قد يكون إنجاب طفل جديد وبدء مرحلة الأمومة أمراً ممتعًا ومرهقاً في ذات الوقت، إذ إنّه يترافق مع مجموعة من المسؤوليات والتحديات الجديدة التي من شأنها إثارة مشاعر مختلفة لدى الأم مثل: الشعور بالقلق، والإرهاق، بالإضافة إلى قلة النوم، والرغبة في البكاء، وتعد هذه الأعراض أمراً شائعةً عند كثير من الأمهات، ولحسن الحظ يمكن تجنبها والتقليل منها باتباع بعض النصائح،[١] فما هي التدابير المساعدة على الوقاية من الاكتئاب ما بعد الولادة، والتخفيف من هذه المشاعر؟

(13) نصيحة للوقاية من الاكتئاب بعد الولادة

يمكنك تجنب الإصابة باكتئاب بعد الولادة والتغلب على هذه المرحلة باتباع بعض النصائح والإرشادات، نذكر منها ما يلي:[٢]

  1. ضعي توقعات معقولة وواقعية لنفسكِ ولطفلكِ: إذ قد لا تكون كل الأيام جيدة وممتعة، لذا يجب أن تتوقعي مواجهة بعض الصعوبات في الاعتناء بمولودكِ الجديد.
  2. تجنبي الزيارات المنزلية المرهقة خاصة في الأيام الأولى بعد الولادة: وحاولي تأجيلها حتى تستعيدي عافيتك.
  3. اتبعي نظام حياة صحي: فاحرصي على تناول وجبات طعام متوازنة ومغذية، وممارسة التمارين الرياضية مثل المشي، واحرصي على القيام بأنشطة خارجية للترفيه.
  4. تجنبي الإكثار من تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين: مثل: القهوة، والقهوة سريعة التحضير، والمشروبات الغازية، وابتعدي تماماً عن تناول الكحول.
  5. خصصي بعض الوقت لقضاءه مع زوجكِ وحافظي على علاقة قوية معه.
  6. احرصي على تقوية علاقتك بطفلك: لأن ذلك يؤدي إلى إفراز هرمون الإندورفين الذي يجعلك تشعرين بسعادة أكبر وثقة أكبر كأم، ويمكنك فعل ذلك بالاستجابة لاحتياجات طفلك بشكل دائم، كأن تقومي بتهدئته بسرعة عندما يبكي، أو تبتسمي له وتحضينه عندما يقوم بأمر ما.[٣]
  7. تجنبي العزلة عن العالم الخارجي وحافظي على تواصل مستمر مع المقربين من أهلك وأصدقائك:[٢] كما احرصي على مشاركة أفكارك ومشاعرك معهم.[٤]
  8. خذي قسطاً كافٍ من الراحة أثناء نوم الطفل: وتجنبي القيام بالأعمال المنزلية أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الوقت، إلا إذا كانت هذه الأفعال تحقق لكِ سعادة حقيقية، وتساعدكِ في التقليل من الضغط والتوتر النفسي.[٥]
  9. اطلبي الدعم والمساعدة من الأهل والأصدقاء: واسمحي لهم بالمساعدة في مختلف الأعمال مثل: القيام بالأعمال المنزلية، والمساعدة بالعناية بكِ وبطفلكِ إذا اقتضت الحاجة.[٥]
  10. خصصي وقتًا للاعتناء بنفسك: ولا تجعلي الأمومة تشغل كامل وقتك: إذ إن اعتناءك بنفسك ينعكس أيضًا على اعتنائك بطفلها.[٥]
  11. مارسي تمارين الاسترخاء: مثل: التنفس العميق، والتأمُّل، واليوغا، والتخيل الموجه (كتخيل مشاهد تمنحك الشعور بالاسترخاء وكأنك تسمعينها، وتشعرين بها تمامًا)، فهذا يساعد على التخفيف من التوتر والانفعال العاطفي.[٦][٧]
  12. اعلمي الطبيب المختص في حال أصبتِ باكتئاب بعد الولادة في أحمال سابقة: لأنه قد يقوم ببعض الفحوصات التي تساهم في تشخيص أعراض وعلامات هذا النوع من الاكتئاب مبكِّرًا، كما قد يوصيك بأخذ بعض العلاجات الدوائية، أو حضور بعض جلسات العلاج النفسي.[٨]
  13. استعيني بتجربة الأمهات الأخريات التي قد تقدم بعض الحلول للمشكلات والتحديات التي تواجهك: كما أنّ معرفة أنّ الأمهات الأخريات يعانين من ذات المشاعر التي تشعرين بها، قد يمنحك بعض الطمأنينة والراحة والثقة.[٩]


لمعرفة المزيد عن كيفية التخلص من الحزن والكآبة بعد الولادة، ودواعي مراجعة الطبيب، انقر هنا.


