يُعتبر مرض الفصام (Schizophrenia) ومرض تعدد الشخصيات (Multiple Personality Disorder) من أمراض الصحّة العقليّة المعقّدة والّتي يَصعب على الكثير من الأشخاص معرفة الاختلاف بينهما، لما لهما من جوانب مشتركة في الأعراض، ولكن ما الفرق بين كل منهما؟



الفرق بين الفصام ومرض تعدد الشخصيات

يتميز المرضى المصابون بمرض تعدّد الشّخصيّات بأنّهم يمتلكون شخصّيّتين مختلفتين أو أكثر، حيث تتحكّم كلُّ شخصيّةٍ بالمريض بشكلٍ مختلف، كما أنّ لكلّ شخصيّة تاريخٌ، وسماتٌ، وأمورٌ مختلفةٌ عن الأخرى، وكنتيجةٍ لهذا المرض قد يُصيب المريض هذيان وهلوسات في الذّاكرة تجعله يفقد تواصله مع الواقع،[١][٢] أمّا مرضى الفصام فلا يكون للمريض شخصيتين كما هو متداول فهذا خطأ شائع، ولكنّهم يظهرون وكأنهم منفصلون عن الواقع بسبب الأوهام والهلوسات التي يعانون منها، وذلك ما يسبّب مشاكل لهم ولمن حولهم، إذ يؤثّر هذا المرض في طريقة تفكير الشّخص، ومشاعره، وتصرّفاته.[٣]


الفرق في الأسباب

يوجد العديد من الفروقات بين أسباب مرض الفصام وتعدّد الشخصيّات، نذكر أبرزها.


مرض الفصام

يحدث الفصام غالبًا بسبب عوامل وراثيّة وبيئيّة معًا، حيث سنوضّح بعضها هنا:[٤]

  • العامل الوراثي: تزداد فرصة حدوث الفصام إذا ما كان أحد الوالدين أو كليهما مصابٌ به.
  • اختلال التوازن الكيميائي في الدّماغ: قد يحدث الفصام نتيجة حدوث اختلال بأحدِ النّواقل العصبيّة الموجودة في الدّماغ كالدوبامين أو السّيروتونين.
  • العامل البيئي: مثل حدوث صدماتٍ أثناء الولادة، أو سوء التغذية قبل ولادة الطّفل، أو بسبب الإصابة بالتهاباتٍ فيروسيّة، أو عوامل نفسيّة واجتماعيّة.
  • تعاطي المخدرات: حيث وجد العلماء أنّ بعض المواد الموجودة في مادة الماريغوانا المستخرجة من نبتة القنب قد يؤدّي للإصابة بالفصام لدى الأشخاص المعرّضين للإصابة به.


مرض تعدّد الشخصيّات

عادةً ما يتطّور مرض تعدّد الشخصيّات بسبب التعرض لصدمة، وغالبًا ما يحدث ذلك أثناء مرحلة الطّفولة لدى الأطفال الّذين تعرّضوا لاعتداءٍ جنسيّ، أو جسدي، أو عاطفي طويل الأمد، كما أنّه يتطوّر لدى الأطفال المعرضين للتعنيف والذين يعيشون في بيئة منزلية غير صحية، أو ممّن عانوا من الحروب والكوارث الطبيعيّة.[٥]


الفرق في الأعراض

كما الأسباب، يوجد بعض الفروقات في الأعراض الكرافقة لكلا المرضين، ونوضحها فيما يأتي:


مرض الفصام

قد يرافق الإصابة بمرض الفصام ظهور أي من الأعراض الآتية:[٦]

  • الهلوسات والأوهام والتفكيرٌ غير واضح.
  • بُطء الحركة.
  • تغيُّراتٌ في نمط النّوم.
  • قلّة النظافة.
  • تغيّرات في العواطف ولغة الجسد.
  • تراجع الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية.
  • انخفاض الدّافع الجنسي.


