يُعد اضطراب الشخصية الحدية أحد أنواع اضطرابات الشخصية، ويظهر عادةً على المصاب خلال فترة المراهقة أو بداية مرحلة البلوغ، ولكن غالبًا ما تقل شدة الأعراض بمرور الوقت،[١] وفي هذا المقال سنتعرف على هذا الاضطراب وأعراضه، بالإضافة إلى أسباب حدوثه وطرق علاجه.
اضطراب الشخصية الحدية
يُمكن تعريف اضّطراب الشَّخصيَّة الحدية (Borderline Personality Disorder) على أنّه اضطراب مُعقد ينجم عنه صعوبة في التحكم في العواطف والمشاعر، والذي ينعكس سلبًا في الثقة بالنفس والقُدرة على تكوين علاقات شخصيّة صحيّة، وقد يؤدي بهم الحال في بعض الأحيان إلى إيذاء أنفسهم.[٢]
أسباب اضطراب الشخصية الحدية
لا يُوجد سببٌ واحد لحدوث اضطراب الشخصية الحدية؛ إذ يُعتقد أنّه يحدث نتيجة عددٍ من العوامل، مثل:
العوامل الوراثية
بينت بعض الدراسات التي أجريت على التوائم والعائلات إلى أن اضطراب الشخصية الحدية قد يكون موروثًا، كما يُعتقد أنّه يرتبط بوجود قريبٍ مصابٍ بأمراضٍ نفسية أخرى.[٣]
العوامل البيئية
إذ يُعتقد أنّ البيئة التي نشأ فيها المصاب لها دورٌ في إصابته باضطراب الشخصية الحدية، مثل:[٤]
- التعرّض للتعنيّف، سواء الجسدي، أو العاطفي أو الجنسي.
- التعرّض للضغط النفسي والتوتر أو الخوف لمدة طويلة خلال مرحلة الطفولة.
- سوء معاملة الوالدين؛ كتعرّض المصاب للتجاهل من قبل أحد والديه أو كلاهما.
- معاناة أفراد العائلة من الآتي:
- الاضطرابات النَّفسيّة كاضطّراب ثنائيّ القطب.
- الإدمان على الكحول.
- تعاطي المخدرات.
الاضطرابات الدماغية
يُعتقد أنّ هذا اضطراب الشخصية الحدية يرتبط بحدوث بعض التغيرات في مناطق معينة من الدماغ، والتي تكون مسؤولة عن تنظيم المشاعر، والاندفاع والعدوانية، بالإضافة إلى علاقته بحدوث خللٍ في مواد كيميائية معينة في الدماغ كالسيروتونين مثلًا، وتُعد هذه المواد مسؤولةً عن تنظيم الحالة المزاجية.[٣]
أعراض اضطراب الشخصية الحدية
يعاني المصاب بهذا الاضطراب من الأعراض الآتية:[٥]
- يشعر برعبٍ وخوف من الوحدة والفقدان.
- يبذل جهدًا كبيرًا لتجنب أي الفراق وانتهاء علاقاته، سواء أكان هذا الفراق حقيقيًا أو متخيلاً.
- تكون علاقاته الشخصية غير مستقرة بصورة متكررة.
- يتصرف باندفاعٍ، وقد يؤذي نفسه بصورة متكررة.
- يُواجه صعوبة في السيطرة على الغضب.
- يشعر بغضبٍ شديد بطريقة غير منطقية ولا تتناسب مع الموقف.
- يشعر بالفراغ بشكلٍ مستمر.
- لا يثق بالآخرين، ويصاحب هذا خوف غير مبرر من نوايا الآخرين.
- تتذبذب مشاعره بين الحب والكراهية في العلاقات الشخصية.
- يُظهر أفكارًا أو سلوكياتٍ انتحارية.
تشخيص اضطراب الشخصية الحدية
في الواقع لا يوجد علامات أو أعراض محددة أو اختبار طبي معين يمكن من خلاله تشخيص اضطراب الشخصية الحدية، ولكن قد يقوم الطبيب بعدة مراجعات لتاريخ المصاب الطبي، كما قد يُقابل أقارب وأصدقاء المصاب، أو ربما يُقرر التواصل مع الأطباء المُطّلعين على حالة المصاب، و، وإنما يعتمد التشخيص على قراءات الطبيب لحالة المريض ونتائج المقابلة السريرية للمريض.[٢]
علاج اضطراب الشخصية الحدية
لا يوجد علاج محدد لعلاج أعراض اضطراب الشخصية الحدية، ولكن قد يلجأ الطبيب إلى الطرق العلاجية الآتية:[٢]
- العلاج النفسي:
وهو الخيار الأول في علاج اضطراب الشخصية الحدية؛ فهو يُساعد المصاب على تعلم كيفية التعامل مع عواطفه والسيطرة عليها قدر الإمكان، ويتضمن عادةً:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
- العلاج السلوكي الجدلي (DBT).
- العلاج النفسي الديناميكي.
- بعض الأدوية:
مثل مضادات الاكتئاب وأدوية اضطرابات المزاج، والتي تستخدم عادةً لعلاج تقلب المزاج ومشاكل الشخصية، وقد يتم إعطاء المريض جرعات منخفضة من الأدوية المضادة للذهان لتخفيف مشكلة الإفراط في التفكير.
- الإدخال في مراكز الرعاية المختصة:
ويُمكن اللجوء لهذا الخيار في أوقات الحالات الشديدة التي تتضمن السلوك الاندفاعي أو الانتحاري؛ وذلك لضمان سلامة المصاب.
المراجع
- ↑ "Borderline Personality Disorder (BPD)", my.clevelandclinic, Retrieved 23/11/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Borderline Personality Disorder", nami, Retrieved 28/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Borderline personality disorder", mayoclinic, Retrieved 3/1/2022. Edited.
- ↑ "Causes - Borderline personality disorder", nhs, Retrieved 28/12/2021. Edited.
- ↑ "Borderline personality disorder", mentalhealth, Retrieved 3/1/2022. Edited.