يُعاني بعض الأشخاص من اضّطراب الشَّخصيَّة الحدية (Borderline Personality Disorder)، حيث يعدُّ اضطرابٌ معقَّد يعاني الفرد فيه من فقدان القدرة على التَّحكُّم بمشاعره، كما يتميز هذا النوع من الاضطرابات بعدم قدرة المصابين به على خوض علاقات شخصية متزنة، لكن ما هي أسباب ظهور الاضّطراب الحدي وكيف يتم التعامل مع مرضاه؟[١][٢]



أسباب ظهور اضطراب الشَّخصيّة الحدية بالتفصيل

يشير الباحثون إلى أنَّ اضطراب الشَّخصيّة الحدية يحدث نتيجة مزيج من العوامل الجينيَّة المتوارثة، وطبيعة شخصيَّة الفرد وتركيبته، كذلك العوامل المكتسبة من البيئة المحيطة به، مثل التَّجارب والصَّدمات التي عاشها الفرد في مرحلة الطُّفولة، وفيما يأتي توضيحٌ لأسبابه بالتفصيل:[١][٣]


العوامل الجينيَّة والوراثية

تعدُّ العوامل الجينيَّة من الأسباب الّتي قد تؤدّي إلى ظهور اضّطراب الشَّخصيّة الحدية لدى الفرد، حيث تشير الأبحاث إلى أنَّ خطر الإصابة يرتفع عند إصابة أحد أفراد العائلة المقرَّبين به سابقًا، ووفقًا لدراسة أخرى فإنَّ فرصة إصابة الأشخاص ممّن لديهم أخٌ توأم مصابٌ باضطّراب الشَّخصيّة الحدية هي 2 لكلّ 3، ولكن لهذه اللّحظة لم يتم معرفة وتحديد الجينات المسؤولة بشكلٍ مباشر عنه.[١][٤]


تغيرات في تركيبة الدِّماغ العصبية

يظهر لدى مرضى اضّطراب الشخصيّة الحدية حدوث تغيّراتٍ في التَّركيبة العصبيّة للدِّماغ في المنطقة المسؤولة عن التَّحكُّم بالعاطفة، وأخذ القرار والحُكم، كما تحدث تغيُّراتٍ في منطقة الجهاز الحوفيّ في الدِّماغ (Limbic system)، وهي المنطقة الّتي تساعد على التَّحكُّم في مشاعر الإنسان، مثل الخوف، والغضب، والعدوانيَّة، حيث تظهر منطقة الجهاز الحوفي نشطة جدًّا لديهم، والّتي بدورها تفسِّر سلوكهم العاطفيّ والانفعالي، كما يظهر على الأفراد المصابين باضّطراب الشَّخصيّة الحدية تغيُّرات في مستوى الموادّ الكيميائيَّة والهرمونات، مثل تغيُّر مستوى هرمون السّيروتونين، والّذي ينعكس بدوره على تغيُّر وظيفة الدماغ.[١][٢]


العوامل البيئية المحيطة

تؤثّر البيئة الّتي يعيش بها الفرد في تفكيره ونظرته للأمور والأحداث من حوله، كما أنَّ للعائلة والوالدين دور في تشكيل ذلك أيضًا، كما يُمكن ملاحظة دور العائلة كعاملٍ مشتركٍ لدى المصابين باضّطراب الشَّخصيّة الحدية، والتي قد تكون بسبب إحدى العوامل التَّالية:[٤][٢]

  • سوء المعاملة.
  • تجارب الطُّفولة المليئة بالضَّغط النَّفسيّ والتَّوتُّر لفترات زمنية طويلة.
  • الإهمال في مرحلة الطُّفولة من قبل أحد الوالدين أو كلاهما.
  • العيش في عائلة يعاني أحد أفرادها من إحدى الاضطرابات النَّفسيّة، كاضطّراب ثنائيّ القطب أو الإدمان.




يجب معرفة وفهم اضّطراب الشَّخصيّة الحدية جيدًّا، وذلك لحماية الأفراد الّذين لديهم مؤشّرات وعوامل خطر متعدّدة للإصابة به.




مساعدة شخصٍ يعاني من اضطّراب الشَّخصيّة الحدية

إن كان أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المقرَّبين يُعاني من اضّطراب الشَّخصيّة الحدية، فمن المهمّ بذلُ الجهد لفهم أسباب هذا الاضّطراب والطَّريقة السَّليمة للتَّعامل مع المريض لمساعدته، ويُمكن ذلك من خلال اتِّباع النّصائح التَّالية:[٥]

  • قدّم الدَّعم النَّفسيّ والعاطفي له من خلال إظهار التَّشجيع، والمحبَّة، والصَّبر، والتَّفهم، والتَّعاون.
  • تعلّم أكثر عن اضطراب الشَّخصيّة الحدية حتّى تتمكَّن من فهم سلوكه.
  • ساعد الفرد المصاب باضّطراب الشَّخصيّة الحدية للحصول على الدَّعم العائليّ.
  • قم بزيارة ومتابعة طبيب نفسيّ لك حتّى يساعدك أيضًا، كما يفضّل بأن يكون طبيبًا مختلفًا عن الّذي يذهب إليه المريض.


التَّواصل الفعَّال مع الشَّخصيّة الحدية

إنَّ التَّواصل الفعَّال مع الفرد المصاب باضطّراب الشَّخصيّة الحدية يساعده على التَّغلُّب على هذا الاضطراب، كما يساهم في تقوية العلاقة بين من حوله، ويتمُّ ذلك من خلال الاستماع الفعَّال، بالإضافة لاختيار الوقت الّذي يكون فيه المريض مستعدًّا للتَّحدث، ويمكن تحقيق التَّواصل الفعّال من خلال اتّباع الخطوات التَّالية:[٦]

  • استمع للمريض بشكلٍ جيٍّد أثناء الحديث، وذلك من خلال تجنّب وسائل الإزعاج الخارجيَّة مثل صوت التلفاز.
  • تجنب مجادلة المريض ومحاولة إثبات أنَّه على خطأ، حتّى وإن كان كذلك.
  • ركّز على المشاعر التي يعبّر عنها المريض خلال الحديث وحاول فهمها، وكذلك أكثر من تركيزك على الكلام الذي يقوله.
  • تحدّث معه عن مواضيع أخرى لتقليل حدَّة النقاش، مثل التَّحدث والتَّعبير عن الاهتمامات.
  • حافظ على هدوئك أثناء التَّحدث معه.


علاج اضطّراب الشَّخصيّة الحدية

يمكن علاج اضطّراب الشَّخصيّة الحدية عن طريق الاستعانة بطبيبٍ نفسي، كذلك يمكن للعلاج الدَّوائيّ المقدّم تحت إشراف الطَّبيب أن يساعد على تخفيف الأعراض، ولكن فيم لو استمرّت وتكرّرت الأعراض لدى الفرد، فيجب مراجعة الطبيب لتعديل العلاج المقدَّم له، حيث تمتدّ فترة علاج لتصل إلى سنة واحدة تقريبًا.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Borderline Personality Disorder", nami, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Causes of Borderline Personality Disorder", verywellmind, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  3. "Borderline Personality Disorder (BPD)", helpguide, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Causes - Borderline personality disorder", nhs, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  5. "Borderline Personality Disorder", nimh, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  6. "Helping Someone with Borderline Personality Disorder", helpguide, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  7. "Overview - Borderline personality disorder", nhs, Retrieved 20/8/2021. Edited.