ما هي الهلوسة السمعية

الهلوسة السمعية (Auditory hallucination) هي أكثر أنواع الهلوسات شيوعاً، وتتمثل بسماع الشخص لأصوات لا يستطيع الآخرون سماعها، وقد تنطوي هذه الأصوات على إطراء، أو انتقاد، أو أوامر لفعل شيء معين، فيبدو من الخارج وكأن الشخص يجري محادثات مع هذه الأصوات، أو قد تقتصر على سماع صوت معين مثل الموسيقى أو خطوات أقدام، وبالرغم من أنها تجربة مقلقة، إلا أن بعض الأشخاص يعتادون عليها تدريجياً بحيث تصبح جزءاً من حياتهم.[١][٢]


هل تعني الهلوسة السمعية وجود مشكلة نفسية؟

ليست كل حالات الهلوسة السمعية مرتبطة بالأمراض النفسية، حيث إن 10-40% من حالات الهلوسة السمعية تصيب الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض نفسية، فقط عندما تتكرر هذه الحالات بشكل مقلق، تصبح مراجعة الطبيب واجبة.[٣][٤]


أسباب الهلوسة السمعية

أهم أسباب الهلوسات السمعية هي:[٥][٦]

  • أمراض نفسية: حيث تكثر الهلوسة السمعية بين المصابين بأمراض الذهان، خاصة الفصام، حيث وجدت إحدى الدراسات أنها تصيب 75% من الأشخاص المصابين بالفصام، وما يقارب 20-50% من الأفراد المصابين باضطراب ثنائي القطب، و10% من المصابين بالاكتئاب، كما أنها لوحظت في 40% من المصابين باضطراب ما بعد الصدمة.
  • الحمى الشديدة والالتهابات: خاصة التهابات الدماغ والسحايا.
  • تناول المشروبات الكحولية: إذ تسبب هلوسات سمعية، خاصة عند الإفراط في تناولها.
  • تعاطي المخدرات، مثل: الحشيش (Cannabis)، والجوكر (Joker)، والإكستاسي (LSD)، والأمفيتامين (Amphetamines).
  • مشاكل النوم: حيث إن الشخص الذي يعاني من الأرق أكثر عرضة للهلوسة السمعية.
  • طنين الأذن: لا تعتبر بحد ذاتها هلوسة سمعية، ولكن في حال كان الشخص مصاباً بالاكتئاب، قد يتحول الطنين إلى أصوات مختلفة.
  • مرض ألزهايمر: خاصة في الحالات المتقدمة.
  • الصداع النصفي: بعض الأشخاص يسمعون أصواتاً قبل حدوث نوبة الصداع النصفي.
  • الصرع: حيث إن زيادة الشحنات في المناطق المربوطة بجهاز السمع يؤدي لسماع طنين أو أصوات أخرى لدى المصاب.
  • أورام الدماغ: لا تدل الهلوسات السمعية على وجود أورام في الدماغ، ولكن في حال وجود الأورام في الجزء المسؤول عن السمع، قد تحدث هلوسات سمعية.
  • الخمول الشديد في الغدة الدرقية: وهي حالة نادرة جداً يصل فيها مستويات هرمون الغدة الدرقية لمستويات منخفضة جدا، مسببة هلوسات سمعية وقد تؤدي لغيبوبة.



  • الفصام: أكثر الأمراض العقلية تسبباً بالهلوسات السمعية والبصرية التي تؤثر في حياة المصاب اليومية، بالإضافة للاضطرابات المزاجية والذهان.
  • اضطراب ثنائي القطب: اضطراب عقلي ينطوي على إصابة الشخص بتقلبات مزاجية شديدة يصاحبها هلوسات سمعية وبصرية.
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): اضطراب يحدث بعد المرور بحالة صدمة مثل الحروب والكوارث الطبيعية، أو حتى اجتماعية مثل الطلاق والوفاة، فيشعر المصاب بهذا الاضطراب بالقلق الدائم، والذكريات السيئة، والهلوسات السمعية والبصرية، ويكون دائم الانزعاج والغضب.




تشخيص الهلوسة السمعية

يبدأ الطبيب النفسي عادة بسؤال المصاب عن الأعراض التي يعاني منها وتاريخه الطبي، ثم يطلب من المريض الإجراءات التالية وفقًا لما يعتقد أنّه قد يكون السبب، إذ إنّه من المحتمل أن تكون الهلوسة السمعية ناجمة عن حالة طبية، يمكن الكشف عنها بالتالي:[٥][١]

  • مخطط كهربية الدماغ (EEG): يتحقق هذا الفحص من إصابة الشخص بالصرع، عن طريق قياس الإشارات الكهربائية.
  • فحص السمع: يكشف عن طنين الأذن أو فقدان السمع.
  • تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): للكشف عن أورام الدماغ أو السكتات الدماغية.


علاج الهلوسة السمعية

يعتمد علاج الهلوسة السمعية على معالجة السبب، وغالبًا يضع الطبيب خطّة علاجية تتضمن الدعم الاجتماعي للمصاب إلى جانب الأدوية، وتشمل ما يأتي:[٥][١]

  • الأدوية المضادة للذهان: حيث يشيع استخدام هذه الأدوية لحالات الهلوسات السمعية، كما يمكن وصف أدوية إضافية معها بحسب حالة المصاب، مثل مضادات الاكتئاب، ومثبتات المزاج.
  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): ويعد من العلاجات الفعالة المساهمة في تقليل شدة الهلوسة السمعية، حيث يتم تعليم المريض التحكم بأفكاره ومشاعره وبالتالي سلوكه تجاه نفسه، ومن حوله.
  • التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (rTMS): يساعد هذا العلاج على حل مشكلة الهلوسة السمعية، عن طريق تحفيز الدماغ باستخدام موجات كهرومغناطيسية؛ لتغيير النشاط العصبي للدماغ، وبذلك تساهم في تقليل أو حل مشكلة الهلوسات السماعية.




بعض حالات الهلوسة السمعية لا تتطلب علاجًا، ويمكن أن يتعايش المصاب معها إذا كانت لا تؤثر سلباً على سير حياته، ولا توجهه لإيذاء نفسه أو الآخرين.




هل هناك علاقة بين الهلوسة السمعية والذهان؟

قد يخلط الناس بين مفهوم الهلوسة السماعية ومفهوم الذهان (Psychosis)، ويعرّف الذّهان بأنه انفصال المريض عن الواقع،[٧] ويمكن تمييز الهلوسة السمعية التي تحدث للمصابين بالذهان كالآتي:[٨]

  • التكرار المفرط للهلوسة السمعيّة.
  • سماع الأصوات تأتي من الخارج وليس داخل الرأس.
  • تكون الأصوات بلغة معقدة وغير مفهومة.
  • حدوث استجابة عاطفية أكبر لهذه الأصوات لدى المصاب.
  • اعتقاد المصاب بأن الآخرين يشاركونه سماع الأصوات.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "What Are Hallucinations?", verywellmind, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  2. "Hallucinations and hearing voices", nhs, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  3. "Hallucinations and hearing voices", healthywa, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  4. "Auditory Hallucinations in Psychiatric Illness", psychiatrictimes, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Why Am I Hearing Things That Aren’t There?", webmd, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  6. "Auditory Hallucinations", ncbi.nlm.nih, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  7. "What is Psychosis?", nimh.nih, Retrieved 26/8/2021. Edited.
  8. "Auditory Hallucinations in Psychiatric Illness", psychiatrictimes, Retrieved 20/8/2021. Edited.