يُصنّف كلًا من الفُصام (بالإنجليزية: Schizophrenia)، والاضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar Disorder)، على أنهما إحدى الاضطرابات النفسية التي عادةً ما تظهر على الأشخاص في أوائل العشرينات من العُمر،[١] ولكن ما الفرق بينهما؟

ما هي الفروقات بين مرض ثنائي القطب والفُصام؟

يُعد ثنائي القطب مرضًا عقليًا يتضمن حدوث تقلبات مزاجية حادة للشخص المُصاب، وحدوث نوبات متكررة من الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression)، بالإضافة إلى نوبة واحدة على الأقل من الهوس (بالإنجليزية: Mania)؛ وهي حالة من الانفعال أو ارتفاع المزاج بشكل غير طبيعي، أما الفُصام فهو أيضًا مرض عقلي يُصنّف على أنه شديد ومزمن ومنهك لصاحبه؛ إذ يكون فيه الشخص المُصاب بعيدًا كليًا عن الواقع، ومن الجدير بالذكر أن أي شخص يُصاب بأي من هذين المرضين يكون أكثر عرضة للانتحار، أو تعاطي المخدرات، أو الإصابة بأي مشاكل وأمراض عقلية أخرى في مراحل حياته اللاحقة.[٢]




بعض الأشخاص المصابين بمرض ثنائي القطب يعانون من أعراض أخرى كالهلوسة، أو الأوهام.




الفرق من حيث الانتشار

وفقًا للإحصائيات العالمية، فإن مرض ثنائي القطب يُصيب ما يُقارب %2 من الأشخاص، بينما %1 من الأشخاص قد يُصابون بمرض الفُصام.[٣][٤]


الفرق في الأعراض

الأشخاص المصابون بمرض الفُصام يعانون من أعراض أكثر حدة وشدة من الأشخاص الذين يعانون من مرض ثنائي القطب، إلّا أن أعراض كلا المرضين قد تتداخل مع بعضها البعض،[٥] وفيما يأتي توضيحًا لأعراض كل مرض على حدة:


  • أعراض مرض الفُصام: لتشخيص الإصابة بمرض الفُصام، يجب أن يعاني الشخص لأكثر من شهر من اثنين من الأعراض الآتية:[٥]
  • الأوهام.
  • الهلوسة.
  • عدم انتظام الكلام، أو خروجه عن المألوف.


وفي حال وجود عَرَض واحد من الأعراض السابقة، يجب أن يظهر واحد على الأقل من الأعراض الآتية:[٥]

  • فقدان الشعور بالمتعة أو السرور.
  • فقدان حاد في المبادرة لأي شيء.
  • عدم وجود أي نوع من المشاعر، أو وجودها بشكل قليل.
  • ظهور سلوكيات حركية نفسية غير طبيعية ومتطرفة، كشذوذ الحركة (بالإنجليزية: Catatonia).


  • أعراض مرض ثنائي القطب: هناك العديد من الأنواع لمرض ثنائي القطب وما يرتبط به من اضطرابات ومشاكل، منها الهوس أو الهوس الخفيف والاكتئاب،[٦] وفيما يأتي توضيحًا لأعراض كل نوع على حدة:
  • أعراض الهوس أو الهوس الخفيف: يُعد كل من الهوس أو الهوس الخفيف نوعان مختلفان من النوبات، إلّا أن لهما الأعراض ذاتها،[٦] ويُذكر منها:[٥]
  • الغضب والانفعال.
  • صعوبة في النوم أو قلة الحاجة إليه.
  • الأرق والطاقة المفرطة.
  • ثقة النفس الزائدة.
  • عدم القدرة على التركيز واتخاذ القرارات.
  • زيادة المشاركة في الأنشطة الممتعة، كممارسة النشاط الجنسي، أو تعاطي المخدرات.
  • السلوك المتهور، كالإفراط في الإنفاق.
  • الأفكار المتسرعة.
  • الإثارة الشديدة.
  • أعراض الاكتئاب: تُسبب أعراض الاكتئاب مجموعة من الأعراض الشديدة التي تُعيق ممارسة أنشطة الحياة اليومية المعتادة كالعمل، أو الذهاب إلى المدرسة، أو ممارسة الأنشطة الاجتماعية،[٦] وفيما يأتي بيان لهذه الأعراض:[٥]
  • الشعور باليأس أو الحزن، والذي يستمر لمدة أسبوعين أو أكثر، ويُعد هذا العَرَض الأساسي للاكتئاب.
  • تغيرات في الشهية.
  • تغيرات في عادات النوم.
  • الشعور بالتعب، وانخفاض طاقة الجسم.
  • فقدان الاهتمام بالأشياء التي كان الشخص يستمتع بها من قبل.
  • فقدان الثقة بالنفس، وفقدان احترام الذات.
  • الشعور بآلام جسدية دون وجود سبب واضح.
  • التفكير أو ممارسة أي سلوكيات انتحارية.