مرض تعدّد الشخصيّات

كما ذكرنا سابقًا، يتميّز مرض تعدّد الشخصيّات بوجود أكثر من شخصيّة للمريض، حيث تتحكّم كلُّ منها بالمريض ويكون لها اسمًا، وصفات، وسلوكيّات مختلفة عن الأخرى، كما يشعر المريض عدة أصوات داخل رأسه، وهذه الأصوات هي ما تتحكم به، بالإضافة لذلك يواجه مريض تعدّد الشخصيّات فجواتٍ في ذاكرته وصعوبة في تذكّر الأحداث اليوميّة والمعلومات الشخصيّة.[٧]


الفرق في التشخيص

يختلف مرض الفصام وتعدّد الشخصيّات في طرق التشخيص أيضًا، وذلك ما سنذكره هنا.


مرض الفصام

وفقًا للدّليل التّشخيصي والإحصائي للاضطرابات النّفسيّة وما يعرف اختصارًا بال DSM-5، فإنّ تشخيص مرض الفصام يتضمن وجود علامتين أو أكثر من الأعراض الرّئيسيّة لمرض الفصام كالهلوسة، والأوهام، وتغيّر التعبير العاطفي، إلى جانب استمرار ظهور هذه الأعراض لمدّة شهرٍ على الأقل.[٨]


مرض تعدّد الشخصيّات

يوفّر الدّليل التّشخيصي والإحصائي للاضطرابات النّفسيّة معايير معيّنة لتشخيص مرض تعدّد الشّخصيّات، ومنها:[٩]

  • تواجد شخصيّتين أو أكثر في المريض، تمتاز كلّ منهم بصفات مختلفة وأنماط معيّنة.
  • فقدان للذّاكرة، حيث يُمكن نسيان بعض الأحداث اليوميّة، والمعلومات الشّخصيّة وبعض الصّدمات الّتي مرّ بها المريض في حياته.
  • الشّعور بالضّيق والتوتّر بسبب الاضطراب، ووجود مشاكل في مجالات الحياة المختلفة.
  • لا يعبِّر سلوك المريض المتبّع عن أيّ ممارسات ثقافيّة أو دينيّة طبيعيّة.
  • لا يوجد صلةٌ بين الأعراض الظّاهرة على المريض وأيّ مرضٍ جسديٍّ آخر أو حالةٍ طبيّة.


الفرق في العلاج

وأخيرًا نذكر فيما يأتي بعض من الفروقاتٌ في العلاج بين المرضين:


مرض الفصام

يمكن علاج مرض الفصام عن طريق:[١٠]

  • الأدوية المضادّة للذُّهان.
  • العلاج النّفسي.
  • الدّعم الاجتماعي.


مرض تعدّد الشّخصيّات

عادةً ما يُعالج مرض تعدّد الشّخصيّات من خلال اللجوء لاستخدام العلاج الكلامي (بالإنجليزيّة: talk therapy)، بالإضافة إلى:[١٠]

  • العلاج المعرفي السّلوكي.
  • إعادة المعالجة عن طريق حركة العين وإزالة التحسّس، وهو أحد العلاجات النّفسية المستخدمة عند حدوث الصّدمات.
  • الأدوية المضادّة للاكتئاب.

المراجع

  1. "Dissociative Identity Disorder (Multiple Personality Disorder)", clevelandclinic, 20/8/2021. Edited.
  2. "Dissociative Identity Disorder (DID) vs. Schizophrenia: What’s the Difference?", psychcentral, 20/8/2021. Edited.
  3. "Schizophrenia", NIH, 20/8/2021. Edited.
  4. "Understanding the symptoms of schizophrenia", medicalnewstoday, 20/8/2021. Edited.
  5. "Dissociative disorders", mayoclinic, 20/8/2021. Edited.
  6. "Schizophrenia", rethink, 20/8/2021. Edited.
  7. "Dissociative Disorders", nami, 20/8/2021. Edited.
  8. "Schizophrenia", clevelandclinic, 20/8/2021. Edited.
  9. "Dissociative Identity Disorder (Multiple Personality Disorder)", WebMD, 20/8/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "The Difference Between Dissociative Disorder and Schizophrenia", verywellmind, 20/8/2021. Edited.