المقصود بالصرع الكاذب

ما هو الصرع الكاذب؟

الصرع الكاذب (Pseudoseizure) هو مصطلح قديم يُشير لحدوث نوبات مُشابهة لنوبات الصرع المعروفة، ولكنّها في الواقع لا تمثل مظهرًا من مظاهر النشاط الكهربائي المفرط وغير الطبيعي في قشرة الدماغ؛ ويتزامن في الأصل مع حدوث نوبة الصرع المُعتادة، وتجدر الإشارة أنّ المُصطلح الشائع حاليًّا للصرع الكاذب هو نوبات الصرع النفسية المنشأ (Psychogenic nonepileptic episodes).^[١]

ما هي أعراض الصرع الكاذب؟

على الرغم من أنّ الصرع الكاذب يختلف عن نوبات الصرع، إلّا أنّه يُمكن أن تتشابه أعراضه مع أعراض نوبة الصرع، وتتضمن كلاً مما يأتي:^[٢]

• عدم قدرة الشخص على الاستجابة لأي منبه فجأة.
• تغيرات في الوعي.
• حدوث ارتعاش ورجفة في الجسم.
• القيام بحركات تشبه دفع الحوض أو ركوب الدراجات.
• القيام بهز الرأس من جانب إلى آخر.
• إغلاق المُصاب لعينيه.
• إغلاق الفم بشدة.
• أن يصبح كمن يحدق في شيءٍ ما.

وقد تشير بعض العلامات الأكثر تحديدًا إلى أن الشخص يعاني من نوبات الصرع النفسية،^[٢] وتشمل هذه العلامات ما يأتي:

• استمرار النوبات لفترة طويلة يليها تعافي تامّ، على عكس نوبات الصرع الحقيقية والتي تستمر عادةً لفترة قصيرة أي لبضع ثوان ويليها شعور المُصاب بالتعب الجسدي والعقلي لمدة قد تصل إلى 24 ساعة.^[٣]
• قد يضرب المصاب نفسه بالأرض بعنف.^[٢]
• تحريك الرأس المتكرر من جانب إلى جانب.^[٢]
• قد يتكلم بتلعثم وتأتأة أو قد يصرخ.^[٢]
• إغلاق الفم والعينين ورفض فتحهما أثناء النوبة.^[٢]
• الاستجابة للضوضاء الصاخبة أو غيرها من المحفزات أو الشعور بالدهشة.^[٢]
• فقدان الوعي لفترة وجيزة.^[٢]
• يكون لديه القدرة على السيطرة على الأمعاء أو المثانة، على عكس نوبات الصرع الحقيقية والتي تتسبّب غالباً في فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة أو سيلان اللعاب أو عض اللسان.^[٣]

ما هي أسباب الإصابة بالصرع الكاذب؟

توجد العديد من الاضطرابات المختلفة التي قد تكون سببًا محتمل للإصابة بنوبات الصرع النفسية، وقد تشمل ما يأتي:^[٤]

• تاريخ للإصابة باضطرابات المزاج.
• القلق.
• الإصابة بالاضطرابات الفصامية.
• اضطرابات ما بعد الصدمة (وهو اضطراب يتطور لدى بعض الأشخاص الذين مروا بحدث صادم أو مخيف أو خطير).
• التعرض لاعتداء جسدي أو جنسي أو مشاكل عاطفية.
• ضغوط الأسرة أو الصراع العائلي.
• مرض الذهان.
• اضطرابات الشخصية بأنواعها.
• مشاكل الانتباه.
• صدمة إصابات الدماغ الرضية.
• تعاطي المخدرات.
• الاضطرابات السلوكية مثل: الغضب، أو العدوانية، أو الانسحاب والتي تحدث بعد التوقف عن شرب الكحول.

كيف يتم تشخيص الصرع الكاذب؟

يُعد تخطيط كهربية الدماغ (EEG) بالفيديو من أفضل الاختبارات التي قد تُساعد على تأكيد الإصابة بالصرع الكاذب، وينطوي هذا الاختبار على الكشف عن خصائص غير نمطية في وظائف الدماغ أثناء حدوث النوبة، وفي حال عاد مخطط كهربية الدماغ إلى طبيعته، فقد يكون الشخص مصابًا بنوبات الصرع الكاذب.^[٥]

وعادةً ما يقوم الأطباء بمشاهدة فيديو نوبة الصرع لتأكيد الإصابة، ويُمكن إجراء هذا الاختبار في المستشفى أو في المنزل، وقد يحتاج المُصاب أيضًا لمراجعة طبيب نفسي لمعرفة ما إذا كان هناك مشاكل نفسية تسبّب هذه النوبات.^[٥]

ما هو علاج الصرع الكاذب؟

نظراً لأنّ حالات الصرع الكاذب لا تستجيب في العادة للأدوية المُضادة للصرع، فإنّ العلاج النفسي بأنواعه هو العلاج الأكثر شيوعًا لعلاج مثل هذا النوع من الأمراض، إذ غالبًا ما يتم إشراك المصاب بجلسات الاستشارة والعلاج المعرفي السلوكي، بالإضافة إلى العلاجات النفسية الأخرى.^[٦]

وقد يحتاج المُصاب لعدة أشهر حتى يشعر بالتحسّن، إذ من الضروري أن يواصل خطته العلاجية خلال هذا الوقت، فقد يكون علاج الصرع الكاذب صعبًا إذا كان الشخص المصاب غير مدرك لكيفية تأثير النوبات عليه، وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب أدوية الاكتئاب أو القلق كجزء من خطة العلاج.^[٦]

ملخص المقال

الصرع الكاذب أو ما يسمى بنوبات الصرع النفسية هي نوبات قد تتشابه مع نوبات الصرع الحقيقية، ولكنّها تنتج عن عوامل نفسية وليست ناتجة عن نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ، كما توجد العديد من الأعراض التي قد تُميّز الصرع الكاذب ومنها: استمرار النوبات لفترة طويلة يليها تعافي تامّ، وإغلاق الفم والعينين ورفض فتحهما أثناء النوبة، وغيرها من الأعراض الأخرى، وينبغي على المصاب مراجعة الطبيب لمعرفة التشخيص الصحيح واتباع خطة علاجية مناسبة.