الفرق من حيث الأسباب

يُعتقد أن كلًا من الفُصام والاضطراب ثنائي القطب يحدثان نتيجة العديد من العوامل الوراثية، أو البيولوجية، أو البيئية، وفيما يأتي توضيحًا مبسطًا لذلك:[١]

  • العوامل الوراثية: أظهرت بعض الدراسات وجود مكونًا وراثيًا يُساهم في ظهور كلا المرضين، كما وجدت الدراسات أن التوائم المتماثلة أكثر عرضة للتشارك في الإصابة بأي من المرضين مقارنةً بالتوائم غير المتماثلة.
  • العوامل البيولوجية: أشارت بعض الدراسات أن مشاكل ما قبل الولادة كإصابة الأم بالإجهاد العاطفي، أو العدوى، أو مضاعفات الولادة، أو انخفاض مستوى الأكسجين، أو الضائقة الجنينية يزيد من خطر الإصابة بالفُصام في مراحل الحياة اللاحقة.
  • العوامل البيئية: لا تتسبب العوامل البيئية في الإصابة بأيّ من المرضين، ولكن وجودها يزيد من ظهور أعراض المرض لدى الأشخاص المعرضين للخطر وراثيًا.


ما هو مرض الاضطراب الفصامي العاطفي من النوع ثنائي القطب؟

يُعد مرض الاضطراب الفصامي العاطفي (بالإنجليزية: Schizoaffective Disorder) نوعًا فرعيًا من أنواع الفُصام، والذي تشمل أعراضه اضطرابات المزاج كالاكتئاب أو الهوس، بالإضافة إلى الهلوسة والأوهام، بينما تظهر على المُصاب بالاضطراب الفصامي العاطفي من النوع ثنائي القطب أعراض هوس مختلطة بأعراض نفسية مرتبطة بمرض الفُصام، ونظرًا لأن هذا الاضطراب يجمع بين أعراض لأمراض نفسية منفصلة، فغالبًا ما يتم تشخيصه بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى إطالة مسار العلاج وظهور مضاعفات سلبية متعددة، وفيما يأتي توضيحًا لمعايير تشخيص الاضطراب الفصامي العاطفي من النوع ثنائي القطب:[٧]

  • فترة متواصلة يُصاب فيها الشخص بنوبات من الهوس في نفس الوقت الذي تظهر فيه أعراض الفُصام.
  • الأوهام والهلوسة لمدة أسبوعين أو أكثر في حالة عدم وجود نوبة مزاجية كبيرة.
  • ظهور الأعراض التي تستوفي معايير النوبة المزاجية الكبيرة في معظم فترات المرض.
  • ألّا تُعزى الأعراض السابقة إلى تعاطي المخدرات، أو أي نوع من الأدوية.


المراجع

  1. ^ أ ب Heidi Moawad (7/2/2021), "How Bipolar Disorder and Schizophrenia Differ", verywellhealth, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  2. Roxanne Dryden-Edwards (12/5/2021), "Bipolar Disorder vs. Schizophrenia", medicinenet, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  3. "Prevalence and Correlates of Bipolar Spectrum Disorder in the World Mental Health Survey Initiative", JAMA Psychiatry, 2011, Issue 68, Folder 3, Page 241-251. Edited.
  4. Bernard A Fischer, Robert W Buchanan (10/11/2020), "Schizophrenia in adults: Epidemiology and pathogenesis", uptodate, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج Jayne Leonard (13/2/2019), "Bipolar and schizophrenia symptoms", medicalnewstoday, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Bipolar disorder", mayoclinic, 16/2/2021, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  7. Ben Mahoney, "Are Bipolar Disorder and Schizophrenia Related?", discoverymood, Retrieved 22/6/2021. Edited.