تُؤثّر الوِحدة على الطّبيعية العصبية والكيميائيّة للدّماغ، حتّى أنّها تُؤثّر على مُستويات الدوبامين الذي يُعَد هُرمونًا يُعزز الشعور بالسّعادة والرّاحة،[١] ولكن كيف يكون تأثير الوِحدة على الصّحة النّفسية؟ هل الوحدة تُسبب مرضًا نفسيًّا؟


هل الوحدة تسبب مرض نفسي؟

نعم هذا ممكن، إذ إنّ الشّعور بالوحدة بشكل مُستمر وعلى مدى طويل يُؤثّر سلبيًا على الصحّة النّفسية للفرد، وتشير بعض الأبحاث إلى أن الشعور بالوحدة يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض مشاكل الصحة النّفسية مثل الاكتئاب، والقلق، ومشاكل النوم، وزيادة التوتر، وقلّة الثقة بالنّفس أو احترام النّفس.[٢][٣]



وِفقًا لإحدى الدّراسات المنشورة عام 2014 في مجلّة البحوث السريرية والتشخيصية (JCDR)، أُشير إلى أنّ الوحدة قد تُؤدي إلى اضطرابات نفسية مختلفة مثل الاكتئاب، وتعاطي الكحول، وإساءة معاملة الأطفال، ومشاكل النوم، واضطرابات الشخصية المُختلفة.




لماذا يمُر الشخص بشعور الوحدة؟

للوحدة أسباب عديدة ومختلفة وتختلف من شخص لآخر، ومنها:[٢][٤]

  • المُرور بفاجِعة وصدمة نفسية.
  • تفكّك العلاقات.
  • التّقاعُد من العمَل والانقطاع عن الاختلاط بالمُجتمَع.
  • الانتقال من وظيفة لأخرى، والشّعور بعُزلة في بيئة العمل الجديدة.
  • بدء مرحلة الجامعة.
  • الانتقال إلى منطقة أو بلد جديد بدون العائلة أو الأصدقاء.


كما يكثُر الشّعور بالوِحدة لدى كُل من:[٢]

  • الأشخاص الذين يعيشون لوحدهم بعد أن فقدوا عائلاتهم.
  • الأشخاص المنفصلون والذين يعتنون بأطفالهم ويُسخرون كُل حياتهم لرعاية أطفالهم وينقطعون عن الجَميع.


ما أعراض الوِحدة؟ وكيف يظهر تأثيرها على النفسية؟

عندما يمُر الشخص بشُعور الوحدة سيشعر بالحزن أو الفراغ، أو كما لو أنّه أصبَح يفتقِر إلى شيء مهم كان يُملي عليه وقته والآن أصبح يقضي وقته بمُفرده، ولكن إذا تفاقمت الوحدة وأصبَحت مُزمنة، أي امتد شُعور الفرد بها لفترةٍ طويلة، فإنّها ستتضمن الأعراض التالية:[٤]

  • الشّعور بقلّة الطّاقة.
  • قلة الشهية تجاه الطّعام.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • النوم المتقطع أو مشاكل النوم الأخرى مثل الأرق.
  • مشاعر اليأس.
  • الميل للمرض بشكل متكرر.
  • الشّعور بأوجاع وآلام في الجسم.
  • كثرة القلق.



عندما يشعُر الشخص بالوحدة تأتيه رغبة شديدة للشّعور بالدفء والطمأنينة، فيلجأ لشُرب المشروبات الساخنة، ويأخذ حمامًا دافئًا، ويلجأ للملابس الدّافئة والبطانيات.




كيف تُؤثّر الوحدة على الصحة الجسدية؟

إذا تفاقم شُعور الوحدة وامتد لفترةٍ طويلة وأصبَح انعزالًا اجتماعيًّا فيُمكن أن تتأثّر الصحّة الجسديّة، فبحسب أبحاث المعاهِد الوطنية للصحّة (National Institutes of Health)، تم رَبط العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة بزيادة فُرصة تأثّر الصحّة الجسدية والنّفسية، مثلًا تزداد فرصة ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بأمراض القلب والسمنة وضعف جهاز المناعة، ومرض الزهايمر وحتى الوَفاة.[٥]


المراجع

  1. "How Loneliness Affects Health", brainandlife, Retrieved 26/9/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Loneliness", mind, Retrieved 25/9/2022. Edited.
  3. "Relationship Between Loneliness, Psychiatric Disorders and Physical Health ? A Review on the Psychological Aspects of Loneliness", ncbi.nlm.nih, Retrieved 25/9/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Is Chronic Loneliness Real?", healthline, Retrieved 26/9/2022. Edited.
  5. "Social isolation, loneliness in older people pose health risks", nia.nih, Retrieved 26/9/2022. Edited.