تعريف النّوم القهري

النّوم القهري (Narcolepsy) حالة صحيّة ترتبِط بوُجود خلل في الدّماغ، وهي حالة نادرة ومُزمنة تجعل الشخص ينام فجأة في أوقات غير مناسبة، ويكون الدّماغ فيها غير قادر على تنظيم أنماط النوم والاستيقاظ بشكل طبيعي، وغالبًا ما يجد الأشخاص المصابون بالنّوم القهري صعوبة في البقاء مستيقظين لفترات طويلة من الوقت، بغض النظر عن الظروف المُحيطة بهم.[١][٢]



للنُوم القهري أسماء أُخرى مثل داء التّغفيق أو الخدار.




أعراض النّوم القهري

من أعراض النّوم القهري:[٣][٤]

  • النعاس المفرط أثناء النهار: يعاني جميع مرضى النّوم القهري من النّعاس المُفرط أثناء اليوم، إذ إنّهم يرغبون بالنّوم كثيرًا وهذا الأمر يُؤثّر على حياتهم مثل عملهم ودراستهم وغيرها من الأنشطة، كما يُلاحَظ أن المُصاب يُعاني من قلّة التركيز واليقظة خلال اليوم.
  • الجمدة: تحدُث هجمات الجمدة في أي وقتٍ أثناء استيقاظ المُصاب، وتتراوح الهجمات بين ارتخاء في الفك أو تدلي الجفون إلى شلل كامل في الجسم، وتستمر الجمدة من بضع ثوان إلى عدة دقائق، ولكن يكون المُصاب واعيًا تمامًا أثناء الجمدة.
  • اضطرابات النوم ليلًا: يستيقظ المُصاب كثيرًا أثناء الليل.
  • شلل النوم: ويُقصَد به عدم القُدرة على الحركة أو الكلام قبل النوم مباشرة أو بعد الاستيقاظ مباشرة، وتستمر نوبة الشلل من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق.
  • الهلوسة: تحدث الهلوسة قبل النوم مباشرة أو بعد الاستيقاظ مباشرة، ومن الأمثلة على الهلوسة رؤية شخص أو حيوان في الغرفة، أو الإحساس باللمس، وسماع أصوات.
  • النوم فجأة دون وعي: ينام المُصاب فجأة لمُدة ثوان ولكنه يستمر في أداء المهام الروتينية مثل الأكل أو التحدث أو القيادة أو الكتابة، ولا يتذكر ذلك لاحقًا.



قد يعاني الأشخاص المصابون من اضطرابات نوم أخرى، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، أو متلازمة تململ الساقين، أو الأرق.




أسباب حُدوث النّوم القهري

يُعتقَد أنّ سبب حُدوث النّوم القهري هو نقص مادة الهيبوكريتين (Hypocretin) المعروفة بـِ (Orexin)، وهي مادة كيميائيّة تُفرَز بالدّماغ من أجل تنظيم اليَقظة، واقتُرح أنّ نقص هذه المادّة قد يُعزى لوُجود اضطّراب مناعي (مهاجمة الجهاز المناعي عن طريق الخطأ للخلايا التي تنتج مادّة الهيبوكريتين أو المستقبلات التي تسمح لها بالعمل)، ولكن لم يكتفِ العُلماء بذلك، بل اقترحوا الآتية كمُحفّزات لمرض النّوم القهري:[٥]

  • التغيرات الهرمونية التي يمكن أن تحدث أثناء سن البلوغ أو سن اليأس
  • الضّغوط النفسية الكبيرة.
  • التّعرض لعدوى.


أنواع النّوم القهري

وفقًا للتصنيف الدولي لاضطرابات النوم الإصدار الثالث (ICSD-3)، هناك نوعان من النّوم القهري، وهُما:[٦]

  • النّوم القهري النوع الأول (NT1): يرتبِط هذا النّوع عادةً بأعراض الجمدة، ويكون لدى المُصابين نقص في مادّة هيبوكريتين.
  • النّوم القهري النوع الثاني (NT2): لا يرتبِط هذا النّوع بأعراض الجمدة، ولا يكون لدى المُصابين نقص في مادّة هيبوكريتين.


