يمثّل ثنائي القطب اضطرابًا من الاضطرابات النفسية ويتميّز بتقلبات حادّة في الحالة المزاجية تتراوح بين نوبات من الاكتئاب ونوبات أخرى من الابتهاج الشديد والاندفاع، حيث أن بعض الدراسات تناولت علاقة محتملة بين الإصابة باضطراب ثنائي القطب والذكاء، ملخص هذه الدراسات تجدونه في هذا المقال:



اضطراب ثنائي القطب والذكاء

تناولت بعض الدراسات علاقة محتملة بين إصابة الأشخاص مرتفعة الذكاء باضطراب ثنائي القطب في مرحلة ما من حياتهم، ويمكن تلخيص أبرز ما تناولته هذه الدّراسات كالآتي:

  • نبدأ بدراسة تحدثت عن ما يقرب من مليون رجل سويدي قاموا بالخضوع لاختبار الذكاء في الوقت الذي تم تجنيدهم فيه، وهذه الدراسة تابعت الرجال لمدة 22 عامًا وخلصت إلى استنتاج مفاده أن الرجال الذين كانت معدلات ذكائه أعلى، كانو أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب، ولكن هذا يقتصر على بعض الحالات.[١]
  • ننتقل معًا لدراسة أجريت على ما يقرب من 2000 طفل في عمر الثامنة خضعوا لاختبار الذكاء وتمت أيضًا متابعتهم حتى وصلوا لعمر 22 عامًا لتجد أن الأطفال الذين كانوا أعلى درجة في اختبار الذكاء كانو أكثر عرضة للإصابة باضطراب ثنائي القطب.[٢]
  • نركز على ما قام به الباحثون في دراسة أجروها على أشخاص يعملون في بيئات تتميّز بالإبداع ليجدوا أن هؤلاء الأشخاص كانوا معرضين بنسبة 25% أكثر من غيرهم لامتلاك جينات محددة تتعلق بكل من اضطراب ثنائي القطب والفصام.[٣]

وبالرغم من كل هذا، إلا أنه ما زال هُناك حاجة للعديد من الدراسات لإثبات تأثير مرض ثُنائي القطب على الذكاء أو العكس، كون أن العديد من الوظائف الإدراكية مثل الربط بين السبب والمُسبب، بالإضافة إلى الذاكرة قد تتأثر سلباً بتغيُّر الحالات المزاجية لمرضى ثُنائي القطب.


نصائح للتعايش مع اضطراب ثنائي القطب

يُعد اضطراب ثُنائي القطب من الحالات التي تتطلب التعايش معها، كون أن علاجها يستمر لفترات طويلة، ويُمكن للنصائح التالية إلى جانب تلقي العلاج أن تُخفف الأعراض وتُسهِّل التعايش مع هذا الاضطراب:[٤][٥]


التزم بالعلاج

واحرص على تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب وبحسب الجرعات الموصى بها، وفي حال زيادة الأعراض أو ظهور أعراض جديدة لم تكن تظهر سابقاً، يجب عليك مُراجعة الطبيب لإجراء اللازم وتعديل الجرعة أو تغيير الدواء في حال تطلب الأمر ذلك، والتزم بمواعيد المُراجعة والفحوصات المطلوبة من الطبيب في حال تطلبت مُراقبة الاستجابة للعلاج هذا الأمر، واستشر طبيبك قبل استخدام أي دواء أو مُكمِّل غير موصوف من قبله.


التزم بروتين يومي ثابت

ولذلك حدد مواعيد نوم واستيقاظ واحرص على الالتزام بها، كون أن الحرمان من النوم يُمكن أن يفاقم أعراض ثُنائي القطب، وحاول أن تُقلل كمية الكافيين المُستهلكة خلال اليوم في حال كانت تؤثر على جودة النوم.


دوِّن الأعراض التي تشعر بها

وذلك لمراقبة الاستجابة للعلاج، بالإضافة إلى مُلاحظة تطور الحالة.


قلل من الضغوطات النفسية

وذلك بتعلم مهارات إدارة الضغوطات النفسية بالإضافة إلى مهارات الاسترخاء، ومُحالة الاستجابة للمواقف العصيبة بطريقة بنّاءة بحيث لا تُفاقم أو تُسبب نوبات فرط نشاط، أو نوبات اكتئاب.


ابنِ نظام دعم حولك

سواء من عائلتك، أو من أصدقائك، أو من مُصابين آخرين، بحيث تُشاركهم الصعوبات التي تواجهها في أُثناء العلاج، بالإضافة إلى الحصول على كلمات تشجيعية للالتزام بالعلاج ومُلاحظة التحسُّن في الأعراض.


التزم بنظام غذائي صحّي

والتزم بممارسة الرياضة بشكل يومي، لما للغذاء الصحّي والرياضة تأثير إيجابي في الحالة النفسية للفرد.


وبالرغم من أن الحالة قد تُشعِر الشخص بالوحدة والانعزال في بداية العلاج، إلا أنه يُمكن للحالة والأعراض المُصاحبة لها أن تتحسن بشكل تدريجي، مما يُتيح للمُصاب أن يُشارك في أنشطة المُجتمع المُختلفة، ويُصبح فرد مُنتج فيه، ويُساهم التشخيص المُبكِّر للحالة ببدء العلاج مُبكِّراً، مما يعني تحسُّن الأعراض بشكل أسرع، كما يُساعد العلاج إلى جانب الدعم المعنوي من المُحيطين بالمُصاب على أن يعيش المُصاب حياة مُنجزة أقرب ما يُمكن للطبيعية.


المراجع

  1. "Is bipolar disorder more common in highly intelligent people? A cohort study of a million men", ncbi. Edited.
  2. "Childhood IQ and risk of bipolar disorder in adulthood: prospective birth cohort study", cambridge. Edited.
  3. "Genome-wide analysis reveals extensive genetic overlap between schizophrenia, bipolar disorder, and intelligence", nature. Edited.
  4. "Living Well with Bipolar Disorder", samhsa, Retrieved 10/5/2022. Edited.
  5. "Living Well With Bipolar Disorder Programme", aware, Retrieved 10/5/2022. Edited.