قد لا يستطيع الكثير من الناس التفريق بسهولة بين الرهاب والخوف كونهما ناجمين عن التأثيرات الفسيولوجية نفسها، لذا قد يتساءل الكثيرون عن كيفية التفريق بينهما، وهذا ما سيتم الإجابة عليه من خلال هذا المقال.[١]




الفرق بين الرهاب والخوف

يكمن الفرق ما بين الرهاب والخوف بأنّ الخوف شعور طبيعي يحدث في الكثير من المواقف الحياتية، كما أنه يعد شعورًا مهمًا لدرء الشخص عن الدخول في موقفٍ خطير قد يتسبب له بالضرر، بالإضافة إلى أنّ شعور الخوف يمكن السيطرة عليه وإدارته وفقًا للمنطق والعقل بحيث لا يسيطر هذا الشعور على حياتنا وسلوكياتنا.

أما بالنسبة للرهاب (Phobia) فهو نوع من أنواع الاضطرابات المرتبطة بالقلق، بحيث يتحول من مجرد استجابة مؤقتة لبعض المواقف إلى خوف دائم تجاه كل الأشياء، ولا يمكن كبحه أو إدارته كما في الخوف، وفي الواقع العلامة الفارقة للتمييز ما بين الرهاب والخوف هو أنّ الأشخاص الذين يعانون من الرهاب يعانون جسديًا ونفسيًا بسبب اضطرابهم، مما يؤثر في سير حياتهم اليومية.[٢][٣]


الفرق بين الرهاب والخوف بالجدول

فيما يأتي أهم الفروقات والتي يمكن التمييز من خلالها ما بين الرهاب والخوف:[٢]


الخوف
الرهاب
ضروري للبقاء على قيد الحياة.
شديد ومؤثر في القدرة على ممارسة الحياة اليومية.
ناتج بسبب خطر حقيقي.
ناتج عن تهيؤات غير حقيقية.
مؤقت ويزول بعد اختفاء الخطر.
استمراره 6 أشهر كحد أدنى.
شعور غريزي.
اضطراب مكتسب وليس فطري.
إمكانية التحكم فيه والسيطرة عليه.
احتياجه لرعاية طبية ليتم إدارته والسيطرة عليه.
شائع.
يؤثر في نسبة تصل من 8-18% من السكان الأمريكيين.
لا يعد مقلقًا.
يعد مقلقًا.


متى ينشأ الرهاب ويتطور؟

تنشأ معظم أنواع الرهاب في سن الطفولة وغالبًا ما يكون ذلك عند وصول الشخص للسابعة من عمره، ولكن هذا لا يُنافي إمكانية الإصابة بأنواع مختلفة من الرهاب في مراحل متقدمة من العمر، فمثلاُ الرهاب الاجتماعي (Social phobia) ينشأ غالبًا في مرحلة المراهقة والبلوغ، بينما أنواع أخرى من الرهاب كرهاب الخلاء (Agoraphobia) ينشأ عادةً في أوائل العشرينيات، ويجدر على الشخص عند شعوره بأنه مصاب بأحد أنواع الرهاب أن يراجع الطبيب المختص مهما كان العمر، وعدم الانتظار.[٤]


كيف نحدد إذا ما كان الشخص مصابًا بالرهاب؟

يمكن أن نحكم على الشخص إذا كان مصابًا بالرهاب عند رؤيته لخطرٍ ما وكيفية التعامل مع هذا الخطر، فمثلاً عند ركض كلب شرير نحو تجمّع من الناس وشعورهم الطبيعي بالخوف إثرَ الاستجابة للمسبب، وهو الكلب، وإطلاق أجسادهم لهرمون الأدرينالين يعد أمرًا طبيعيًا، ولكن بالنسبة للشخص الذي يعاني من الرهاب فقد يُصاب بذات المشاعر التي شعرها الأشخاص عند ركض الكلب عندهم ولكن دون وجود الكلب، فقد يشعر الشخص المصاب برهاب الكلاب بنفس استجابة الخوف النفسي عند مشاهدته لمقاطع فيديو للكلاب، أو النظر إلى جرو صغير، أو حتى بمجرد التفكير بالكلاب.[٤]

ومن الأمثلة الأخرى على أن الشخص يُعاني من الرهاب هو عدم ذهابه لحفل زفاف صديقه المفضّل بسبب أن الحفل يحتاج إلى السفر حيث أن الشخص يعاني من رهاب السفر، وتجنب الذهاب إلى الطبيب حتى وإن كان ضروريًا بسبب إصابة الشخص برهاب الإبر.[٥]


نصائح للتغلب على الرهاب

فيما يأتي بعض الإرشادات التي يمكن من خلالها التغلب على الرهاب:[٦][٧]

  • المواجهة التدريجية: تتمثل بتعرّض الشخص بشكلٍ تدريجي وتحت إشراف طبي لما يسبب له الرهاب، وتعد هذه الوسيلة أولى الوسائل التي يمكن من خلالها معالجة الرهاب، حيث يمكن ترتيب مخاوف الشخص من الأقل إلى الأكثر، على سبيل المثال إذا كان الشخص يعاني من رهاب الكلاب فقد تبدأ القائمة بوضع الشيء الذي لا يخافه الشخص تجاه الكلب كرؤيته مثلاً، ثم تبدأ الأشياء الأخرى كالوقوف بجوار كلب، أو مداعبته، أو تمشيته، ثم يحاول الشخص مواجهة المدون في القائمة شيئًا فشيئًا حتى يبدأ بالشعور بالراحة، مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه يحتاج لوقت حتى يتمكن من ذلك.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: مثل استخدام طرق محددة للتنفس، أو التحدث مع النفس لتهدئتها، أو تدريبات استرخاء العضلات، حيث يمكن أن يساعد ذلك الأشخاص على الشعور بالراحة والجرأة الكافية لمواجهة المخاوف التي لديهم.
  • التصميم والإرادة: يجب التذكر دائماً أن الجزء الأصعب في التغلب على الرهاب هو اتخاذ قرار القيام بذلك، وكذلك الحصول على الدعم والتدريب المناسبين، وبعد ذلك سيكون مدى سرعة الشفاء من هذا الرهاب مفاجئة في كثير من الأحيان.
  • الالتزام بالعلاج الدوائي: يمكن استخدام بعض الأدوية التي تصرف من قبل الطبيب والتي تقلل من الشعور بالقلق وبالتالي جعل الرهاب أقل إزعاجاً، ومن هذه الأدوية حاصرات البيتا (Beta blockers) والبنزوديازيبينات (Benzodiazapines).[٨]

المراجع

  1. "What’s The Difference Between Fear And Anxiety?", bris bane bulk billing doctor, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Difference Between Fear and Phobia", difference between, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  3. "Differences Between Fear and Phobia Responses", very well mind, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Fear and Phobia: What’s the Difference?", next step, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  5. "Phobias and Irrational Fears", help guide, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  6. "Fear vs. Phobia: What’s the Difference?", the recovery village, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  7. "Fears and Phobias", kids health, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  8. "Common and Unique Fears Explained", Healthline. Edited.