يُعد الرهاب الاجتماعي ثالث أكثر الأمراض النفسية شيوعًا، ويرتبط هذا المرض بإبداء الأطفال ردود فعلٍ غير طبيعية تجاه المواقف الاجتماعية التي يمرون بها، ولكن قد لا يستطيع العديد من الآباء تمييز أعراضه لدى أطفالهم، بل قد يظنون أنّها تصرفات طبيعية، ويُمكن أن يصل الأطفال لسن البلوغ دون أن يتم تشخيصهم بهذا الاضطراب،[١] فما هو الرهاب الاجتماعي؟ وما الأعراض التي يُسببها لدى الأطفال؟

ما هو الرهاب الاجتماعي عند الأطفال؟

يتمثل الرهاب الاجتماعي عند الأطفال بشعورهم بخوفٍ شديد عند التعرّض لمواقف اجتماعية؛ لخوفهم من الحرج والإذلال، فهم لا يُريدون أن يبدو كالحمقى أمام الآخرين، مما قد يجعلهم يتجنبون المواقف الاجتماعية، خاصةً أنّها تسبب لهم القلق والتوتر، بالإضافة إلى العصبية المفرطة، ولهذا قد نجد بأنَّ الأطفال المصابين بالرهاب الاجتماعي قليلي النشاط الاجتماعي، ويملكون عددًا محدودًا من الأصدقاء.[٢]


لماذا يحدث الرهاب الاجتماعي عند الأطفال؟

كما هو الحال مع البالغين؛ لا نعلم أسباب الرهاب الاجتماعي لدى الأطفال الدقيق،[١] ولكن يُعتقد أنّه يرتبط بالعوامل الآتية:[٣]

  • العوامل الوراثيّة:

إذ تزداد احتمالية الإصابة بالرهاب الاجتماعي لدى الطفل في حال كان أحد أفراد عائلته مُصابًا بهذه الحالة، ولكن في الواقع حتى الآن لا تُعرف الآلية الدقيقة لتأثير العامل الوراثي، وما زال الخبراء يجهلون ما إن كانت هذه الحالة مرتبطة بالجينات فعلًا أم بالسلوكيات المكتسبة من العائلة.

  • العوامل البيئية:

فقد يكون ناجمًا عن تعرّض الطفل لموقفٍ ما، أو قد يكون مرتبطًا بسلوكٍ تعلمه الطفل من البيئة التي نشأ فيها.

  • بنية الدماغ:

ثمّة جُزء في الدماغ يُطلق عليه اللوزة (Amygdala)، وقد تؤدي زيادة نشاط اللوزة الدماغية عند بعض الأطفال إلى الرهاب الاجتماعي.


ما أعراض الرهاب الاجتماعي عند الأطفال؟

إن علامات الرهاب الاجتماعي وأعراضه تبدأ بالظهور بين عمر 8-15 عامًا،[٤] وفيما يأتي مجموعة من أعراض الرهاب الاجتماعي عند الأطفال:[٥]

  • الإفراط في القلق إزاء التعرّض لمواقف اجتماعية تضع الطفل محط أنظار الآخرين وملاحظاتهم وتعليقاتهم على أدائه؛ إذ يعد هذا واحد من الأعراض الأكثر ارتباطًا بالرهاب الاجتماعي عند الأطفال.
  • محاولة تجنب المواقف الاجتماعية قدر الإمكان أو مواجهتها بقلق مفرط وشديد، وقد يكون أحيانًا على شكل:
  • بكاء مستمر عند الطفل.
  • ارتباك شديد عند الكلام.
  • نوبات شديدة من الغضب.
  • استمرار الخوف والقلق المفرط لمدة تتجاوز الـ6 شهور.
  • التصرف بطريقة غير طبيعية؛ حيث يظهر على تعابير الطفل وتصرفاته الخوف والقلق أمام الآخرين.
  • التعلق بأشخاص معينين ومعروفين لديه فقط.
  • إلقاء اللوم على الآخرين والادعاء بأنهم السبب وراء فشله الاجتماعي.
  • تدني المستوى الأكاديمي.
  • ظهور بعض العلامات الجسدية مُصاحبةً للمواقف التي تسبب الرهاب للطفل، مثل:
  • ارتعاش الصوت.
  • تسارع دقات القلب.
  • الغثيان.
  • الارتجاف.


كيف يختلف الرهاب الاجتماعي عن الخجل عند الأطفال؟

قد يلتبس على العديد من الآباء التمييز بين شعور طفلهم بالخجل والرهاب الاجتماعي، وفي الحقيقة إنَّ الخجل يتمثل بالهدوء الزائد وعدم الارتياح عند التعامل مع الآخرين، ولكن لا يدفع الخجل الأطفال إلى تجنب المواقف الاجتماعية؛ إذ قد يشعرون بالراحة بعد مرور فترة من التعرض للموقف، على عكس المصابين بالرهاب الاجتماعي؛ والذين يخشون المواقف الاجتماعية ويتجنبون التواجد فيها.[٢]


هل يُمكن علاج الرهاب الاجتماعي عند الأطفال؟

نعم، يمكن علاج الرهاب الاجتماعي عند الأطفال عن طريق العلاج السلوكي المعرفي مثلًا؛ إذ يعتمد على تعليم الطفل كيفية السيطرة على المشاعر والتأقلم مع الظروف المحيطة، وقد تتضمن الخطة العلاجية وصف الأدوية في بعض الحالات؛ مثلًا مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) وحاصرات بيتا.[٤]


كيف يجب التعامل مع الأطفال المصابين بالرهاب الاجتماعي؟

ثمّة عدة نصائح يمكن للأهل الاستعانة بها عند التعامل مع الأطفال المُصابين بالرهاب الاجتماعي، ومن هذه النصائح ما يأتي:[٦]

  • التحدث إلى الطفل عن مواقفٍ اجتماعية سببت لهم الشعور بالرهاب، وكيف تمّت مواجهة هذه المخاوف؛ إذ إنَّ ذلك سيمنح الطفل شعورًا بالراحة للتعبير عن مشاعر الرهاب التي يشعر بها.
  • تجنب التحدث نيابةً عن الطفل؛ لكون ذلك قد يُفاقم الحالة سوءًا.
  • إخبار الجهات التعليمية المسؤولة عن الطفل بحالة الطفل؛ وذلك طلبًا للحصول على الدعم والمساعدة المناسبة.
  • تجنب استخدام العقاب أو تأنبيبه عند شعوره بالقلق والخوف من موقفٍ ما، وإظهار الثقة في كونه سيتخطى الموقف في المرة القادمة.
  • تشجيع الطفل بشكلٍ مستمر على الانخراط في المواقف والأنشطة الاجتماعية المختلفة؛ فالاستسلام للرهاب وتجنب المواقف الاجتماعية سينعكس سلبًا على حالة الطفل.

المراجع

  1. ^ أ ب "Social Anxiety Disorder in Children", very well mind, Retrieved 31/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Pediatric Social Phobia", children's national, Retrieved 31/1/2022. Edited.
  3. "Social anxiety disorder (social phobia)", mayo clinic, Retrieved 1/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Quick Guide to Social Anxiety Disorder", childmind, Retrieved 1/2/2022. Edited.
  5. "How to Help Kids with Social Anxiety", psycom, Retrieved 1/2/2022. Edited.
  6. "Social anxiety in children", raising children, Retrieved 1/2/2022. Edited.