تشخيص النوم القهري

يتضمّن تشخيص النّوم القهري إجراء فحص بدني وسُؤال المريض عن تاريخه المرضي، ثُم يُطلَب من المريض عمَل سجل لنومه لمُدّة أُسبوعين لمتابعة الأعراض التي يُعاني منها ومعرفة أوقات نومه.[٧]


يطلُب الطّبيب أيضًا إجراء فحص يُسمّى مخطط النوم (PSG)، وهذا الفحص يُجرى بمُختبَر النّوم أو مركز اضطرابات النوم، وهو اختبار ليلي يأخذ قياسات ثابتة أثناء نوم المُصاب لتسجيل المشاكل في دورة نومه، ويمكن لهذا الاختبار أن يستبعد المشكلات الأخرى التي قد تكون سببًا لهذه الأعراض.[٧]



هُناك فحص نوم آخر قد يُجرى، وهو فحص الـ MSLT، يتم خلال النهار في مُختبر فحص النّوم، ويتضمّن أخذ أربع أو خمس غفوات قصيرة، تفصل بينها عادة ساعتان.




علاج النّوم القهري

لا يوجد علاج مُعيّن للنّوم القهري، ولكن هُناك بعض العلاجات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض، مثل:[٧][٨]

  • تغييرات نمط الحياة: الابتعاد عن الكافيين والكحول والنيكوتين قدر المُستطاع، وتناول وجبات ذات حجم صغير بدلاً من الوجبات الثقيلة، والتّحكّم بجدول النّوم، وجدولة قيلولة خلال النهار (من 10 - 15 دقيقة).
  • الأدوية المُنشطة: يصف الطبيب أدوية منشطة تعمل كمُنبّهات للجهاز العصبي المركزي لمنع النعاس، ولكن من غير المحتمل أن تكون الأدوية فعالة تمامًا.
  • أدوية أوكسيبات الصوديوم: (Sodium oxybate)، تمت الموافقة على هذه الأدوية من إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة (FDA) لعلاج النعاس المفرط أثناء النهار، وقلة النوم الليلي، والجمدة، ولهذه الأدوية آثار جانبية قليلة وتفاعل ضئيل جدًا مع الأدوية الأخرى.



يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للاكتئاب على إدارة الجمدة، ولكن يمكن أن يكون لها آثار سلبية مثل ارتفاع ضغط الدم والتغيرات في نظم القلب.





قد يقوم الطبيب بتعديل العلاج بمرور الوقت مع تغير الأعراض.




كيفية تحسين جودة حياة مرضى النوم القهري

لتحسين جودة حياة مرضى النّوم القهري لا بُد من:[٨]

  • منح المُصاب الدعم العاطفي الذي يحتاجه ممّن حوله.
  • مُراجعة طبيب نفسي أو أخصّائي صحّة عقليّة بهدف الاستشارة وتحسين إدارة الأعراض.
  • القراءة والتّثقيف أكثر حول مرض النّوم القهري.
  • تجنب أي نشاط يمكن أن يشكل تهديدًا لصحّة المُصاب، مثل استخدام الآلات الثقيلة (للعاملين بالمصانع أو المشاغل) أو قيادة السيارات، إلى أن يتمكن العلاج من تحسين الحالة.


على أي عُمر تزداد فُرص الإصابة بالنوم القهري؟

يحدث النّوم القهري في جَميع المراحل العُمريّة، ويمكن أن يصيب الأطفال والبالغين على حدٍ سواء، ولكن وجد أن ظهور المرض يبلغ ذروته في حوالي سن الـ 15 وسن الـ 35.[٦]


المراجع

  1. is a rare long,fall asleep at inappropriate times. "Overview -Narcolepsy", nhs, Retrieved 6/7/2022. Edited.
  2. "Narcolepsy", mayoclinic, Retrieved 6/7/2022. Edited.
  3. "Narcolepsy", my.clevelandclinic, Retrieved 6/7/2022. Edited.
  4. "Narcolepsy", mayoclinic, Retrieved 6/7/2022. Edited.
  5. is a rare long,fall asleep at inappropriate times. "Overview -Narcolepsy", nhs, Retrieved 6/7/2022. Edited.
  6. ^ أ ب "Narcolepsy", sleepfoundation, Retrieved 6/7/2022. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Narcolepsy"، webmd، اطّلع عليه بتاريخ 6/7/2022. Edited.
  8. ^ أ ب "What to know about narcolepsy", medicalnewstoday, Retrieved 6/7/2022. Edited.