هل الشعور في الرغبة في البكاء طبيعي بعد الولادة؟

نعم، من الشائع أن تشعر الأمهات بالرغبة في البكاء بعد الولادة، فقد أشارت جمعية الحمل الأمريكية (American Pregnancy Association) إلى أنّ حولي 70-80% من النساء تشعرن بالرغبة في البكاء وتقلبات المزاج بعد إنجاب طفل جديد، وذلك لعدة دقائق أو عدة ساعات يوميًا خلال أول أسبوعين بعد الولادة، إذ تحتاج الأمهات بعض الوقت للتأقلم، ومن الطبيعي شعورهن بالقلق، وتغيُّر المزاج، والرغبة في البكاء، وقد يكون ذلك نتيجة تغيُّر مستوى الهرمونات، وقلة النوم، والمسؤوليات الجديدة التي تواجهها الأم، بالإضافة إلى التوقُّف عن العمل حتى وإن كان لفترة مؤقتة، وغيرها العديد من الأمور التي تواجهها الأم دفعة واحدة بعد الولادة، ولكن يجب التنويه إلى ضرورة مراجعة الطبيب إذا شعرت الأم باستمرار هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين من ولادة الطفل، فهذا قد يشير إلى إصابتها باكتئاب بعد الولادة.[٥][١٠]


متى تبدأ أعراض اكتئاب بعد الولادة؟

تبدأ أعراض اكتئاب بعد الولادة غالباً في الأسبوع الرابع بعد إنجاب الطفل، كما قد تبدأ قبيل انتهاء فترة النفاس، أو في أي وقت خلال السنة الأولى من عمر الطفل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاكتئاب بعد الولادة يختلف عن الأعراض التي تشعر بها الأم خلال أول أسبوعين من إنجاب الطفل، لكن كما أشير سابقًا إلى أنّ استمرار هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين قد يشير إلى الإصابة بالاكتئاب.[١١]


هل يصاب الآباء باكتئاب بعد الولادة؟

يجدر الإشارة إلى أن الآباء الجدد قد يصابون باكتئاب ما بعد الولادة أيضًا، وتكون الأعراض لديهم مشابهة لتلك التي تتعرض لها الأمهات اللاتي يعانين من الاكتئاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ الآباء الذين يعانون من مشاكل مالية، أو مشاكل زوجية، أو الذين تعرضوا لحالات اكتئاب سابقة أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.[٨]


متى يجب استشارة الطبيب المختص؟

يجب التوجه إلى الطبيب المختص في حال التعرض إلى إحدى هذه الحالات:[٨]

  1. استمرار الأعراض لأكثر من أسبوعين أو زيادتها سوءاً مع مرور الوقت.
  2. عدم القدرة على أداء المهام اليومية.
  3. عدم القدرة على الاعتناء بالمولود الجديد.
  4. إذا حاولت الأم إيذاء نفسها أو طفلها، أو راودتها أفكار لفعل ذلك.
  5. ظهور أعراض ذهان بعد الولادة؛ وهي حالة نادرة الحدوث تظهر أعراضها خلال 48-72 ساعة بعد الولادة، وتترافق مع أعراض أشد حدة منها: التقلب السريع في المزاج، واضطراب السلوك، ومعتقدات وهمية غير منطقية حول المولود، وهلوسات تحث على إيذاء النفس أو الطفل.[١٢]


المراجع

  1. Traci C. Johnson, "Am I at Risk for Postpartum Depression?", webmd, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Postpartum Depression", clevelandclinic, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  3. "Postpartum Depression and the Baby Blues", helpguide, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  4. "Postpartum Depression and the Baby Blues", helpguide, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Do I Have Postpartum Depression or Just the Baby Blues?", rightasrain, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  6. "Understanding Postpartum Depression -- Diagnosis and Treatment", webmd, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  7. "Guided Imagery Meditation", helpguide, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Postpartum depression", mayoclinic, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  9. "The difference between baby blues and post natal depression", alustforlife, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  10. "Baby Blues", American Pregnancy Association, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  11. "About depression", allinahealth, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  12. "postpartum psychiatric disorders", womensmentalhealth, Retrieved 21/6/2021. Edited.