بين العديد من النّاقلات العصبية المُختلفة في الدّماغ، يُعتَقد بأن التغيرات في النّاقل العصبي المسمّى بهرمون السيروتونين لها علاقة وثيقة بمرض الصّداع النّصفي (Migraine) وحدوثه. فما هي الآلية التي يؤثر بها السيروتونين على الصّداع النّصفي؟[١]

السيروتونين والصّداع النّصفي

يعتبر هرمون السيروتونين قابض طبيعي للأوعية الدّموية وله دور في تثبيط الصّداع النّصفي، مما يعني أنه قد تكون التغيرات في مستوى هرمون السيروتونين سبب في حدوث الصّداع النصفي، حيث إنه وفقاً لما نشرته دراسات عديدة، يُعتَقد بأن الصداع النصفي يحدث بسبب أو بالتّزامن مع نقص مستوى هرمون السيروتونين في الدّماغ،[٢][٣] وأن نقصه يؤدّي إلى تحفيز عصب التوأم الثلاثي (Trigeminal nerve) الذي يُطلق موادّ كيميائية تقوم بتوسيع الأوعية الدّموية وتُسبب الأعراض التالية:[٤][٥]

  • ألم في نصف الوجه.
  • الصّداع.


ويُجدر بالذكر أن للتغييرات الوراثية أو المُكتسبة لمُستقبلات السيروتونين علاقة وثيقة بالصّداع النصفي، ما يعني أنّ تلك التغيرات وتراكمها يؤثران على هرمون السيروتونين والطريقة التي ينقل بها إشارته وتأثيره ومن الممكن أن يكون ذلك سبب من أسباب حدوث الصّداع النّصفي.[٦]


هل لمُضادات الاكتئاب دور في علاج الصدّاع النصفي؟

بالرغم من إثبات الدراسات لوجود علاقة بين السيروتونين والصداع النصفي، إلا أنه ليس من الشائع استخدام مُضادات الاكتئاب التي تنتمي لمجموعة مثبّطات استرداد السيروتونين (SSRIs) مثل حبوب سيبرام (Cipram) أو مثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين (SNRIs) مثل كبسولات دالتكس (Daltix)، كون أنه ما زالت الأدلّة محدودة بالنّسبة لفعاليتهما، ولكن من الأدوية التي أثبتت الدراسات فعاليتها في علاج الصداع النصفي هي حبوب أميرام (Amiram) التي تنتمي لمجموعة مضادّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCA)، حيث إنها فعالة جدّاً في منع الصّداع النّصفي وتستخدم بكثرة لذلك الغرض.[٧][٨]


علاج الصّداع النّصفي

إلى الآن لا يوجد علاج شافي تماماً للصّداع النصفي لكن ما يمكن فعله هو تخفيف الأعراض المرافقة لنوبات الصداع النصفي، بالإضافة إلى فعل ما يمكن أن يقلل من شدة تلك النوبات وتكرارية حدوثها، وذلك عن طريق بعض الأدوية مثل مثبّطات الألم وأدوية أخرى التي يمكن أن ترافقها بعض الأعراض الجانبية ويمكن تلخيصها على النحو الآتي:[٩][١٠]

  • مُسكِّنات الألم مثل:
  • حبوب بروكسين (Proxen)
  • حبوب بروفين (Brufen).
  • حبوب بنادول (Panadol).
  • أدوية أخرى مثل:[٩]
  • حبوب إميجران (Imigran)، حيث تساعد على عكس التغيّرات التي تحدث على الدماغ أثناء نوبة الصّداع النصفي.
  • حبوب كلوبرام (Clopram)، للسيطرة على الغثيان والتقيؤ.
  • حبوب نيورتيك (Nurtec ODT) وهي فئة جديدة من الأدوية تستخدم كخيار أخير لمرضى الصّداع النصفي غير المستفيدين من الأدوية المذكورة أعلاه.
  • حبوب ريه فو (Reyvow) والتي تعتبر أيضا فئة جديدة وكخيار أخير كأدوية الجيبانت لمرضى الصداع النّصفي.



من الضّروري الإشارة إلى عدم تناول أدوية الصداع النّصفي دون استشارة الطبيب بشكل مفرط وعلى مدى طويل، لأنه من الممكن أن يتسبب ذلك بصداع آخر يسمى الصّداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية، لذا يفضّل استشارة الطّبيب لوصف الدّواء الأكثر أماناً لاستخدامه سواء على المدى الطويل أو عند الحاجة.



المراجع

  1. "Serotonin and migraine: biology and clinical implications", pubmed, Retrieved 25/2/2022. Edited.
  2. "Both migraine and motion sickness may be due to low brain levels of serotonin", neurology, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  3. "Serotonin and CGRP in Migraine", NCBI, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  4. "Where Migraines Start: The Trigeminal Nerve", beyondexceptionaldentistry, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  5. "High brain serotonin levels in migraine between attacks: A 5-HT4 receptor binding PET study", sciencedirect, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  6. "Serotonin has an important role in migraines", sciencenews.dk, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  7. is little evidence that,are effective for migraine prevention. "migraine treatment: can antidepressents help? ", mayoclinic, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  8. "Antidepressants for Migraine Headaches", Kaiser Permanente Washington, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  9. ^ أ ب "Everything you need to know about migraine", medicalnewstoday, Retrieved 27/2/2022. Edited.
  10. "New Migraine Medications: Oral Gepants, Ditan Tablet, and More", practical pain management, Retrieved 27/2/2022. Edited.