فقد يؤدي تدني تقدير الذات إلى حدوث أو زيادة مشاعر القلق والتي قد تتسبب بما يُعرف باضطراب القلق الاجتماعي، وفي هذه الحالة العكس صحيح أيضًا فمن الممكن أن يؤدي حدوث اضطراب القلق إلى الشعور بالسوء تجاه أنفسنا مسببًا تدني تقدير الذات، مما يجعل الأمر يبدو كحلقة مفرغة.^[٢] 

أسباب تدني تقدير الذات

يبدأ تدنّي تقدير الذات مُنذ الطفولة، وذلك لأسباب عديدة أغلبها مُتعلِِّقة بالأهل، ومن هذه الأسباب ما يأتي:^[٤][٢]

1. الرغبة في تحقيق الكمال.^[٢]
2. الضغط الذي نختبره عند السعي لأن نكون ناجحين للغاية أو عند محاولتنا للحفاظ على النجاح بشكل متواصل، وذلك بسبب توقعات المجتمع أو المعايير التي نضعها لأنفسنا.^[٢] 
3. الخوف من الفشل أو فهم الأمور بشكٍل خاطئ أو الظهور بمظهر الغبي أمام الآخرين.^[٢] 

كما من الممكن أن يكون السبب وراء ذلك المرور بتجارب في الماضي أثرت على تقدير الذات بشكل أو بآخر، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:^[٣]

1. الانتقادات الموجه من الوالدين لأطفالهم بصورة دائمة وعلى كل التصرفات أو القرارت التي تبذر منهم.
2. التعرض للاعتداء الجسدي أو العاطفي.
3. انفصال الأهل وتعرُّض الطفل للمشاعر السلبية نتيجة هذا الأمر.
4. الإهمال أو التجاهل من قبل المُحيطين.
5. مواجهة الطفل صعوبات في التعلُّم وتدني مُعدَّله الدراسي بين أقرانه.
6. التنمر أو التعرض للمضايقات أو السخرية.
7. التوقعات غير الواقعية أو المعايير العالية التي يضعها الآخرون.

ومن ناحية أخرى، فإن الأشخاص الذين يكبرون في بيئة صحية يتم فيها سماعهم واحترامهم ومحبتهم وقبولهم هم أقل عرضة لتطوير صورة ذاتية سيئة عنهم، بالرغم من ذلك يجدر الذكر بأنه قد لا تنعكس البيئة التي تم تربية الطفل فيها بالضرورة على تقدير ذاته مستقبلًا.^[٣]

أعراض القلق الاجتماعي

ومن الأمثلة على الأعراض التي قد ترافق حدوث القلق الاجتماعي ما يأتي:^[٢][٥]

1. القلق بشأن فعل شيء خاطئ أو غريب أو محرج أمام الآخرين.
2. حدوث نوبات الهلع أو التعرق أو الخفقان (Palpitations) عند التواجد في الأماكن العامة.
3. المبالغة في التفكير والقلق بشأن الأحداث والمناسبات الاجتماعية.

نصائح لزيادة الثقة بالنفس

من النصائح التي من الممكن أن تساعدك على زيادة ثقتك بنفسك والخروج من منطقة الراحة الخاصة بك ما يأتي:^[٢]

1. جرب شيئًا جديدًا: في كل مرة نفعل شيئًا مختلفًا فإننا نفتح الباب لإمكانيات وفرص جديدة، تذكر لا يتوقع من الشخص أن يكون جيدًا عند تجربة شيء جديد من المرة الأولى، لذا لا تخشى الفشل وامنح لنفسك الإذن بالمحاولة مهما كانت النتيجة.
2. ضع لنفسك أهداف جديدة: لا تحمل نفسك فوق طاقتك فقط اتخذ خطوات صغيرة في كل مرة تخطو نحو المجهول واختبر الوضع، وكافئ نفسك في كل مرة تحقق فيها هدفًا.
3. تحدث إلى شخص تثق به: اسأل عائلتك أو أصدقائك كيف يرونك، فقد يفاجئك ما سيخبروك به عن النقاط الإيجابية التي تمتلكها ومن المفيد أيضًا أن يكون محيطك من الأشخاص الذين يساعدوك على البقاء إيجابيًا، لذا من المهم أن تنتبه ما إن كانت علاقاتك تساعدك أو تعيقك على ذلك.