المراهقة هي فترة الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ، ويحدث في هذه الفترة العديد من التغيرات الكبيرة على المراهق، وهذه التغيرات تختلف من فرد لآخر، وتتضمن جميع نواحي الحياة الاجتماعية والعاطفية والنفسية والجسدية والسلوكية، حيث يبدأ المراهق بتعامل مع العالم بطريقة جديدة، وقد يبتعد عن أهله، وتزيد علاقته بأصدقائه بشكل كبير، ويكون الأهل في هذه الفترة دائمي القلق والترقب لأبنائهم خوفًا عليهم من أي أفكار سلبية أو تأثير الآخرين عليهم سلبًا.[١][٢]




الاضطرابات النفسية والسلوكية الشائعة عند المراهقين

إليك أبرز الاضطرابات النفسية والسلوكية الشائعة عند المراهقين وكيفية التعامل معها:


1. الاضطرابات العاطفية

الاضطرابات العاطفية تنتشر بكثرة بين المراهقين، وأكثر هذه الاضطرابات انتشارًا هي القلق والخوف، والتي قد تؤثر بشكل كبير على المراهق من الناحية المزاجية، فتارة يكون مسترخيًا وتارة عصبيًا، كما أنها قد تُقلل من التحصيل الدراسي وتزيد من العزلة،[٣] ومن الاضطرابات العاطفية الأخرى: اضطراب الهلع، وقلق الانفصال، والرهاب الاجتماعي، والرهاب النوعي، والوسواس القهري، والاكتئاب.[٤]


2. الاضطرابات السلوكية التخريبية

تندرج عدة تغيرات تحت مُسمى الاضطرابات السلوكية التخريبية، وأبرزها: التعرض لنوبات الغصب، ونقص الانتباه وفرط الحركة، والعناد على أبسط الأمور، وهذه السلوكيات لها آثار سلبية على المراهق والأسرة والمجتمع عمومًا، ويجب التعامل معها بكل هدوء، وفقًا للبيئة التي يعيش بها المراهق، إذ لا توجد آلية مُحددة للتعامل مع هذا النوع من الاضطرابات، لذا يُفضل استشارة الطبيب وأخصائي السلوك في هذا الشأن، خاصةً إن كانت الاضطرابات مبالغاً بها.[٤]


3. اضطرابات الأكل

تعد اضطرابات الأكل، وأكثرها شيوعًا: فقدان الشهية العصبي والشره المرضي، من الاضطرابات النفسية والسلوكية التي تؤثر بشكل كبير في المراهق نفسه، تتضمن سلوكًا غير طبيعي في الأكل، مصحوبًا في معظم الحالات بمخاوف بشأن وزن الجسم وشكله، لذا فإنها تأتي مع مخاطر نقص التغذية أو السمنة، لأسباب مثل التجويع الذاتي ورفض الأكل من أجل إنقاص الوزن في بعض الحالات، أو تناول كميات كبيرة جدًا من الطعام، ثم تحفيز التقيؤ للتخلص من السعرات الحرارية في حالات أخرى، وهذا الأمر يتبعه مضاعفات خطيرة من ناحية الإصابة بالأمراض الجسدية، بدءًا من فقر الدم وصولًا إلى الأمراض العقلية التي قد تنتهي بالانتحار.[٣][٤]


4. اضطراب الوسواس القهري

يتميز الوسواس القهري بمجموعة من الأفكار والأفعال التي لا يُمكن السيطرة عليها، ومثال هذه الأفعال الانخراط الكبير في عملية التنظيف والتعقيم مما يجعل المراهق لا يتقبل أي مكان متسخ ولو قليلًا، خوفًا من الأمراض والجراثيم أو بسبب نفسيته التي لا تتقبل هذا الأمر.[٥]


5. اضطراب الذهان

يُعّد الذهان أكثر الاضطرابات النفسية والسلوكية التي تُصيب المراهق في بداية البلوغ، ويشمل الذهان كلًا من الهلوسة والأوهام، وهذا الأمر يُضعف قدرة المراهق على المشاركة بالحياة اليومية، وقد يُقلل من تحصيله العلمي.[٣]


6. اضطراب تعاطي المخدرات

يصبح العديد من المراهقين والشباب مدمنين على المخدرات أو الكحول، ويصابون باضطرابات تعاطي المخدرات، يمكن أن تشمل العلامات الشائعة لاضطراب تعاطي المخدرات لدى المراهقين الوحدة والانسحاب من تجمعات العائلة أو الأصدقاء، وتغييرات مفاجئة في السلوك، وغيرها.[٦]


أسباب الاضطرابات النفسية والسلوكية الشائعة عند المراهقين

الاضطرابات السلوكية والنفسية بين المراهقين من التغيرات الأساسية في حياة الإنسان، لكن استمرارها لمدة طويلة وعدم الانتهاء منها بعد فترة وجيزة من البلوغ يكون ناتجاً من عدة مُسببات، تتمثّل في الآتي:[٥]

  • عدم الثقة بالنفس.
  • قلة الرعاية من قِبل الوالدين فيما يخص الإرشاد والتربية، فالعديد من الأهل يعتقدون أن الطفل والمراهق فقط يحتاج إلى المسكن والطعام والتعليم، وهذا خاطئ، فالإرشاد والنصيحة هم أساس التربية السوية.
  • التعرض لمواد سامة في الطفولة، لذا يجب عدم إهمال الأمر في حال حدوثه وكأنه أمر عادي.
  • تناول المخدرات في مرحلة الطفولة، قد يكون هذا الأمر نادراً لكنه موجود.
  • عدم وجود ارتباط عاطفي بين المراهق والأسرة.
  • التأثر بالأصدقاء واتباعهم بسلوكياتهم.


كيفية علاج الاضطرابات النفسية والسلوكية عند المراهقين

بدايةً يجب العلم أن العلاج يعتمد على عدة عوامل أبرزها: عمر المراهق، وشدة الاضطرابات، ومدى استجابة المراهق للعلاج، وبعد تقييم الحالة من الطبيب وأخصائي السلوك، فإن العلاج قد يتضمن الآتي:[٧]

  • العلاج النفسي والسلوكي: هذا النوع من العلاج يهدف إلى مساعدة المراهق على تعلم طرق التعبير عن الذات بطرق سوية وأخلاقية بعيدًا عن العنف والغضب والقلق، وهذا النوع من العلاجات قد يحتاج للأسرة كأحد أطراف العلاج؛ فالأسرة تُساهم في تحسين تفاعل المراهق.
  • العلاج بالأدوية: هذا العلاج يتم اللجوء له في حال كان الاضطراب شديدًا، ولم تتم السيطرة عليه بالعلاج السلوكي، ولا يوجد دواء محدد للحالة، وإنما يوجد العديد منها، بحيث يختلف باختلاف التشخيص والاضطراب.

المراجع

  1. "Stages of Adolescence", healthychildren. Edited.
  2. "Adolescent development and participation", unicef. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Adolescent mental health", who. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Behavioural and emotional disorders in childhood: A brief overview for paediatricians", ncbi.nlm.nih.. Edited.
  5. ^ أ ب "5 Most Common Behavioral Issues", greaterlowellpsychassoc. Edited.
  6. "5 COMMON MENTAL HEALTH DISORDERS AMONG TEENS", turnbridge, Retrieved 10/5/2022. Edited.
  7. "Mental Health and Conduct Disorder", webmd. Edited.