يعاني العديد من الآباء من مشكلات متعلقة بدخول الأطفال في سن المراهقة، ما بين مرحلة البلوغ والنضج، بحيث تتحول أفعال الطفل البريئة والرقيقة إلى أفعال قد تكون حادّة بعض الشيء، ويبدأ الأطفال عند دخولهم عمر المراهقة القيام باتخاذ الآراء والقرارات الخاصة بهم دون رغبتهم بتدخل الآخرين، الأمر الذي يصعب تقبله على بعض الآباء، فما هي كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس؟[١]
كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس
لا تعد عملية التعامل مع الأطفال المراهقين عملية معقدة على الإطلاق بل تتطلب الصبر والحزم بعض الشيء، فيما يأتي بعض النصائح التي يمكن اتباعها في كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس:
1. الاستماع للمراهقين
غالبًا ما يعاني الأطفال المراهقين من عدم فهم الآخرين لهم، وتعد هذه المشكلة مرتبطة بشكل أساسي بعدم الاستماع للطفل المراهق من قبل الأشخاص المحيطين، حيث يُنصح الآباء بتخصيص وقت من أجل الاستماع والتحدث مع المراهقين، والحرص على جعلهم يتحدثون دون مقاطعتهم، مع محاولة فهمهم قدر المستطاع، ومعرفة أفكارهم وتطلعاتهم، دون إصدار أحكام عليهم، أو السخرية، أو المقاطعة، أو الانتقاد، أو تقديم النصيحة.[٢]
2. تقبل اختلاف الآراء
يواجه العديد من الآباء صعوبة في تقبل آراء المراهقين خصوصًا بأن الطفل المراهق عندما كانا أصغر سنًا كان يتبع أبويه فيما يفعله، ويوافق على آرائهم بشكل كبير، حيث يبدأ المراهقون بالاستقلال عن الأبوين، وإبداء بالرغبة في اتخاذ القرارات وحدهم دون تدخل من الآخرين، لذا يجدر تقبل هذا الاختلاف وإيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين، وعدم إجبار المراهقين على اتباع الطريقة التي يراها الآباء الصحيحة من وجهة نظرهم.[٢]
3. منح الأطفال المراهقين الخصوصية
يُنصح بمنح الأطفال المراهقين الخصوصية التي تعزز ثقتهم بأنفسهم بشكل كبير بشرط توفير الأمان الذي يجنبهم وقوع الضرر، بحيث يساعد ذلك المراهقين على تحمل المسؤولية وتحفيزهم على اتخاذ القرارات الصحيحة بداعي الرغبة وليس الخوف.[٢]
4. التحلي بالصبر والهدوء
قد يظهر المراهقون أفعالًا عدوانية وغير مسبوقة، الأمر الذي يستدعي التصرف بهدوء وحكمة وعدم تحديهم بشكل مباشر، أو التصرف بعصبية، أو إبداء الغضب من قبل الأبوين بالمقابل، لأن التعامل مع المراهقين بعدوانية وعنف يؤدي إلى نتائج سلبية قد يصعب حلها في وقت لاحق، لذلك ينصح بالتحلي بالصبر قدر الإمكان والتعامل مع الأمر بمنطقية وحكمة.[٣]
5. التحدث مع المراهقين كالأصدقاء
يجب على الآباء تقبل فكرة أن المراهقين لم يعودوا أطفالًا بعد الآن، لذلك ينصح بإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة معهم، ومعاملتهم كأنهم أشخاص كبار، ومصادقتهم، والتحدث لهم، والاستماع إليهم، وإلقاء المزحات والنكات من أجل تلطيف الأجواء والتقرب إليهم، غالبًا ما يتواصل الآباء والأبناء من خلال الرياضة، أما الأمهات والبنات بالكلام أو الأفلام.[٣]
6. وضع الحدود والقواعد والعواقب حول السلوك والتواصل
ينصح بوضع الحدود والقواعد الواضحة داخل المنزل، بحيث يجب الجلوس مع المراهقين والتحدث بهذه الحدود والتأكيد عليها، ومناقشتها معهم بشيء من المرونة قدر الإمكان، فحينئذ قد يكون الالتزام بها أكثر سهولة مما لو تم فرضها بإجبار، مع الحرص على تجنب التحدث بهذه الحدود أثناء حدوث المشكلات.[٣]
7. منح المراهقين الفرصة لحل المشكلات من تلقاء أنفسهم
أحد أهم الخبرات التي يمكن للمراهق اكتسابها هي خبرة حل المشكلات، إذ ينصح الآباء بالتنحي جانبًا عند وقوع المراهقين بالمشكلات من أجل منحهم الفرصة في حل المشكلات من تلقاء أنفسهم ودون مساعدة من الآخرين، إلا إذا استدعت المشكلة غير ذلك، أو وصل المراهق إلى طريق مسدود، ولم يستطع حلها وحده، وهنا يمكن مساعدته وتوجيهه.[٤]
متى يجب مراجعة أخصائي عند التعامل مع المراهقين؟
فيما يأتي بعض العلامات الهامة التي ينصح بمراجعة الأخصائي عنده ملاحظتها على المراهق:[٥]
- تغيير المظهر والشكل الخارجي للمراهق، خصوصًا عندما يكون هذا التغيير سلبياً.
- زيادة الوزن بشكل كبير وخطير.
- العنف داخل المنزل وخارجه ورفع الصوت باستمرار.
- التهرب من الذهاب إلى المدرسة بانتظام.
- الدخول في النزاعات بشكل دائم.
- تراجع حاد في الأداء الأكاديمي.
- الأرق الشديد والحزن.
- تغيير حاد في أنماط النوم.
- الرغبة في الجلوس وحيدًا والعزلة.
أخطاء يقع فيها الآباء عند التعامل مع المراهقين
فيما يأتي بعض الأخطاء التي يقع بها العديد من الآباء عند التعامل مع المراهقين:[٦]
- توقع الأسوأ من الأطفال المراهقين والخوف من هذه المرحلة والشعور بالتشاؤم.
- الاستماع إلى كلام الخبراء في كيفية التعامل مع الطفل المراهق دون محاولة التحدث مع الطفل نفسه وفهم ما يدور في ذهنه.
- التدقيق على صغائر الأمور وانتقاد تصرفات المراهق بشكل دائم.
- تجاهل مرحلة المراهقة وتجاهل المراهق وما يدور في حياته والتغيرات النفسية التي يمر بها بالإضافة إلى التغيرات الطارئة على شخصيته.
- التعامل بعنف مع المراهقين خصوصًا عند قيامهم بارتكاب الأخطاء.
المراجع
- ↑ "Coping with Teenagers", skillsyouneed, Retrieved 10/5/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Coping with your teenager", nhs, Retrieved 10/5/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Disrespectful teenage behaviour: how to deal with it", raisingchildren, Retrieved 10/5/2022. Edited.
- ↑ "7 Keys to Handling Difficult Teenagers", psychologytoday, Retrieved 10/5/2022. Edited.
- ↑ "Help for Parents of Troubled Teens", helpguide, Retrieved 10/5/2022. Edited.
- ↑ "5 Mistakes Parents Make With Teens and Tweens", webmd, Retrieved 10/5/2022. Edited.
