ما هو الإدمان؟ وهل يمكن التعافي منه؟

وفقًا للجمعيّة الخيرية للإدمان (بالإنجليزيّة: Charity Action on Addiction) فإنّ واحدًا من أصل ثلاثة أشخاص حول العالم معرّض للإصابة بالإدمان على شيء معيّن، بالإضافة لذلك فإنّ أكثر من 2% من سكّان العالم مصابين بإدمان الكحول والمخدّرات.^[١][٢]

ما هو الإدمان؟

يعرّف الإدمان (بالإنجليزيّة: Addiction) بأنّه عدم القدرة عن التوقف على استخدام مواد معيّنة أو ممارسة سلوكٍ ما، حتى وإن كان هذا الفعل يسبّب أضرارًا نفسيّة وجسدية، ولا يقتصر هذا المصطلح على إدمان الحبوب، أو المخدّرات والكحول وما إلى شابه، بل قد يكون إدمانًا على ممارسة نشاطات معيّنة كالقمار، أو تناول الأطعمة المُبالغ فيه.^[٣]

أنواع الإدمان

يوجد نوعين من الإدمان أحدهما إدمان المواد والآخر الإدمان السّلوكي، حيث سنوضّح كليهما كالتالي:

إدمان المواد

يحصل هذا النوع من الإدمان عندما يضع الشخّص جُلَّ تركيزه على استخدام مادةٍ معيّنة كالكحول، أو التدخين والمخدّرات، للحدّ الّذي يؤدي ذلك إلى فقدان أهميّة ما يجري خلال يومه من أحداثٍ ونشاطات، وعادة ما تتمحور الأمور التي تسبّب إدمان المواد حول:^[٤]

• الكحول.
• الماريجوانا.
• المهلوسات؛ مثل ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (LSD)، أو الفينسيكليدين (PCP).
• المستنشقات؛ كمواد الطّلاء والغراء.
• مسكنات الألم الأفيونيّة؛ مثل الكودين (بالإنجليزيّة: Codeine)، أو الأوكسيوكودون (بالإنجليزيّة: Oxycodone) أو الهيروين.
• الأدوية المُعالِجَة للقلق؛ كالمهدّئات بأنواعها.
• منشّطات تؤثّر في العقل؛ كالكوكايين والميثامفيتامين (بالإنجليزيّة: Methamphetamine).
• التبغ.

الإدمان السّلوكي

يحصل هذا النوع من الإدمان عند ممارسة الشّخص لنشاطٍ ما لمدّة طويلة بحيث لا يمكنه التوقّف عن ممارسته، وبسببه قد يكون الشّخص عرضةً للأذيّة النفسيّة والجسديّة والماديّة، كما قد يسبّب أيضًا بعض الأمراض وإدمان المواد كالاكتئاب، إدمان الكحول والمخدّرات وقد يصل للانتحار، وغالبًا ما يكون القمار هو أكثر الأمور شيوعًا بما يتعلّق بالإدمان السّلوكي ولكن قد يحدث الإدمان بسبب أمورٍ أخرى منها:^[١][٥]

• العمل: حيث أنّ بعض الأشخاص مهووسون بعملهم، بحيث لا يوجد وقتٌ للعائلة والأصدقاء ولا أيّامِ استراحة أيضًا.
• الإنترنت: خلال السّنوات السابقة وحتى الآن ازداد حجم استخدام أجهزة الحاسب والهاتف المحمول بشكلٍ كبير، مما أدّى لانتشار ظاهرة إدمان الإنترنت.
• الروائح الغريبة: قد يدمن بعض الأشخاص على استنشاق روائح معيّنة أيضًا كالغراء، أو البترول، أو الوقود.
• التسوّق: قد يدمن بعض الأشخاص على اقتناء الأشياء، ليس لحاجةٍ لها بل لمجرّد الإدمان على شرائها، ولكن غالبًا ما يتبع ذلك مشاعر من اليأس والذنب.

علاج الإدمان

يوجد لعلاج الإدمان طرقٌ عدّة يتمّ تحديدها من قبل الطبيب الخاص بك وقد تختلف أيضًا بحسب نوع الإدمان أيضًا.

علاج إدمان المادة

تساعد عدّة أمورٍ في الإقلاع عن تناول أو أخذ مادّة معيّنة، ومن الممكن أيضًا دمج عدّة علاجات في نفس الوقت وهي:

