ما هو إدمان التسوق؟

إدمان التسوق

يُعتبر إدمان التسوّق من أكثر أنواع الإدمان قبولًا من النّاحية الاجتماعية، وهو إدمانٌ سلوكيّ يعبّر عنه بكثرة اقتناء الأشياء كوسيلة للشّعور بالرّضا وتجنّب المشاعر السّلبيّة كالقلق والاكتئاب، وكغيره من أنواع الإدمان فقد يؤدّي تطوّره إلى ظهور آثار سلبيّة عديدة، وفي هذا المقال سنتطرق إلى إدمان التسوّق، وأعراضه، وطرق علاجه والكثير أيضا.^[١]

أسباب إدمان التسوّق

قد يصاب البعض بإدمان التسوّق نتيجة الإدمان على الأحاسيس الإيجابيّة التي يشعرون بها أثناء تسوّقهم، حيث تنتجُ هذه الأحاسيس عن إفراز الدماغ لهرموني الإندروفين والدّوبامين - اللّذين يمنحان الشّخص إحساسًا بالبهجة والسّعادة - ومع الوقت يتحوّل ذلك للإدمان، ممّا يؤدّي بالفرد إلى الاستمرار بعمليّة التسوق والشّراء في سبيل الحصول على ذات الشّعور، في السياق يجدر بالذكر أن ما نسبته 10- 15% من سكّان العالم معرّضون للإصابة بهذا النوع من الإدمان.^[٢][٣]

علامات إدمان التسوق

من الصّعب تحديد كون شخصٍ ما مصابٌ بإدمان التسوّق، وذلك لأنّ الكثير من النّاس يقضون أوقات وأموال ليست بقليلة عند عمليّة الشّراء، ولكن قد تظهر بعض العلامات الّتي يجب التنبيه لها لمعرفة فيما إذا كان الشخص مدمناً أم لا، لكن غالبًا ما يكون المصابون بإدمان التسّوق مدينين بالمال للآخرين، وبطاقاتهم الائتمانية فارغة وأوضاعهم الماديّة غير مستقرّة، وبالإضافة إلى ذلك نذكر بعضاً من علامات إدمان التسوق فيما يأتي:^[٣][٤]

• الشّعور بالنّشوة عند التسوّق.
• موافقة الرّغبة العالية بالشّراء دائمًا.
• شراء أمور غير ضروريّة.
• شراء الكثير من الأشياء، على عكس ما هو مخطّط له.
• إخفاء المشتريات عن العائلة أو الأصدقاء دفعًا لعدم الشّعور بالذّنب.
• اللجوء إلى التسوق عند الشعور بالاكتئاب، أو القلق، أو الغضب.^[٥]

أضرار إدمان التسوق

تنقسم أضرار إدمان التسوّق على مرحلتين، أضرار قصيرة المدى والأخرى طويلة المدى، حيث سنوضحهما هنا:^[٣]

• الأضرار قصيرة المدى: كما ذكرنا سابقًا، ترتبط عمليّة الشّراء بالإحساس بمشاعر البهجة والسّعادة، إلى جانب ذلك قد يشعر الشّخص بالذّنب والقلق وذلك لشرائه العديد من المنتجات غير الضروريّة مثلًا، وبالتّالي قد يدفع هذا الشّعور الشخص بالعودة إلى المتجر والتسوّق بشكلٍ أكبر لإزالة مشاعر القلق والذّنب.
• الأضرار طويلة المدى: قد يؤدّي إدمان التسوّق على المدى الطّويل مشاكل عدّة تؤثّر في العديد من جوانب الحياة، كالاستقرار الماديّ مثلًا، حيث يعاني مدمنو التسوّق من مشاكل ماديّة وديون أيضًا، وقد يؤثّر أيضًا في العلاقات مع الآخرين، فقد ينتهي الأمر بابتعاد النّاس عنه كحصول الطّلاق، أو الافتراق عن الوالدين، أو الأبناء.

كيفية علاج إدمان التسوق

يمكن علاج إدمان التسوّق والتغلّب عليه، حيث يوجد العديد من الطّرق لعلاجه وتخفيف أعراضه، ونذكر فيما يأتي بعضاً منها:^[٦][٧]

• العلاج الأسري: وذلك نظرًا لأنّ إدمان التسوّق يؤثّر في الشّخص المدمن ومن حوله أيضًا، فمن الجيّد الانضمام لمجموعات العلاج الأسري للمساعدة على مكافحة إدمان التسوّق.
• العلاج السّلوكي المعرفي: يساعد هذا العلاج على التعامل مع السوكيّات السلبيّة غير الصحيّة والّتي تؤدّي إلى الإدمان لاحقًا، حيث يتمثل بتغيير الأفكار السّلبيّة إلى إيجابية والوصول إلى طريقة تفكير أكثر إنتاجيّة.
• علاج الأمراض المصاحبة: كما ذكرنا سابقًا، قد يرتبط التسوّق بمشاعر من الذّنب والقلق، وقد تصل إلى الاكتئاب أو الإصابة بأحد الأمراض النفسية، لذا من الجيّد علاج هذه الأعراض قبل تطورها.
• الاستشارات الماليّة: يكمن دور المستشار الماليّ في مساعدة مدمني التسوّق الّذين خسروا أموالهم أو الذين يعانون من الديون، وذلك للتخفيف عنهم ولاجتياز المرحلة بنجاح.
• مجموعات الدّعم: قد تساعد مجموعات الدّعم إعطاء بعض النّصائح والتجارب للتخفيف من إدمان التسوّق، وقد يقلّل التواجد مع أشخاص مشابهين من مشاعر الذّنب، والقلق، والاكتئاب أيضًا.

نصائح للتخلّص من إدمان التسوّق

جميعنا نحتاج للتسوّق بشكل مستمر، لذلك من غير المنطقي إهدار المال والوقت في كلّ مرّة، ونذكر فيما يأتي بعض النصائح التي قد تساعد على تخفيف إدمان التسوّق، مثل:^[١][٤]

• ابحث واكتشف طرقٍ بديلة للاستمتاع بوقت الفراغ.
• تسوّق مع أفراد من العائلة أو الأصدقاء ممّن لا يعانون من إدمان التسوّق.
• تجنّب الشّراء من الإنترنت أو قنوات التسوّق التلفزيونيّة.
• ادفع نقدًا مقابل المنتجات الّتي تشتريها، وحاول عدم جلب بطاقات الائتمان معك عند التسوّق.
• اكتب قائمة للتسوّق والتزم بها.
• تحدّث عن مشكلتك ولا تُخفها، واطلب المساعدة من الآخرين.
• فوّض مهمّة الشّراء لشخصٍ آخر من العائلة -إن كان ذلك بالإمكان-.

ما الفرق بين إدمان التسوّق وفورة التسوّق؟

يُعتبر إدمان التسوّق أمرًا ملازمًا للشّخص عند التسوّق دائمًا، أمّا عن فورة التسوّق فغالبًا ما تحدث في المناسبات والأحداث الخاصّة فقط مثل الأعياد، بالإضافة لذلك يتمّ التحكمّ بفورة التسوّق من خلال شراء الحاجيّات الأساسية، ولا يعتبر الشّخص مدمنًا بهذه الحالة.^[٧]