يُحفِّز اضطراب الشخصية النرجسية شعور الفرد بأهميته وأفضليته على باقي الأشخاص، ولكن ما السّبب وراء هذا الاضطّراب؟[١]



أسباب الشخصية النرجسية

من غير المعروف السبب الرئيسي والواضح وراء الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية، فقد يكون ناتج تجمع العديد من العوامل كالعامل الجيني ومرحلة الطفولة المبكرة والعوامل النفسية الأُخرى،[٢] ويمكن أن يرتبط تطور اضطراب الشخصية النرجسية نتيجةً لإحدى الأُمور الآتية:[٣]

  • التعرض لصدمة في مرحلة الطفولة كالعنف الجسدي أو الجنسي أو العنف اللفظي.
  • طبيعة العِلاقات مع الوالدين أو الأصدقاء أو الأقارب.
  • فرط الحساسية في مرحلة الطفولة اتجاه ملمسٍ ما أو صوتٍ ما أو ضوء.
  • الشخصية والطباع الفردية.


كما يمكن أن يساهم وجود بعض العوامل عند الوالدين إلى تطور النرجسية عند الطفل لاحقًا، مثل:

  • فرط الحماية والخوف من الأب أو الأم.[٤]
  • غياب العاطفة.[٤]
  • بناء العديد من الحواجز أو العوائق مع الطفل أو غيابها والتساهل معه.[٤]
  • فرط المديح الذي يعزز الشعور بالكمال.[٤]
  • الرعاية أو الإهمال غير المتوقع.[١]
  • الرّفض.[١]
  • عوامل التوتر والقلق التي قد تؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب الشخصية النرجسية سوءًا.[١]


الأسباب الوراثية للإصابة باضطراب الشخصية النرجسية

قد تساهم الجينات في تطور اضطراب الشخصية النرجسية باعتبارها إحدى عوامل الإصابة بها، إذ في دراسة أُجريت عام 2014 شملت 304 أزواج من التوائم، أظهرت نتائج الباحثين أن بعض سمات اضطراب الشخصية النرجسية يُعزى لعامل وراثي، ومنها الشعور بالعظمة الذي كان العامل الوراثي يُشكل 23% من حالاته، والشعور بالاستحقاق الذي بلغت نسبة حالاته بسبب العامل الوراثي 35%، وعلى الرغم من ذلك يبدو أن تلك السمات قد توجد بصورة مستقلة عن بعضها البعض، وفي دراسات أُخرى قديمة تم بيان أن اضطراب الشخصية النرجسية قد يُعزى لعامل وراثي كذلك.[٤]


عوامل خطر الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية

تزداد نسب الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية عند الذكور أكثر من الإناث، كما يلعب العمر دورًا في خطر الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية، إذ يكون البالغون الشباب أو المراهقين أكثر عرضة لاضطراب الشخصية النرجسية عن غيرهم من الفئات العمرية، وقد يبدو على بعض الأشخاص وحتى الأطفال بعض التصرفات النرجسية في بعض الأوقات لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية، فقد يتصرف بعض الأطفال بصورة مغترة أو نرجسية نتيجة عمرهم أو مرحلة تطورهم وظهور تلك السمات النرجسية في مراحل عمرية مبكرة لا يُشير بالضرورة إلى تطور اضطراب الشخصية النرجسية مع التقدم في العمر.[٥]

يمكننا القول أنّه من الطبيعي أن يكون الطفل الصغير نرجسيًا ويعطي اهتمامًا كبيرًا لإنجازاته الصغيرة، وهنا يكمن دور الأهل الذي يتثمل بتعزيز ثقة الطفل بنفسه وتقييم نرجسيته وفقًا لعمره، ومساعدة الأطفال في مراحل عمرية أكبر في معرفة مواضع الفشل وإدراتها بصورة صحيحة.[٦]


ما مدى انتشار اضطراب الشخصية النرجسية؟

بحسب تقدير الخبراء فإن نسبة انتشار اضطراب الشخصية النرجسية يبلغ 5%؛ إذ يُصنف اضطراب الشخصية النرجسية ضمن 10 اضطرابات شخصية مختلفة قد تصيب الأفراد وتؤثر في نمط تفكيرهم وشعورهم وتصرفاتهم وتجعلهم عرضة لإيذاء أنفسهم أو من حولهم، وعادةّ ما تبدأ علامات اضطرابات الشخصية بالظهور لدى البالغين في أولى مراحل النضوج ومع انتهاء سن البلوغ.[٣]


كيف يمكنني تجنب الشعور بالنرجسية؟

من الضروري ألّا تتردد باستشارة الأخصائي إن شعرت بإصابتك أو إصابة من حولك باضطراب الشخصية النرجسية،[٣]ومن النصائح التي من شأنها المساهمة في تجنب الشّعور بالنرجسية ما يلي:[٧]

  • تلقي العلاج المناسب منذ مراحل الطفولة المبكرة إن شعرت بوجود أي مشاكل في الصحة العقلية.
  • المشاركة في جلسات العلاج الأسري لتعلم طرق صحية من شأنها أن تساعد على التواصل أو التعامل مع الصراعات أو الضغط العاطفي.
  • حضور دروس تربية الأطفال وطلب التوجيه من المعالجين أو الأخصائيين الاجتماعيين إذا لزم الأمر.


دواعي مراجعة الطبيب النّفسي

قد لا يلاحظ الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية النرجسية ضرورة مراجعة الطبيب لعدم شعورهم بوجود مشكلةٍ ما، وإن حدث ولجأ الشخص المصاب لطلب المساعدة فغالبًا ما يكون يعاني من أعراض مصاحبة أُخرى كالاكتئاب، أو تعاطي دواء معين أو شرب الكحول أو الإصابة بمشكلة صحية عقلية ما، لذلك ننصح بعدم التردد في طلب المساعدة من الطبيب النفسي عند الشّعور بالحزن أو الاكتئاب أو عِند مُلاحظة وجود بعض السمات المرتبطة باضطراب الشخصية النرجسية، مما لا شك فيه أن العلاج المبكر سيساعد على جعل الحياة أكثر راحة ومتعة.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Yvette Brazier (26/9/2020), "All about narcissistic personality disorder", medicalnewstoday, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  2. "Narcissistic personality disorder (NPD)", healthdirect, 18/12/2020, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Narcissistic Personality Disorder", my.clevelandclinic., 19/6/2020, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج Traci Pedersen (28/3/2020), "What Causes Narcissistic Personality Disorder?", psychcentral, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  5. Brunilda Nazario, (18/6/2020), "Narcissistic Personality Disorder", webmd, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  6. Fran Kritz (7/12/2020), "What Is Narcissism? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Narcissistic personality disorder", mayoclinic, 18/11/2017, Retrieved 13/9/2021. Edited.