يمكن تعريف اضطراب الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder) واختصارًا "OCD" بأنه اضطراب يعاني فيه الأشخاص من أفكار، أو أحاسيس، أو هواجس متكررة وغير مرغوب فيها، مما يجعلهم يشعرون بأنهم مدفوعون أو مُجبرون أو مكروهون على فعل شيء ما بشكلٍ متكرر، ويمكن أن تتداخل السلوكيات المتكررة هذه كغسل اليدين، أو فحص الأشياء، أو التنظيف بشكل كبير مع الأنشطة اليومية للشخص وتفاعلاته وعلاقاته الاجتماعية.[١]

أسباب الوسواس القهري

تُعد أسباب الوسواس القهري غير مفهومة تمامًا؛ إذ إن هنالك العديد من النظريات التي تحدثت عنه، من أهمها:[٢]

  • أنّ الدّوافع القهرية هي سلوكيات مُكتسبة تُصبح متكررة ومعتادة عندما ترتبط ممارستها بالراحة من القلق.
  • إن الوسواس القهري ناتج عن عوامل جينية وراثية.
  • إن الوسواس القهري ناجم عن حدوث تشوهات كيميائية، ووظيفية، وهيكلية في الدماغ.
  • أنّ المُعتقدات المشوهة والمضطربة تُعزز الأعراض المرتبطة بالوسواس القهري وتحافظ عليها.




معلومة: من الممكن أن تتفاعل عدة عوامل لتحفيز تطور الوسواس القهري، ويمكن أن تتأثر الأسباب الكامنة بشكل أكبر بأحداث الحياة المجهدة، والتغيرات الهرمونية، وسمات شخصيّة الفرد.




وفيما يلي سنتحدث عن الأسباب المحتملة للوسواس القهري بشيء من التفصيل:


الأسباب الجينية الوراثية

وِفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية (NIMHأكدت نتائج الدراسات التي أُجريت على الإخوة التوائم وأفراد الأسرة الواحدة كذلك أن الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى، مثل أحد الوالدين أو أحد الأخوة الذين يعانون من الوسواس القهري هم أكثر عُرضة للإصابة بالوسواس القهري، ويكون الخطر أكبر إذا أصيب قريب الدرجة الأولى بالوسواس القهري عندما كان طفلاً أو مراهقًا.[٣]


الأسباب المتعلقة بالمناعة الذاتية

في بعض الحالات يمكن أن يُصاب الأطفال بالوسواس القهري، أو يعانون من أعراضه المختلفة بعد الإصابة بالمكورات العقدية (بالإنجليزية: Streptococcal Infection)، وهو ما يُعرف باضطرابات المناعة الذاتية العصبية النفسية للأطفال المرتبطة بالعدوى بالمكورات العقدية (بالإنجليزية: Pediatric Autoimmune Neuropsychiatric Disorders Associated with Streptococcal Infections) واختصارًا "PANDAS"،[٣] إضافةً إلى الإصابة بمرض لايم، وفيروس انفلونزا الخنازير "H1N1".[٤]


الأسباب المتعلقة ببنية الدماغ وعمله

وِفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH)، أوضحت دراسات التصوير وجود اختلافات في القشرة الأمامية للدّماغ وما تحتها لدى المصابين بالوسواس القهري، مما يشير إلى احتمالية وجود علاقة بين أعراض الوسواس القهري والتشوهات في مناطق معينة من الدماغ، علمًا أن هذه العلاقة غير واضحة ولا تزال قيد الدراسة.[٣]


الأسباب السلوكية

تشير إحدى النظريات إلى أن الشخص المُصاب بالوسواس القهري يتعلم تجنب الخوف المرتبط بمواقف أو أُمور معينة من خلال أداء طقوس لتقليل المخاطر التي يتوقعها، ويمكن أن يبدأ الخوف الأولي في فترة من التوتر الشديد مثل حدث صادم أو خسارة كبيرة، وبمجرد أن يربط الشخص شيئًا أو ظرفًا بشعور الخوف هذا يبدأ في تجنب هذا الشيء أو الموقف، ويُعد هذه الأمر أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للاضطراب.[٤]


