الفزع أثناء النوم (Sleep terrors)، أو الخوف الليلي (Night terrors)، هو الاستيقاظ بخوفٍ شديد خلال الساعات الأولى من الخلود إلى النوم. وهي حالةٌ مُزعِجة جدًا تؤدي إلى إصابة الطفل بالرعب والانزعاج الذي يصعب تهدئته. ويشار إلى أن الخوف أثناء النوم يختلف عن الكوابيس. [١]
كما يُذكَر أن هذه الحالة شائعة جدًا بين الأطفال، إذ إن نحو 5% من الأطفال يعانون منها، وهي عادةً ما تصيب الأطفال في سن ما قبل المدرسة أو في المرحلة الدراسية الابتدائية. وعادةً ما يشفى معظم الأطفال المصابين بهذا الخوف عندما يكبرون، وهذه الحالة لا تؤثر في نموهم الجسدي أو العقلي، ولا تسبب مضاعفات طويلة الأمد. وسنتعرف في هذا المقال على مزيد من المعلومات في بحث عن الفزع أثناء النوم للأطفال. [١]
أسباب الفزع أثناء النوم للأطفال
يُصنَّف الفزع أثناء النوم ضمن اضطرابات الخطل النومي (Parasomnia) المعروفة بأنها سلوكيات أو أحاسيس مزعجة تحدث أثناء النوم،[٢]ويعود السبب وراء حدوث الفزع أثناء النوم للأطفال إلى حالة من الإثارة تحدث في أعمق مراحل النوم، وبالتحديد خلال مرحلة نوم حركة العين غير السريعة (Non-rapid eye movement - NREM) التي قد يحدث خلالها المشي أثناء النوم أيضًا. [٢]
عوامل خطر الفزع أثناء النوم للأطفال
من الأمور الواجب ذكرها في بحث عن الفزع أثناء النوم للأطفال هي العوامل التي تزيد احتمال الإصابة به، ويمكن تقسيم هذه العوامل إلى هذين القسمين: [٢]
عوامل متعلقة بحياة الطفل اليومية
وتشمل أبرز هذه العوامل الآتي: [٢]
- التعرُّض إلى الحرمان من النوم أو إلى الإرهاق الشديد. [٢]
- مواجهة الضغوط النفسية. [٢]
- حدوث تغيُّرات في نظام النوم، من ذلك السفر وغيره. [٢]
عوامل متعلقة بصحة الطفل
ومن هذه العوامل الآتي: [٢]
- وجود اضطرابٍ تنفسي يتعلَّق بالنوم، وأبرز هذه الاضطرابات انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم (Obstructive sleep apnea). [٢]
- الإصابة بمتلازمة الساق المتململة (Restless leg syndrome). [٢]
- ارتفاع درجات الحرارة. [٢]
- المعاناة من اضطراباتٍ مزاجية، منها الاكتئاب والقلق.[٢]
- استخدام أدوية معينة. [٢]
تشخيص الفزع أثناء النوم للأطفال
عند إجراء بحثٍ عن الفزع أثناء النوم للأطفال، يجب التطرّق إلى كيفية تشخيصه، إذ تتضمَّن الأساليب المستخدمة في ذلك الآتي: [٣]
الفحص السريري
يهدف هذا الفحص إلى التحقق من وجود أمراض أو مشكلات عضوية لدى الطفل أدت إلى إصابته بالفزع أثناء النوم. [٣]
التاريخ المرضي
وذلك لمعرفة الأعراض التي يعاني منها الطفل وما إن كان أحد أفراد عائلته يعاني أيضًا من اضطرابات النوم، كما قد يطلب الطبيب من أحد الوالدين تعبئة استبانةٍ للإجابة فيها عن أسئلة محددة عن الطفل وما لديه من أعراض. [٣]
اختبار تخطيط النوم (Polysomnography)
يتطلَّب إجراء هذا الاختبار المبيت لليلةٍ في مختبر النوم، إذ يتمّ ربط أجهزةٍ معينة في الجسم أثناء النوم بهدف مراقبة علاماتٍ محدَّدة وتسجيلها ليطلع الطّبيب عليها.[٣] وتشمل هذه العلامات الآتي:
- الموجات الدماغية (Brain waves).[٣]
- مستويات الأكسجين في الدم. [٣]
- معدل ضربات القلب. [٣]
- معدلات التنفس. [٣]
- حركات العينين والساقين. [٣]
علاج الفزع أثناء النوم للأطفال
يتعافى معظم الأطفال من الفزع أثناء النوم عندما يكبرون، لكن إن كانت حالة الفزع تتكرر لدى الطفل عدة مرات في الليلة الواحدة أو تحدث في ليالٍ كثيرة، فعندها يجب عرضه على الطبيب. [٤]وذلك للتحقق من سّبب الفزع أثناء النوم، فعلى سبيل المثال، قد تكون لوزتا الطفل كبيرتي الحجم، مما يسبب له تقطع النفس وهو نائم، الأمر الذي يزيد احتمالية حدوث الفزع أثناء النوم لديه، وعندها يتحقق العلاج باستئصال اللوزتين. [٤]
ما دور الأهل في علاج الفزع أثناء النوم للأطفال؟
ما على الأهل عمله عند إصابة الطّفل بالفزع أثناء النوم، فهو عدم إيقاظه من النوم،[٤]ويّشار إلى أن الطفل عادةً لا يتذكر ما أصابه من فزع في اليوم التالي، لكن على الأهل التحدث معه بلطف بشأنها للتعرف على ما إن كان شيء ما يزعجه ويؤدي إلى حدوث الفزع أثناء نومه. [٤]