أعراض الوسواس القهري

يُعرَف اضطراب الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder) واختصارًا "OCD" بأنه اضطراب في الصحة العقلية يؤثر في الأشخاص من جميع الأعمار وعلى مختلف مناحي الحياة، ويحدث عندما يقع الشخص في دائرة من الهواجس والأفعال والدوافع القهرية.^[١]

أعراض وعلامات الوسواس القهري

يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالوسواس القهري من أعراض هاجسيّة وسواسيّة أو إكراهية قهريّة أو كليهما، كما يمكن أن تتداخل هذه الأعراض مع جميع جوانب الحياة مثل العمل، والمدرسة، والعلاقات الشخصية، وتُعرف الهواجس أو الوساوِس (بالإنجليزية: Obsessions) بأنها أفكار أو دوافع أو صور ذهنية متكررة تُسبب القلق،^[٢] ومن الأعراض والعلامات الشائعة لها ما يلي:^[٣]

• الخوف من التلوث بالجراثيم أو الأوساخ أو تلويث الآخرين.
• الخوف من فقدان السيطرة وإيذاء النفس أو الآخرين.
• الأفكار والتّصوّرات الدخيلة الجنسية الصريحة أو العنيفة.
• التركيز المفرط على الأفكار الدينية أو الأخلاقية.
• الخوف من فقدان أو عدم امتلاك الأشياء التي قد يحتاجها الشخص.
• الترتيب والتماثل، وهي فكرة تُركز على أن كل شيء يجب أن يكون مُنظّمًا.
• الخرافات، وتعني الاهتمام المفرط بشيء يُعتقد أنه يجلب الحظ، أو أنه سيئ الحظ.

من جهةٍ أخرى تُعرف الأفعال أو الدوافع الإكراهية القهرية للوِسواس القهري بأنها سلوكيات متكررة يشعر الشخص بأنه مدفوع ومُجبر على أدائها، وتهدف هذه السلوكيات المتكررة أو الأفعال العقلية إلى تقليل القلق المرتبط بالوساوِس القهرية أو منع حدوث شيء سيئ ومع ذلك فإن الانخراط فيها لا يجلب أي متعة للشخص، بل يمكن أن يوفر فقط راحة مؤقتة له من القلق، ومن الأمثلة على أعراض الأفعال والدوافع الإكراهية القهرية وعلاماتها ما يلي:^[٤]

• الإفراط في غسل اليدين.
• فحص الأبواب بشكل متكرر للتأكد من قفلها.
• فحص الموقد بشكل متكرر للتأكد من إيقاف تشغيله.
• العدّ في أنماط معينة.
• ترديد دعاء أو كلمة أو جملة بصمت.
• ترتيب البضائع المعلبة بحيث تبقى على نفس الشكل.

والجدير بالذكر أنه لا تُعد جميع الأفعال والعادات والطقوس التي يقوم بها الشخص إكراه أو وساوس، فكل شخص يفحص الأشياء مرتين في بعض الأحيان، إلا أن الشخص المصاب بالوسواس القهري عامةً يعاني مما يلي:^[٢]

• لا يستطيع التحكم في أفكاره أو سلوكياته، حتى عندما يعلم أن تلك الأفكار أو السلوكيات مفرطة.
• يقضي ما لا يقل عن ساعة واحدة يوميًا في دراسة هذه الأفكار أو السلوكيات.
• لا يشعر بالمتعة عند أداء السلوكيات أو الطقوس، إلا أنه يمكن أن يشعر بالراحة لفترة وجيزة من القلق الذي تسببه هذه الأفكار.
• يواجه مشاكل كبيرة في حياته اليومية نتيجة هذه الأفكار أو السلوكيات.

كيفية التعامل مع أعراض الوسواس القهري

يمكن أن تأتي أعراض الوسواس القهري، وتختفي في بعض الأحيان، أو أن تقل أو تزداد سوءًا بمرور الوقت، وقد يحاول الأشخاص المصابون بالوسواس القهري مساعدة أنفسهم عن طريق تجنب المواقف التي تثير هواجسهم، أو استخدام المخدرات لتهدئة أنفسهم، وعلى الرغم من أن معظم البالغين المصابين بالوسواس القهري يدركون أن ما يفعلونه لا معنى له، إلا أن بعض البالغين ومعظم الأطفال قد لا يدركون أن سلوكهم خارج عن المألوف، وعادةً ما يتكشف الآباء أو المعلمون أعراض الوسواس القهري عند الأطفال، لذا إذا كنت تعتقد أنك مصاب بالوسواس القهري فتحدث إلى طبيبك عن الأعراض التي تعاني منها؛ فإذا تُركتَ دون علاج، فإن الوسواس القهري سيبدأ بالتداخل مع جميع جوانب حياتك.^[٢]

لقراءة المزيد عن كيفية التخلص من الوسواس القهري، انقر هنا.

هل الوسواس القهري يزداد سوءًا مع تقدم العمر؟

للأسف تزداد أعراض الوسواس القهري سوءًا مع التقدم في العمر، ويواجه الأشخاص المصابون به صعوبة في تذكر وقت بدء إصابتهم باضطراب الوسواس القهري، ومع ذلك يمكنهم في بعض الأحيان أن يتذكروا المرة الأولى التي لاحظوا خلالها أن الأعراض كانت تؤثر سلبًا في حياتهم.^[٥]

متى يتوجب عليك مراجعة الطبيب؟

يعتقد بعض الأشخاص أن المثالية تتطلب نتائج أو أداء كاملاً وصحيحاً لا تشوبه شائبة، وهي تختلف كُليًا عن أعراض الوسواس القهري وأفعاله، فأفعال الوسواس القهري ليست مجرد مخاوف مفرطة بشأن المشاكل الحقيقية في الحياة، والرغبة في تنظيف الأشياء أو ترتيبها بطريقة معينة، بل يمكنها أن تؤثر في نوعية حياة المصابين بشكلٍ واضح، لذا إذا كنت تشعر أن وساوسك وأفعالك القهرية تؤثر في نوعية حياتك، فاستشر طبيبك أو أخصائي الصحة العقلية للحصول على المساعدة اللازمة.^[٤]

كيف يُشخَّص الوسواس القهري؟

لتشخيص الإصابة بالوسواس القهري يستبعد الطّبيب المشاكل الأخرى التي قد تسبب الأعراض ذاتها،^[٦] ويلجأ للاستعانة بالطرق التالية:

• التقييم النفسي: يتضمن ذلك مناقشة أفكار الشخص ومشاعره وأعراضه وأنماط سلوكه.^[٦]
• معايير تشخيص الوسواس القهري: يمكن أن يستخدم الطبيب المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية "DSM-5"، والذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.^[٤]