• إزالة السّموم: (بالإنجليزيّة: Detoxification)؛ من المهم جدًّا التخلّص من المواد المُدمَن عليها قبل البدء بالعلاج، وذلك في سبيل تخليص الجسم من جميع السموم الموجودة بداخله، وتسمّى هذه العمليّة بإزالة السّموم ومن الضّروري أن تتم تحت إشراف الطبيب المختصّ، حيث لانسحاب المواد المدمنة من الجسم أعراض قد تكون شديدةً ومهدّدة لحياة المريض.^[٦]
• العلاج النفسي: (بالإنجليزيّة: Psychotherapy)؛ يتمّ اتّباع منهجين رئيسيّين هما السّلوكي والمعرفي، ويتمثّل دور المنهج السّلوكي بمساعدة المريض على التّعامل مع الضّغوطات والمواقف المختلفة من دون اللّجوء إلى الكحول، أما المنهج المعرفي فيقوم على محاولة تغيير الأفكار والمعتقدات التي تدفع المريض لشرب الكحول وتعاطي المخدّرات.
• الوقاية من الانتكاس: (بالإنجليزيّة: Relapse prevention)؛ وتأتي هذه المرحلة بعد إزالة السّموم من الجسم ومعالجة الإدمان نهائيًّا، والتي تهدف لمساعدة المريض على تجنّب حالات الانتكاس والرّجوع للإدمان، وذلك لأنّ العديد من المرضى قد يعانون من مشاكل قلق وحدّة المزاج في هذه المرحلة، وبحاجةٍ إلى علاجٍ نفسي وبرامج الاثنتي عشرة خطوة -المتمثّلة بمجموعة من المبادئ والخطوات للعلاج من الإدمان والمشاكل السّلوكيّة-.
• المعالجة الدّوائيّة: (بالإنجليزيّة: Pharmacotherapy)؛ يعود اختلاف أنواع الأدوية الموصوفة تبعًا للهدف من استخدامها، إذ طُوِّرت العديد من الأدوية لمساعدة المرضى على تجاوز موجات الانتكاس التي قد تصيبهم خلال فترة التّعافي، كما يوجد بعض الأدوية لتخفيف شدّة أعراض الانسحاب من الإدمان والحدّ من الرّغبة الشّديدة لشرب الكحول وتناول المخدّرات من خلال محاولة وقف تأثيرهما على الجسم كلّيًا.^[٧]
• مجموعات الدعم: (بالإنجليزيّة: Support groups)؛ يحاول العديد من الأشخاص الاشتراك في مجموعات الدعم لعلاج الإدمان، فقد توفّر هذه المجموعات بيئةً حاضنة وفرصةً لمشاركة التجارب وإيجاد تشجيعٍ قد يساعد على نجاح الإقلاع عن الإدمان.^[٨]

علاج الإدمان السّلوكي

على الرّغم من العواقب والنّتائج السّلبيّة التي تنتج عن الإدمان السلوكي إلّا أنّه قابلٌ للعلاج أيضًا، إذ يمكن الحدّ من السّلوكيّات إمّا من خلال طرق علاج الإدمان كالجلسات النفسيّة، أو وضع خطط فرديّة تُعالِج كل حالةٍ وحدها أو باستخدام الأدوية خاصّةً إذا ما رافق الإدمان اضطراباتٍ نفسيّة -ومن المهمّ التّنبيه هنا على أنّه لا يوجد دواءٌ يُعالِج كلّ سلوكٍ إدمانيّ بالطّبع-، كما أنّ المقدرة على علاج هذا النوع من الإدمان تزداد عامًا بعد عام، وهنالك الآلاف من الحالات التي تمّت معالجتها.^[٩][١٠]

أعراض الإدمان

تختلف وتتنوّع أعراض الإدمان من نوعٍ لآخر، ولكن يوجد ما هو شائعٍ لجميع الأنواع حيث تتضمن:^[١١]

• الشّعور بعدم القدرة على التّوقف عن ممارسة سلوكٍ أو أخذ مادّةٍ ما.
• صعوبة في النوم.
• تغييرات في الشهيّة، والمزاج وأنماط النوم.
• استمراريّة فعل بعض الأمور دون حسابٍ للعواقب المترتّبة.
• الكذب المستمرّ والمراوغة.
• الانخراط في سلوكيّات خطرة.
• مشاكل قانونيّة وماديّة.
• اعتماد المادة أو السّلوك المدمن عليه في أعلى قائمة أولويّات الحياة حيث تفوق الأسرة، والأصدقاء والعمل أيضًا.
• زيادة كميّات المادة المدمن عليها وزيادة استهلاكها أكثر من المتوقع.

أسباب الإدمان

غالبًا ما يكون من أسباب الإدمان السّلوكي هو ذاك الشّعور بالاندفاع والإثارة تجاه ممارسة نشاطٍ معيّن كالقمار مثلًا، فموجة المشاعر المترافقة عند الفوز أو خسارة الأموال قد تكون حجّة لاستمرار اللّعب والإدمان عليه، وبالطّبع تلعب شخصيّة الفرد وتجاربه دورًا في الإدمان عامّة، وأمّا عن إدمان المواد فنتحدث هنا عن تأثير موادٍ كالكحول والمخدّرات على العقل والجسم، فمتعة الشعور والقوّة المرافقة لتعاطي المواد المخدّرة تسبّب إدمانًا وحاجة دائمة لهذه المواد.^[١][٥]

تشخيص الإدمان

لتشخيص الإدمان قد تحتاج لمراجعة طبيبٍ نفسي أو مستشارٍ للكحول والمخدّرات وغالبًا ما سيطرح عليك أو على شخص قريبٍ لك مجموعة من الأسئلة تتعلّق بممارسة أنشطة أو تناول مواد معيّنة، كما قد يقوم أيضًا بفحص سريري أو بطلب فحصٍ للدم والبول حيث يمكن من خلاله معرفة وجود بعض المواد في الجسم.^[٨]