يعرف النسيان (Amnesia) بأنه حالة يفقد فيها المصاب قدرته على تذكر معلومات مخزنة في الذاكرة أو لا يستطيع اكتساب الذكريات الجديدة وتخزينها في الذاكرة، ويشار إلى أن النسيان المرضي يختلف عن النسيان العادي الذي يحدث مع الجميع من وقت لآخر.[١]


فالنسيان المرضي المرتبط بفقدان القدرة على تذكر مقدار كبير من المعلومات والذكريات التي لا يمكن نسيانها، ومن ذلك تاريخ الشخص المهني والحياتي والشخصيات المهمة في حياته.[١]


وتتعدد أنواع النسيان التي تختلف فيما بينها في نوع الذكريات المنسية وأوقاتها وغير ذلك، وسنتعرف في هذا المقال على مجموعة من أبرزها. [١]


ما أنواع النسيان؟

تتضمن أهمّ أنواع النسيان الآتي: [٢]


فقدان الذاكرة الرجوعي

يؤدي فقدان الذاكرة الرجوعي (Retrograde amnesia) إلى فقدان القدرة على استرجاع الذكريات المخزنة مسبقًا، ويبدأ المصاب بنسيان الذكريات الحديثة بدايةً، وفيما بعد تتأثر الذكريات القديمة؛ منها ما يتعلق بالطفولة تدريجيًا وببطء. [٢]


ويشار إلى أن هذا النوع من فقدان الذاكرة عادةً ما ينجم عن حالات مرضية معينة، منها مرض الخرف (Dementia). [٢]


فقدان الذاكرة التقدمي

يسبب فقدان الذاكرة التقدمي (Anterograde amnesia) عدم القدرة على تخزين الذكريات الجديدة، وقد تكون هذه الحالة مؤقتةً أو مستمرةً، وتكون مستمرةً عند وجود مشكلة في منطقة الحُصَينُ (Hippocampus) في الدماغ، إذ أنها تؤدي دورًا رئيسًا في تشكّل الذكريات.[٢]


فقدان الذاكرة الشامل العابر

يعد فقدان الذاكرة الشامل العابر (Transient global amnesia) غير مفهوم تمامًا لدى الخبراء، فهو يتصاحب عند حدوثه مع نوبات متقطعة من الهيجان والعدوانية، إضافةً إلى التشتت الذهني.[٢]


وتستمر هذه النوبات بالظهور والاختفاء لعدة ساعات، وقبل كل نوبة من هذه النوبات بساعات قليلة، قد يصاب الشخص بالنسيان، ولا يستطيع تكوين ذكريات متعلقة بالنوبة.[٢]


ويحدث هذا النوع نتيجةً لحدوث نشاط دماغي مشابه للنوبات التشنجية أو بسبب تعرض أحد الأوعية الدموية التي تصل إلى الدماغ إلى الانسداد المؤقت، وهو يعد أكثر شيوعًا بين من هم في منتصف العمر وكبار السن. [٢]


فقدان ذاكرة الطفولة

يشكل فقدان ذاكرة الطفولة (Infantile amnesia) ظاهرةً شائعةً بين العديد من الناس، ويؤدي إلى عدم قدرة المصاب على تذكر أي شيء من حياته وهو في سن 3 - 5 أعوام.[٢]


فقدان الذاكرة الانفصالي

يؤدي فقدان الذاكرة الانفصالي (Dissociative amnesia) إلى عدم القدرة على تذكر معلومات مهمة متعلقة بالشخص، منها الاسم وأسماء أفراد العائلة والأصدقاء وغير ذلك من الأمور المهمة، وغالبًا ما تنجم هذه الحالة عن التعرض لصدمة نفسية أو ضغط نفسي شديد.[٢]


ويشار إلى أنها عادةً ما تكون فجائيةً، وتستمر لمدة دقائق إلى ساعات أو أيام، لكنها في أحيان قليلة قد تستمر من أشهر إلى سنوات.[٢]


فقدان الذاكرة بعد الصدمة

يحدث فقدان الذاكرة بعد الصدمة (Post-Traumatic amnesia) بعد تعرض الدماغ لإصابات رضحية، لا سيما إن احتاج المصاب إلى الإدخال إلى المستشفى، وقد تظهر علامات هذا النسيان على المصاب بعد فقدانه للوعي لبعض الوقت ثم استعادته إياه.[٢]


إذ يكون سلوك المصاب وكلامه بأسلوب غير المعتاد منه، إضافةً إلى كونه غير قادر على تذكر ما حدث معه قبل دقائق أو ساعات، وتعتمد مدة استمرار هذه الحالة على شدة إصابة الدماغ.[٢]


فقدان الذاكر الناجم عن الأدوية

يحدث فقدان الذاكر الناجم عن الأدوية (Drug-induced amnesia) لدى بعض الأشخاص عند استخدام أدوية معينة، وعادةً ما يكون مؤقتًا، وتشمل الأدوية التي قد تسببه الآتي: [٢]

  • مضادات القلق من فئة البنزوديازيبينات (Benzodiazepines).[٢]
  • الأدوية المنومة.[٢]
  • أدوية التخدير العام.[٢]


تشخيص النسيان

بعد أن تعرفنا على مجموعة من أنواع النسيان، ننتقل الآن تشخيص هذه الحالة، وتشمل الأساليب التي قد يستخدمها الطبيب في ذلك الآتي: [٣]

  • التحدث مع المصاب: وذلك لتقييم حالة ذاكرته وقدرته على تخزين المعلومات الجديدة. [٣]
  • التكلم مع من يعرفونه: وذلك للتعرف منهم على أداء ذاكرته اليومي المعتاد. [٣]
  • عمل اختبار للذاكرة: وهو يعرف بالتقييم النفسي العصبي (Neuropsychological evaluation). [٣]
  • إجراء تحاليل مخبرية: وذلك لمعرفة ما إن كان يعاني من اضطراب في مستويات فيتامينات أو هرمونات معينة. [٣]
  • طلب صور معينة: منها التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي المحوسب (CT). [٣]
  • إجراء تخطيط للدماغ (EEG): وذلك للتحقق من عدم وجود نوبات تشنجية نشطة. [٣]
  • عمل بزل قطني (Spinal tap): وذلك لمعرفة ما إن كان الشخص يعاني من عدوى في الدماغ. [٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "What is amnesia and how is it treated?", Medical news today. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ظ ع "Understanding amnesia", Health line. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Amnesia", Cleveland clinic. Edited.