غالبًا ما ينبع الخوف من الهجر من تجارب مُتعبة نفسيًّا حدثت في سنّ الطّفولة،[١] ولكن كيف يُمكن علاج هذا الخوف؟ وهل يمكن التّغلب عليه؟


أسباب الخوف من الهجر

يعزو علماء النفس الخوف من الهجر إلى التجارب والمعتقدات والمفاهيم التي استوعبها الشّخص في سنّ الطّفولة، إذ إنّ الطفل الذي يُحرَم من الرّاحة، والطمأنينة، والمودة، والعاطفة، والحُب، لن يثِق في ديمومتها عُمومًا عندما يكبُر، وسيخاف دائمًا من أن يتخلّى عنه أحد، أو يُهمله الشّخص الذي يُحبّه، أو يتوفى أحد أفراد أسرته،[٢] وفيما يأتي سنُوضّح العوامل التي تزيد من الشّعور بالخَوف من الهجر:


المُعاناة من أحد الاضطرابات النّفسية

يظهر الخوف من الهجر بشكل متكرر وملحوظ في العديد من حالات الصحة النّفسية، بما في ذلك اضطراب الشخصية الحدية (BPD) واضطراب القلق من الانفصال.[٢]


الهَجر من قبل الوالدين في سن الطّفولة

يخشى الأشخاص البالغون أحيانًا الهجر لأنهم عانوا منه أثناء طُفولتهم، وهذا الهَجر قد يحدُث عندما يترك الوالدان أطفالهم بأي شكل، أو ينفصلون، أو يتوفّون، أو غيرها.[٣]



الطّفل الذي لا يحظى بالحنان من قبل والديه في الصّغر سيشعُر بالخوف من أن يهجره الآخرين دائمًا.




التعرض للإهمال أو الإساءة في سن الطّفولة

عندما يتعرّض الطّفل لسوء المعاملة من مُعلّميه أو الأشخاص الذين يرعونه في المنزل أو الحضانة، أو إذا شهِد على سلوكيات مخيفة يمكن أن تكون مؤلمة أو تسبب القلق له، سيزداد شُعور الخَوف من الهجر لديه في المستقبل.[٣]


المُرور بأكثر من تجربة مُؤلمة

يُؤثّر المُرور في أكثر من تجربة سابقة مُؤلمة في مشاعر الشّخص ونفسيّته، لذلك يُمكن لبعض المواقف المُؤلمة مثل وفاة أحد الأحباء، أو انتقال الصّديق المُقرب للعيش بعيدًا، أو انتهاء بعض العلاقات، وغيرها من التجارب المُؤلمة، أن يزيد من فُرصة تطوّر الخوف من الهَجر عند الشخص.[٢]


علاج الخوف من الهجر

يُمكن للشخص الذي يخاف الهَجر أن يُذكر نفسه بالصّفات الإيجابيّة التي تجعله صديقًا وشريكًا جيدًا، ويُمكنه كذلك التّحدث والفضفضة مع الأشخاص المُقربين، وتعزيز العلاقات والصّداقات لتلافي خرابها وزوالها، ولكن في حال لم تُجدِ هذه الأمور نفعًا واستمر الخوف من الهجر بالتّطور دون تحسن، يُمكن الاستعانة بمُعالِج نفسي.[٤]


في العلاج، سيكون الشخص قادرًا على استكشاف السبب الجذري لمخاوفه وتحديد أنماط تفكيره السلبي، إذ سيساعده الطبيب النفسي على استبدال أفكاره السلبية بأفكار صحية وأكثر واقعية، ويمكن أن تمنحه علاقته بالطّبيب النّفسي إحساسًا بوجود علاقة آمنة، كما سيتعلّم كيفية إنشاء حدود صحية في علاقاته، وتجنب السلوكيات التي تُؤثر في العلاقات الصحية.[٥]


من أنواع العلاج النّفسي التي تُساعِد في حالات الخوف من الهجر:[٢]

  • العلاج السلوكي المعرفي.
  • العلاج باللعب (الألعاب تجذب الأطفال في العلاج النفسي).
  • العلاج القائم على التعلق.
  • العلاج السلوكي لوحده.


المراجع

  1. fear often stems from,by others later in life. "Abandonment", goodtherapy, Retrieved 29/11/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Understanding Fear of Abandonment", verywellmind, Retrieved 29/11/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "What to know about abandonment issues"، medicalnewstoday، اطّلع عليه بتاريخ 29/11/2022. Edited.
  4. "What Is Fear of Abandonment, and Can It Be Treated?", healthline, Retrieved 29/11/2022. Edited.
  5. "Abandonment Issues: Symptoms and Signs", webmd, Retrieved 29/11/2022. Edited.