المراهقة هي فترة يمر بها كل إنسان، فهي فترة الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ ويدخل فيها الشخص بالعديد من التغيرات الجسدية والفكرية والشخصية والنفسية والاجتماعية. تتميز مرحلة المراهقة بأنها مرحلة غامضة تكون فيها تصرفات الشخص مضطربة نوعًا ما وفيها نوع من الأنانية وتتأثر بالكثير من العوامل الاجتماعية والعاطفية.[١] وفي هذا المقال سنتعرف على التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة وبعض النصائح والطرق لتعامل الآباء معها.


ما هي التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة؟

المراهقة مرحلة انتقالية يشعر فيها الإنسان أنه بحاجة للحصول على الاستقلال بعيدًا عن إطار الأسرة والرقابة الأبوية، ففي هذه المرحلة يرفض المراهقون النشاطات العائلية ويفضلون البقاء مع أقرانهم من نفس العمر، كما يتميزون بتقلبات المزاج الكثيرة والاضطرابات العاطفية وإظهار بعض السلوكيات العدائية في بعض الأحيان إضافة إلى التمرد ورفض كل ما يمليه الآباء عليهم.[٢]


كما يعاني المراهقون في هذه المرحلة من التوتر والقلق، إذ تعد صورة الجسد من الأمور التي تشغل بال المراهقين، فهذا الأمر يعد مصدر قلق وهاجس كبير بالنسبة لهم، فتراهم دائمًا ما يقارنون بين جسدهم وأجساد من حولهم، لهذا يكون المراهقون في هذا العمر مهتمين جدًا بمظهرهم الخارجي وملابسهم ومجوهراتهم وفي هذه المرحلة يظهر الاهتمام المتزايد بالجنس الآخر، وهذا قد يسبب اضطرابات عاطفية.[٢]


ما هي التغيرات السلوكية في مرحلة المراهقة؟

إن التغيرات الهرمونية التي تحصل في سن المراهقة لا تؤثر على نمو الجسم فقط، إنما ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتغيرات السلوكية التي قد يلاحظها الآباء على أبنائهم في تلك الفترة، ففي العقد الثاني من عمر الإنسان تتطور مهارات التفكير وتصبح أقوى وأنضج وتزيد القدرة على التفكير المجرد وإطلاق أحكام عقلانية على المحيط.[٣]


ومن أهم التغيرات السلوكية والاجتماعية التي يواجهها المراهق أيضًا هي زيادة القدرة على استيعاب وجهات نظر الآخرين وتطوير الهوية الشخصية، وبروز المهارات، وطرق التغلب على المشاكل والأزمات التي يواجهها.[٤]


يكون المراهقون في هذه المرحلة عُرضة للخطر والتغرير بهم، لأنهم يبدأون في محاولة التحرك خارج نطاق وحدود العائلة ويحاولون أخذ قرارات مستقلة رغم عدم نضوج قدراتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة بعد، لهذا يجب احتواؤهم ومراقبتهم بحذر.[٣]


ما هي طرق التعامل الصحيحة لدعم التطور الصحي في مرحلة المراهقة؟

إن مرحلة المراهقة مرحلة عصيبة عند الكثير من العائلات، فالكثير من المنازل قد تتحول إلى ساحات من المعارك اليومية ولكن ذلك ليس صحيحًا، بل يجب على الآباء بذل قصارى جهدهم لمحاولة فهم أولادهم. وقد تساعد الإرشادات الآتية في فهم الأبناء في مرحلة المراهقة:[١]

  • منح الابن الانتباه الكامل عندما يريد التحدث وعدم الانشغال عنه بأمور أخرى مثل الهاتف أو مشاهدة التلفاز.
  • السماع بهدوء والتركيز جيدًا ومحاولة فهم وجهة نظره.
  • التحدث إليه بكل لطف وهدوء، فنبرة الصوت تعطي انطباعاً عن شكل وطبيعة المحادثة فيما إذا كانت ودية أو ستصل إلى شجار.
  • محاولة فهم مشاعر الابن حتى لو لم يكن السلوك يعجب الآباء.
  • محاولة عدم إصدار أحكام مطلقة وترك مجال للحوار بشكل دائم.
  • تجنب إذلال الطفل والضحك عليه أو على أسئلته أو استفساراته مهما كانت بديهية.
  • تشجيع الابن على اختبار وتطبيق الأفكار الجديدة وعدم الحكم على آرائهم مسبقًا، من خلال الاستماع الجيد ومن ثم مناقشة فكرته.
  • تقديم الحب والاحترام المتبادل للابن حتى لو كان هناك اختلاف في وجهات النظر.
  • تشجيعه على المشاركة في الأنشطة المختلفة، حيث إن ذلك يساعده على بناء ثقته بنفسه.
  • إشراك الابن في صنع القرار الأسري والعمل على حل المشكلات العائلية.


ما هي العلامات الجسدية التي تدل على دخول الطفل في مرحلة المراهقة؟

تختلف العلامات الجسدية التي تظهر على الأولاد عن التي تظهر عند الفتيات، فلكل منهما علامات مختلفة اختلاف كلي بسبب اختلاف طبيعية الهرمونات. تاليًا بيان تلك التغيرات لكل منها:


الصبيان

تبدأ التغيرات الجسدية عن الصبيان ما بين عمر 10 - 16 عامًا بتضخم الخصيتين ونمو شعر العانة، ويلي ذلك طفرة في النمو تتمثل بنمو الذراعين والساقين واليدين والقدمين بسرعة أكبر من بقية الجسم، ثم يبدأ شكل الجسم بالتغير مع اتساع الكتفين وزيادة الوزن والعضلات. أما العلامات الجسدية الأكثر وضوحًا تكون بتغير في نبرة الصوت ونمو الشعر تحت الذراعين وفي منطقة اللحية.[٥]


الفتيات

تبدأ التغيرات الجسدية عند الفتيات في وقت سن مبكرة ما بين 8 - 13 عامًا تقريبًا، وتكون أول تلك العلامات هي ظهور الثدي ونمو شعر العانة، ومن ثم يبدأ الشعر في منطقة الإبط بالنمو وتستمر تلك التغيرات لتأخذ الفتاة ملامح المرأة البالغة لينتهي الأمر بحدوث الحيض لأول مرة والذي غالبًا ما يحدث ما بين سن 9 - 16 عامًا وذلك اعتمادًا على العمر الذي بدأت فيه الفتاة مراحل البلوغ.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب "Adolescent Development"، my.clevelandclinic، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Psychosocial Development", utmb, Retrieved 28/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Adolescence: psychological and social changes", apps.who, Retrieved 25/2/2022. Edited.
  4. "Psychosocial milestones in normal puberty and adolescence", pubmed, Retrieved 25/2/2022. Edited.
  5. ^ أ ب Steven Dowshen, "Understanding Puberty", kidshealth, Retrieved 25/2/2022. Edited.