الأسباب المعرفية

يُعتقد أن الأشخاص المصابين بالوسواس القهري لديهم معتقدات خاطئة أو مختلّة، وأن سوء تفسيرهم لبعض الأفكار هو الذي يؤدي إلى خلق الوساوس والدوافع، والجدير بالذكر أن كل شخص لديه أفكار تدخلية، ومع ذلك يسيء الأشخاص المصابون بالوسواس القهري تفسير هذه الأفكار على أنها مهمة جدًا، أو ذات أهمية شخصية، أو تكشف عن الشخصية، أو لها عواقب وخيمة، ويمكن أن يؤدي التفسير الخاطئ المتكرر للأفكار المتطفلة إلى تطوير الهواجس، مما يجعل المُصاب ينخرط في سلوك قهري لمحاولة مقاومتها أو منعها.[٥]


العوامل الحياتية

يمكن أن يحدث الوسواس القهري نتيجةً لأحداث الحياة المجهدة، خاصةً إذا كان لدى الشخص استعداد وراثي أو غير ذلك، وعادةً ما تبدأ الأعراض بالظهور في غضون 6 أشهر من الأحداث مثل:[٤]

  • الولادة.
  • مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة.
  • الصّراعات الشديدة.
  • الأمراض الخطيرة.
  • إصابات الدماغ.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.


هل الوسواس القهري اضطراب دماغي؟

وِفقًا لمُؤسسة الوسواس القهري الدولية (IOCDF)، تشير الأبحاث إلى أن الوسواس القهري يحدث نتيجة مشاكل في الاتصال بين الجزء الأمامي من الدماغ والهياكل الأعمق للدماغ؛ إذ تستخدم هياكل الدماغ ناقلًا عصبيًا يُسمى السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin)، وتُظهر صور الدماغ أثناء العمل أنه في بعض الأشخاص تُصبح دوائر الدماغ المرتبطة بالوسواس القهري أكثر طبيعية مع الأدوية التي تؤثر في مستويات السيروتونين، والتي تُعرف بمثبطات السيروتونين، أو العلاج السلوكي المعرفي "CBT"، وهذا يُعد دليلًا على أن الوسواس القهري يمكن أن يحدث نتيجة خلل أو اضطراب دماغي.[٦]


هل الوسواس القهري حالة وراثية؟

وِفقًا لمُؤسسة الوسواس القهري الدولية (IOCDF)، تُظهر الأبحاث أن الوسواس القهري ينتقل في العائلات، وأن الجينات تلعب دورًا في تطوره، ومع ذلك يبدو أن الجينات مسؤولة جزئيًا فقط عن التسبب في الاضطراب؛ إذ لا أحد يعرف تمامًا العوامل الأخرى التي قد تكون متورطة بحدوثه، أو ضغوط الحياة العادية التي قد تُحفز نشاط الجينات المرتبطة بأعراضه، إضافةً إلى ذلك يعتقد بعض الخبراء أن الوسواس القهري الذي يبدأ في الطفولة يمكن أن يكون مختلفًا عن الوسواس القهري الذي يبدأ عند البالغين.[٦]




معلومة: أظهرت مراجعة حديثة للدراسات التي أُجريت على الإخوة التوائم أن الجينات تلعب دورًا أكبر عندما يبدأ الوسواس القهري في مرحلة الطفولة مقارنةً بالوقت الذي يبدأ فيه في مرحلة البلوغ.




المراجع

  1. Hector Colon-Rivera, Molly Howland (1/12/2020), "What Is Obsessive-Compulsive Disorder?", psychiatry, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  2. "Obsessive compulsive disorder", betterhealth, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Obsessive-Compulsive Disorder", nimh, 1/10/2019, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Hannah Nichols (29/9/2020), "What is obsessive-compulsive disorder?", medicalnewstoday, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  5. "What causes OCD", ocduk, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "What Causes OCD?", iocdf, Retrieved 13/6/2021. Edited.