وفق دراسة أُجريت عام 2005م في الولايات المتحدة الأمريكية، تصل نسبة المصابين بالرهاب الاجتماعي أو ما يسمى باضطراب القلق الاجتماعي إلى 12% تقريبًا من مجموع السكان،[١] لذا يُمكن تصنيفه كثالث أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا،[٢][٣] ويتمثل بشعور المُصاب به بالقلق والارتباك عند التعرّض لأي موقف بسيط، وعادة ما يتم الخلط بينه وبين الشعور بالخجل الذي يعتبر أمراً طبيعياً وشائع الحدوث لدى الكثير من الأشخاص في بعض المواقف الحياتية، فما هو الفرق بين الشعور بالخجل والرهاب الاجتماعي؟[٢]




الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي

قد لا يُفرّق العديد بين الخجل والرهاب الاجتماعي ظنًا منهم أنَّ الرهاب الاجتماعي هو صورة من صور الخجل الشديد أو المفرط ولا يعتبرونه مشكلة نفسية، وبالتالي فهم لا يلقون لذلك بالاً، ولا يفكرون بأخذ الاستشارة الطبية أو النفسية، وبشكلٍ عام إنّ الرغبة الشديدة في تجنب التعامل مع الآخرين إضافةً إلى شدة الخوف منهم وإظهار سلوكيات تدل على ضعف الشخصية والارتباك كلها تعتبر من المعايير التي يُمكن من خلالها التمييز بين الرهاب الاجتماعي والخجل، وفيما يأتي مقارنة بينهما:[٤]


الخجل

على الرغم من كون الخجل قد يشكّل إحراجًا للشخص، إلّا أنّ ذلك لا يؤثر بشكلٍ قطعي في قدرته على تكوين علاقات اجتماعية وامتلاكه للأصدقاء، كما أن صفة الخجل لديهم لا تشكّل عائقًا أمام إيجاده طرقًا يمكن من خلالها التغلب على خجله في بعض المواقف وشعوره بالسعادة بشأن ذلك، كما أن خجله لا يعني أنه سيعيش حياة سيئة بالرغم من كونه يشكل عائقاً في بعض المواقف، ومن الممكن أن يتعايش الشخص مع ذلك، ويمكن التمييز الخجل من خلال ما يأتي:[٥]

  • صعوبة تحدث الشخص الذي يعاني من الخجل مع شخص لا يعرفه من قبل.
  • صعوبة إدارة الشخص الذي يعاني من الخجل للأمور، مما يجعله يقع ضمن تحكم الآخرين في الأمور التي تخصّه.
  • صعوبة تحدث الشخص الذي يعاني من الخجل بين مجموعة أشخاص لا يعرفهم.
  • تفضّيل التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية عوضًا عن التواصل وجهًا لوجه.[٦]
  • التعرّق أو احمرار الوجه أو الشعور بالغثيان قبل التحدث أمام مجموعة من الأشخاص.[٦]
  • الشعور بتراجع الخجل بمجرد الشعور بالراحة.[٦]


الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي يعتبر مختلفًا عن الشعور بالخجل، وفيما يأتي بيان لأبرز ما يميز الرهاب الاجتماعي عن غيره:[٥]

  • الشعور بالاكتئاب والحزن والخجل بشكلٍ مبالغ فيه بمجرد القيام بأيّ أمر خاطئ محسوس مهما كان.
  • الشعور الدائم بالسلبية والإحباط المفرط، والذي يجعل الأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي يواجهون عوائق أكبر في الحياة مقارنةً بغيرهم.
  • القلق الشديد والدائم؛ مما يتسبب في بعض الأحيان بحدوث نوبات من الهلع.
  • القلق الشديد قبل الإقدام على فعل أيّ نشاط اجتماعي، فعلى سبيل المثال التفكير في العمل بوظيفة اجتماعية يسبب لأصحاب الرهاب الاجتماعي تفكيراً مقلقاً حتى قبل مباشرة العمل بذلك.
  • التعامل مع أي شخص يسبب الخوف والريبة والشك.


لمعرفة المزيد عن الرهاب الاجتماعي عند المراهقين، انقر هنا.


العلامات والأعراض الجسدية المصاحبة لاضطراب القلق الاجتماعي

يعاني الأشخاص المصابون بالرهاب الاجتماعي من الشعور بالقلق والتوتر عند اضطرارهم لإلقاء خطاب أو الحديث أمام مجموعة من الناس قبل أسابيع أو شهور من ذلك، وقد يعانون من الأرق وصعوبات في النوم نتيجة التفكير الزائد بذلك، إضافةً لمعاناتهم من أعراض شديدة جرّاء هذا القلق الشديد؛ كضيق التنفس، أو تسارع ضربات القلب، أو التعرق الشديد، أو ارتعاش الجسم،[٤] كما يرافق هذا الاضطراب بعض العلامات والأعراض الجسدية، والتي نذكر منها ما يأتي:[٧]

  • الارتجاف.
  • احمرار الوجه.
  • الدوخة.
  • الشد العضلي.
  • الشعور بأنّ العقل فارغًا من أيّ فكرة.
  • اضطراب المعدة أو الغثيان.


المواقف الشائعة التي يخشاها الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي

من أبرز المواقف التي يخشاها الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي ما يأتي:[٨]

  • التحدث في الأماكن العامة.
  • الخضوع للمراقبة أثناء القيام بعمل ما.
  • الشعور بالاهتمام من قبل الأشخاص الآخرين.
  • تناول الأطعمة أو شرب السوائل أمام الناس أو في الأماكن العامة.
  • التعرف على أشخاص جدد أو عند الالتقاء بهم.
  • التعرض للانتقاد من قِبل الآخرين.
  • التحدث بالهاتف.
  • التعرّض للمضايقات.


دواعي زيارة الطبيب

قد يؤدي إبقاء الأعراض دون علاج لفترة طويلة أو دون مراجعة الطبيب إلى تفاقم الشعور بالقلق وتطور الحالة إلى مشاكل أخرى؛ مثل الإصابة بالاكتئاب أو تعاطي المخدرات، وتجدر الإشارة إلى أنه يتوفر علاج فعّال للرهاب الاجتماعي؛ مثل العلاج السلوكي المعرفي والأدوية، لذا تجب مراجعة الطبيب في حالة مواجهة الحالات التالية:[٤]

  • الخوف من التعرّض للمواقف الاجتماعية العادية والرغبة بتجنبها؛ وذلك لكونها تسبب الشعور بالقلق، أو الإحراج، أو الخوف الشديد.[٧]
  • الخلط ما بين الخجل والقلق وعدم التمييز ما إن كان الشخص مصابًا بالرهاب الاجتماعي وليس الخجل، ففي هذه الحالة تجب مراجعة أخصائي الصحة العقلية أو طبيب الأسرة.[٤]


المراجع

  1. "2SOCIAL ANXIETY DISORDER", ncbi, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Just Shy or Social Anxiety Disorder", WebMD, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  3. "What Are Anxiety Disorders?", psychiatry, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Differences Between Shyness and Social Anxiety Disorder", very well mind, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "What is the Difference Between Shyness and Social Anxiety?", calm clinic, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Yes, Introversion and Social Anxiety Are Two Different Things", health line, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Social anxiety disorder (social phobia)", mayo clinic, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  8. "Shyness and social anxiety", The university of Melbourne. Edited.