الفرق بين التوحد والتوحد الافتراضي

ما الفرق بين التوحد والتوحد الافتراضي؟

يُعدّ التوحّد (Autism) من الاضطرابات السلوكيّة العصبيّة، ويتفاوت في طبيعة أعراضه وشدّته من حالة لأُخرى، إلا أنّه يتسبّب بصعوبة تواصل المُصاب به مع من حوله؛ مثل عدم التواصل بالعينين أثناء الحديث مع شخص مُعيّن، بالتزامن مع وجود تصرّفات مُتكرّرة أو ذات نمط مُحدّد؛ مثل ترتيب الألعاب أو الأغراض بطريقة مُعيّنة والشعور بالانزعاج الشديد في حال تبعثرها.^[١]

أما التوحد الافتراضي فهو وصف لاضطراب لوحظ مؤخرًا في الحقيقة، إذ يتسبّب بظهور أعراض شبيهة للغاية بأعراض التوحد على الأطفال الصغار؛ بسبب تأثير الشاشات الإلكترونية بأنواعها المختلفة وخاصة عند استعمالها منذ سن صغير.^[٢]

وقد أكدت الأكاديميّة الأمريكيّة لصغار السّن على ضرورة تجنب استعمال الشاشات الإلكترونية تمامًا للأطفال ممن أعمارهم أقل من سنتين، وتقليل وقت استعمال الأطفال الأكبر سنًا بحيث لا يتجاوز ساعتين يوميًّا، وما يدعم ارتباط التوحد الافتراضيّ بالشاشات هو ارتفاع إصاباته في المُجتمعات الغنيّة مُقارنةً بمجموع الإصابات في المُجتمعات الفقيرة.^[٣]

هل تختلف أسباب الإصابة بكلتا الحالتين؟

نعم، تختلف أسباب الإصابة بينهما، ويمكن توضيحه كالآتي:

التوحد الافتراضي

يُرجّح أنّ التوحد الافتراضيّ ناجم عن التحفيز المُبكّر لدماغ الطفل، ما يتسبّب في اختلال وظائف حيويّة مُختلفة؛ تتضمّن مهارات التواصل واللغة،^[٢] وهو ما يُفسّر تراجع أعراض التوحّد الافتراضيّ بمُجرّد الامتناع عن استعمال الشاشات الإلكترونيّة وانخراط الطفل بأنشطة حيويّة حقيقية بعيدة عن العالم الافتراضيّ؛ مثل اللعب في الحدائق، أو مُشاركة الأهل في أعمال المنزل البسيطة.^[٣]

التوحد

ليس هناك سبب واضح ومُحدّد يُفسّر الإصابة بالتوحّد، ولكن يُرجّح وجود بعض العوامل التي تزيد من احتماليّة الإصابة به، ويُذكر منها الآتي:^[١]

• إصابة أحد أفراد العائلة المُقرّبين بالتوحّد.
• ولادة المُصاب بوزن أقلّ من الحدّ الطبيعيّ.
• تعرّض المُصاب لسموم مُعيّنة أو معادن ثقيلة.
• ولادة المُصاب لوالدين أعمارهم كبيرة.
• الإصابة باضطرابات جينيّة مُعيّنة؛ مثل مُتلازمة الكروموسوم إكس الهشّ.
• تعرّض والدة المُصاب لعدوى فيروسيّة خلال فترة الحمل.
• استخدام بعض الأدوية خلال فترة الحمل مثل دواء حمض الفالبوريك (Valproic acid) والثاليدوميد (Thalidomide).

هل يمكن الشفاء من التوحد والتوحد الافتراضي؟

حتى الآن لا يوجد علاج شافٍ تمامًا للتوحّد، فهو أحد الأمراض المُزمنة التي يتعايش معها المُصابون طيلة عُمرهم، وما تسعى لتحقيقه العلاجات المُتاحة هو تقليل الأعراض وتأثيرها على حياة المُصابين قدر الإمكان، ومُساعدتهم على الانخراط في المُجتمع والعلاقات الاجتماعيّة المُختلفة.^[٤]

في حين أنّ بالإمكان الشفاء وعلاج التوحّد الافتراضي في حال تجنّب استخدام الشاشات الإلكترونيّة، ومُساعدة الطفل على المُشاركة في أنشطة أُخرى تُساعده على بناء المهارات المُختلفة، حتى وإنّ تتطلّب ذلك بعض الوقت أو طلب المُساعدة من الأخصائيّين لتخطّي المُشكلة، وعلى الأرجح أنّ التخلّص منه يزداد صعوبة مع زيادة عُمر الطفل.^[٥]

ملخص المقال

ليس هناك سبب واضح للتوحد، وليس هنالك من علاج شافٍ تمامًا للأعراض المُرتبطة به، وإنّما تهدف علاجاته إلى تقليل تأثير الأعراض على حياة المُصابين قدر الإمكان، أمّا التوحّد الافتراضيّ فهو مُرتبط باستعمال الشاشات الإلكترونيّة للأطفال الصغار، ويُمكن التعافي منه بالامتناع عنها، ومُشاركة الطفل بأنشطة واقعيّة، وقد تستدعي بعض الحالات مُساعدة الأخصائيّين للتعافي التامّ.