يعد الأستيل كولين (Acetylcholine) ناقلًا عصبيًا يلعب دورًا مهمًا ووظائف عدة في الدماغ وباقي أعضاء الجسم، إذ تتمثل إحدى وظائفه المركزية في تحفيز حركات العضلات عن طريق تحفيز منطقة التشابك العصبي (Synapses)؛ حيث يتصل الجهاز العصبي بالجهاز العضلي في نقاط الوصلات العصبية العضلية (Neuromuscular junctions).[١]


يمكن أن يعمل الأسيتيل كولين على نوعين مختلفين من المستقبلات في الجسم: المستقبلات المسكارينية (Muscarinic receptors) والمستقبلات النيكوتينية (Nicotinic receptors)، إذ يعمل الارتباط بين الأستيل كولين وهذه المستقبلات على نقل الإشارات في الدماغ وتنشيط العضلات الهيكلية،[٢] وقد تؤدي بعض الاضطرابات إلى نشاط غير طبيعي في عمل هذه المستقبلات، حيث إن مستويات الأستيل كولين الزائدة تؤدي إلى التحفيز المفرط لمستقبلات النيكوتين والمسكارين عند الوصلات العصبية العضلية فيما يُعرف بالنوبة الكولينية (Cholinergic toxicity)، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن أعراض زيادة الأستيل كولين.[٣]


أعراض زيادة الأستيل كولين

يحفز الأستيل كولين مستقبلات المسكارين والنيكوتين لتُحدث انقباضًا في العضلات وتُنتج إفرازات غدية، وعند وجود الكثير من الأستيل كولين في منطقة التشابك العصبي تتنشط هذه المستقبلات بصورة غير طبيعية بما يؤثر في الجهاز العصبي اللاودي (Parasympathetic nervous system)، ويتم تقسيم الأعراض الناتجة بناءً على المستقبلات المتأثرة كالآتي:[٤]


أعراض زيادة الأستيل كولين على المستقبلات المسكارينية

تتنوع هذه الأعراض، وتشمل:[٤]

  • تشنجات القصبات الهوائية.
  • ضيق الصدر.
  • الصفير عند التنفس.
  • بطء نبضات القلب.
  • التشنجات.
  • التقيؤ والإسهال.
  • ألم في المعدة.
  • رؤية ضبابية.
  • انقباض حدقة العين.
  • كثرة التبول وتردد الدخول إلى الحمام.
  • زيادة اللعاب والتعرق.
  • تدمع العيون.


أعراض زيادة الأستيل كولين على المستقبلات النيكوتينية

وتختلف الأعراض باختلاف موقعها كالآتي:[٥]

  • ارتعاش العضلات.
  • الشلل الرخو (Flaccid paralysis).
  • الصداع.
  • الأرق.
  • الدوخة.
  • الارتباك.
  • النعاس.
  • ابتلاع الكلام.
  • الغيبوبة.


الأسباب المؤدية إلى زيادة الأستيل كولين

قد تؤدي بعض الأسباب، مثل: التعرض للمبيدات الحشرية المصنوعة من الفوسفات العضوي (Organophosphate pesticides)، أو التعرض لعوامل ومواد مؤثرة على الأعصاب مثل المستخدمة في الحروب إلى زيادة كمية الأستيل كولين وتراكمها في الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى الأعراض المذكورة سابقًا، ويمكن أن يتعرض الشخص إلى هذه المواد الكيميائية عن طريق التنفس أو الابتلاع أو حتى عبر الجلد، أما بالنسبة للمبيدات الحشرية؛ فقد يتعرض الشخص لملامستها من خلال المحاصيل الزراعية، أو من خلال ملامسة المبيدات المنزلية، مثل: مبيدات الصراصير، والنمل.[٦]


وظائف الأستيل كولين في الجسم

يلعب الأستيل كولين دورًا محوريًا في الجسم ابتداءً من عمليات الإدراك إلى انقباض العضلات فيه، فبالإضافة إلى أهميته للحركة، يبدو أن الأستيل كولين المنتج في الدماغ يعزز التعلم ويزيد اليقظة،[٧]كما أنه يدعم أنواعًا مختلفة من الذاكرة بما في ذلك الذاكرة طويلة المدى والذاكرة العاملة؛ وهو مشترك في مراحل مختلفة من الذاكرة ابتداءً من تكوين الذاكرة إلى التوحيد أو الاندماج (Consolidation) والاسترجاع (Retrieval).[٨]


إذ إن انخفاض الأستيل كولين في الجسم مرتبط بالعديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك مرض ألزهايمر ومرض الوهن العضلي الشديد (Myasthenia gravis) ومرض باركنسون (Parkinson’s disease).[٦]


المراجع

  1. "What Is Acetylcholine & What Does it Do?", selfhacked. Edited.
  2. "What Is Acetylcholine & What Does it Do?", selfhacked. Edited.
  3. accumulation of acetylcholine "Cholinergic Crisis", ncbi. Edited.
  4. ^ أ ب "Cholinergic Toxicity", ncbi. Edited.
  5. "Cholinergic Toxicity", ncbi. Edited.
  6. ^ أ ب "What to know about acetylcholine", medicalnewstoday. Edited.
  7. "What Is Acetylcholine & What Does it Do?", selfhacked. Edited.
  8. "What is Acetylcholine?", news-medical. Edited.