ترتبط مرحلة المراهقة بالعديد من التحديات، وتعد مرحلة حاسمة لنمو وتطور المراهق كما أنها تؤثر بشكل كبير على صحته النفسية. ومع بلوغ المراهق، فإنه يبدأ في قضاء المزيد من الوقت مع أصدقائه ومحاولة استكشاف الهدف والغرض من حياته، كما أنه يبدأ بتشكيل هويته الشخصية والميل نحو الاستقلالية، ويعد مروره بكل تلك التجارب أمرًا حاسمًا لتطوره، فقد تؤثر التحديات التي تحدث في سن المراهقة على الصحة النفسية للمراهق، كما قد ينشأ عن هذه التحديات آثار نفسية قد تستمر لفترة طويلة، فما هي تحديات سن المراهقة وتأثيرها على الصحة النفسية؟ ستجد الإجابة في هذا المقال.
تحديات سن المراهقة وتأثيرها على الصحة النفسية
قد يمر المراهق بتحديات كثيرة، وتشمل هذه التحديات:
- ضغوطات وصعوبات مرتبطة بالتوافق والتعامل مع أقرانه واستكشاف هويته الخاصة.
- تحديات بسبب وسائل الإعلام والمعايير المرتبطة بالمجتمع التي تعمل على التأثير على واقع المراهق وتطلعاته وتصوراته المرتبطة بالمستقبل.
- تحديات مرتبطة بواقع الحياة بالمنزل وطبيعة علاقته مع والديه، وتؤثر كل من التحديات المتعلقة بجودة الحياة بالمنزل وتلك المرتبطة بطبيعة علاقة المراهق مع أصدقائه على صحته النفسية.[١]
ومن الجدير ذكره أن بعض المراهقين قد يكونون أكثر عرضة لحدوث مشكلات نفسية ناجمة عن تحديات سن المراهقة، وذلك نظرًا لظروفهم المعيشية السيئة أو معاناتهم من التمييز أو قلة الخدمات، كما أن معاناة المراهق من مرض مزمن أو اضطراب طيف التوحد أو أي إعاقة فكرية أو حالة عصبية سيشكل تحدياً إضافياً كبيراً على المراهق إن وُجد.[١]
أمراض نفسية شائعة في سن المراهقة
تشمل:
1. الاضطرابات العاطفية
تعد الاضطرابات العاطفية أمرًا شائع الحدوث في مرحلة المراهقة وتشمل هذه الاضطرابات: اضطرابات القلق والاكتئاب التي تتشارك في الأعراض نفسها بما فيها التغييرات المفاجئة والسريعة في الحالة المزاجية.[١]
وتشكل الاضطرابات العاطفية تحديًا كبيرًا في سن المراهقة، ولها تأثيرات سلبية عديدة حيث تؤثر هذه الاضطرابات على أداء المراهق في المدرسة كما أنها قد تؤدي للعزلة الاجتماعية والتي قد تُفاقم الشعور بالوحدة والانعزال لدى المراهق، كما قد يؤدي الاكتئاب للانتحار.[١]
2. الاضطرابات السلوكية
تكون الاضطرابات السلوكية أكثر شيوعًا بين المراهقين الأصغر سنّا، ويعد اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (Attention deficit hyperactivity disorder) من الاضطرابات السلوكية شائعة الحدوث في مرحلة المراهقة والتي تؤدي لصعوبة التركيز والانتباه عند المراهق وإلى النشاط الزائد، كما أنها قد تسهم في تصرف المراهق دون النظر إلى العواقب، ومن الجدير ذكره أن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ينتشر بنسبة 3.1% بين المراهقين في عمر 10 - 14 سنة، كما أنه ينتشر بنسبة 2.4% بين المراهقين في سن 15 - 19 سنة.[١]
3. اضطرابات الأكل
تعد اضطرابات الأكل أمرًا شائع الحدوث في مرحلة المراهقة وبداية مرحلة الشباب، وهي من أهم تحديات سن المراهقة وتأثيرها على الصحة النفسية، حيث يبدأ المراهق بالاهتمام بوزنه بشكل كبير فتنشأ اضطرابات الأكل التي تشمل: فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa)، والشره المرضي العصبي (Bulimia nervosa)، ولهذه الاضطرابات نتائج خطيرة على المدى البعيد، فقد يؤدي فقدان الشهية العصبي للموت المبكر، إمّا بسبب المضاعفات الصحية الناجمة عنه أو بسبب الانتحار.[١]
4. الذُهان
يعد الذهان من أكثر تحديات سن المراهقة خطورة، وقد تظهر أعراض الذهان عند المراهق في مرحلة البلوغ المبكرة أو في مرحلة المراهقة المتأخرة، وتشمل أعراض الذهان: الهلوسة (Hallucinations)، والأوهام (Delusions)، التي قد تُضعف من قدرة المراهق على المشاركة في أنشطة الحياة اليومية كما أنها تضعف من قدرته على التعلُّم وتؤثر على أدائه الدراسي.[١]
كيفية التعامل مع تحديات سن المراهقة
بعد أن تعرفت على أهم تحديات سن المراهقة وتأثيرها على الصحة النفسية للمراهق عليك معرفة أن التعامل مع تحديات سن المراهقة يتضمن اتباع إجراءات تعزيز الصحة النفسية والوقاية من الأمراض النفسية، والتي تهدف إلى تحسين قدرة المراهق على إدارة وتنظيم مشاعره وإعطائه بدائل للسلوكيات التي قد تشكل خطرًا عليه، كما أنها تهدف لبناء مرونة عند المراهق للتعامل مع المواقف الصعبة عن طريق تعزيز البيئات والشبكات الاجتماعية الداعمة للمراهق.[١]
كما أن هناك بعض النصائح التي قد تسهم في الوقاية من الأمراض النفسية لدى المراهقين، إليك أهمها فيما يأتي:[٢]
- تناول طعامّا صحيًا ومتوازنّا.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء.