ما هي الهلوسة؟

تُعرَّف الهلوسة (Hallucination) بأنها رؤية، أو سماع، أو شم، أو تذوق شيء غير موجود وغير فعلي، وهي من الأعراض التي تحدث بشكل شائع عند الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية، خصوصاً الفصام، لكن حدوثها لا يعني بالضرورة الإصابة بمرض نفسي.[١]


ما هي أنواع الهلوسة؟

تتعدّد أنواع الهلوسة التي يمكن الإصابة بها، وتتفاوت معها الأعراض وفقًا للنوع، ويمكن تفصيلها كما يلي:


الهلوسة السمعية

يسمع فها الشخص أصواتاً غير صادرة عن مصدر خارجي، ولا يسمعها الآخرون المتواجدون في المكان نفسه، وقد تكون على شكل موسيقى، أو كلام، أو أصوات ثابتة، أو طرق على الجدران، وما إلى ذلك.[٢]


الهلوسة البصرية

تنطوي الهلوسة البصرية على رؤية أشياء وأفعال غير موجودة فعليًّا، فعلى سبيل المثال قد يرى الشخص حشرات تزحف على يده أو على وجه شخص آخر وهي في الحقيقة غير موجودة، وبالتالي تتمثل برؤية الأشياء بصورة غير طبيعية، أو رؤيتها تتحرك بطرق غير معتادة، وقد تكون على شكل ومضات من الضوء أو بقع، أو أشكال ذات ألوان زاهية.[٣]


الهلوسة الشميّة

تتمثل الهلوسة الشميّة بإدراك روائح غير موجودة ودون مصدر معروف، ولا يشمها الآخرون، وتكون روائح كريهة في معظم الحالات، مثل: السمك، أو البيض الفاسد، أو البنزين، أو الفضلات.[٤]


الهلوسة الذوقية

وتتضمن الشعور بطعم في تجويف الفم دون وجود أي طعام أو شراب فعليًّا، ويعد هذا شائعًا نسبيًّا، إذ يحدث فيما يقارب 60% من المرضى المصابين بفقدان التذوق بعد تعرضهم للإصابة في الرأس، أو تحسس الجهاز التنفسي، أو الإصابة بأحد الفيروسات.[٥]


الهلوسة اللمسية

يشعر الشخص المصاب بالهلوسة اللمسية بإحساس غير طبيعي بلمس أو حركة على جلده، أو حتى داخل الجسم دون وجود مصدر خارجي وحقيقي.[٦]


هلوسة الموقف

وتسمّى أيضاً الهلوسة الحسية، وتشير إلى شعور الشخص بأحاسيس ومشاعر قد تتضمن شعوره بأنه في مكان مختلف عن مكانه الحقيقي، أو شعور يشبه الطفو، أو الطيران، أو الخروج من الجسم، أو الشعور بأطراف وهمية غير موجودة.[مرجع]


ما هو نوع الهلوسة الأكثر شيوعًا؟

تعدّ الهلوسة السمعية هي الأكثر شيوعًا، يتبعها الهلوسة البصرية، ثمّ الشمية، واللمسية، ومن النادر حدوث الهلوسة الذوقية.[١][٢]


ما أسباب الهلوسة؟

تعددت الأسباب المؤدية للهلوسة، فمنها ما هو مرتبط بأمراض عصبية ونفسية، ومنها ما هو مرتبط بالتعرض لحوادث أو صدمات، بالإضافة إلى مسببات أخرى متعددة، بيانها في ما يلي:[٣][٧]

  • تناول الكحول والأدوية المهلوسة والمخدرة: وهي أدوية تؤثر في طريقة عمل الدّماغ، وطريقة معالجته وإرساله للمعلومات، ومنها ثنائي مثيل التربتامين (DMT)، أو مادة ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (LSD)، أو بعض أنواع الفطر.
  • الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والفصام: والفصام هي حالة نفسية مزمنة تؤثر في طريقة تفكير الشخص وتصرفاته، وتعمل على فصله عن الواقع، والهلوسة.
  • الإصابة بالخرف أو الزهايمر أو الباركنسون: وفي هذه الحالات تكون الهلوسة البصرية هي الأكثر شيوعًا.
  • الصرع: وعادة ما تجد حالات الهلوسة الشميّة هي الأكثر شيوعا لدى المصابين بالصرع.
  • الإصابة بآلام الشقيقة: وعادة ما يعاني المصابين بها من الهلوسة البصرية تتمثل برؤية ألوان غير موجودة في الأفق.
  • تعرّض الدماغ لضربة أو إصابته بالسرطان.
  • وجود مشكلة حسية، مثل: ضعف البصر أو العمى أو فقدان السمع، ومن أشهرها متلازمة تشارلز بونيه، وهي أحد المشاكل الصحية التي تنطوي على رؤية أشياء غير موجودة بالفعل، ويعاني منها عادة الأشخاص ضعاف البصر أو العمي، وتبدو هذه المشكلة واضحة عند التواجد في مناطق ذات إضاءة منخفضة أو عند الاسترخاء.[٨]
  • اضطرابات النوم مثل اضطراب النوم القهري (Narcolepsy): وهو اضطراب يؤدي إلى دخول الشخص في فترات من النوم العميق فجأة، وقد تحدث أثناء النهار.[٩]
  • ارتفاع حرارة الجسم: خاصة لدى الأطفال وكبار السن.[١٠]
  • الإصابة بصدمة كفقدان عزيز: إذ يرى 80% من كبار السن أحبائهم بعد الوفاة خلال الشهر الأول من الحادثة.[١١]


هل يمكن أن تسبب الهلوسة الأذى؟

لا تتسبب الهلوسة بالأذى في معظم الحالات، ولكن في بعض الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي الخوف الناجم عن الهلوسة إلى أفعال أو سلوكيات خطيرة، كأن يمتنع المصاب بالهلوسة الشمية عن تناول الطعام، لظنه أنّه يتعرّض للتسمم.[١٢][١٠]


هل يدل حدوث الهلوسة على وجود مرض نفسي؟

لا يدل حدوث الهلوسة بالضرورة على وجود مرض عقلي أو نفسي، فقد تحدث لأسباب عدة أخرى، إلا أنها شائعة في حالات الفصام، أو اضطراب ثنائي القطب، أو الاكتئاب.[١٣][٧]


هل يمكن أن تحدث الهلوسة عند الأطفال؟

نعم، من الممكن أن تحدث الهلوسة عند الأطفال كجزء من التطور الطبيعي وسعة الخيال، ولكن في بعض الحالات قد تكون دليلاً على مواجهة الطفل لنوع من المشاكل العاطفية أو النفسية، مثل مواجهته لمشاكل في المنزل، أو المدرسة، أو الأصدقاء، وعلى الصعيد الآخر قد تدل على إصابة الطفل ببعض الأمراض الجسدية، مثل الصداع النصفي، أو الحمّى الشديدة، أو مشاكل في الغدة الدرقية، أو الكظريّة.[١٤]


هل يمكن أن يُصاب الشخص بالهلوسة وهو نائم؟

نعم، من الممكن أن يعاني الشخص من الهلوسة أثناء نومه، وتكون تشبه الأحلام، ولكنها لا تثير القلق.[١٥]


تشخيص الهلوسة

في البداية يتحقق الطبيب من الأعراض التي يعاني منها الشخص، ويقوم بإجراء فحص بدني للتأكد من سلامة الأذن في حال الهلوسات السمعية، بالإضافة إلى معرفة التاريخ الطبي للمريض، ونمط حياته، وقد يوصي بإجراء بعض الاختبارات التشخيصية لمعرفة ما إذا كان المسبب وراء الهلوسة عضوي أو نفسي، ومن هذه الفحوصات ما يلي:[١][٣]

  • اختبارات الدم: للتحقق من تناول الشخص للأدوية المهلوسة، أو إصابته بالتسمّم أم لا.
  • مخطط كهربية الدماغ: (EEG) للتحقق من طبيعة النشاط الكهربائي في الدماغ، والتأكد من وجود نوبات صرع كانت السبب في الهلوسة أم لا.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI)، للتحقق من وجود ورم أو أن السكتة الدماغية هي التي سببت هذه الهلوسات.


علاج الهلوسة

لعلاج الهلوسة لا بدّ من تحديد السبب الأساسي الكامن وراءها، وقد يكون العلاج أحد الخيارات التالية:[١٦][٣]

  • الأدوية: يلجأ الطبيب إلى الأدوية في حال كان المريض يعاني من مشكلة صحية عقلية، ويحرص الطبيب دائماً على استخدام أقل جرعة ممكنة للسيطرة على الأعراض، ومن هذه الأدوية ما يلي:
  • أدوية تستخدم لعلاج الفصام، أو تخفيف أعراض الخرف مثل الزهايمر.
  • أدوية علاج الصرع.
  • أدوية علاج الصداع النّصفي.
  • أدوية لعلاج الباركنسون: مثل البيمافانسيرين (Pimavanserin) ومن أسمائه التجارية: ®Nuplazid، ويُستخدم لعلاج الهلوسة والأوهام التي تصيب مرضى الباركنسون.
  • التدخلات النفسية والاجتماعية: يتضمن هذا اللجوء للعلاج النفسي، والأسري، والمهارات الاجتماعية، وتعدّ جزء من علاج المشاكل الصحية العقلية.
  • تقنيات الاسترخاء وتمارين التأمل.
  • العلاج السلوكي المعرفي: وهو ما يساعد على التركيز على إحداث تغييرات في التفكير والسلوك، مما يساعد على التخفيف من أعراضها وأثرها على سير حياة المريض.
  • الجراحة أو العلاج الإشعاعي للأورام التي قد تكون مسؤولة عن الهلوسة.


نصائح للتعامل مع المريض

هناك عدة نصائح يجب اتباعها عند التعامل مع مريض الهلوسة، للتخفيف عنه والوصول إلى أفضل النتائج في العلاج، ولذلك اتبع ما يلي:[١٦]

  • تجنب مجادلة الشخص أو إقناعه بأن ما شعر به ليس حقيقيًّا.
  • عبر عن تفهّمك وتواجدك لطمأنة الشخص.
  • تأكد أن الشخص في مأمن، وذلك بإزالة أي شيء يمكن أن يستخدمه لإيذاء نفسه أو الآخرين.
  • حافظ على هدوئك، فقد يؤدي خوفك أو خوف الشخص إلى قيامه بردود أفعال عنيفة بسبب الهلوسة.
  • تخلص من المحفزات المزعجة، وتجنب المشاهد التلفزيونية العنيفة.
  • حاول إلهاء الشخص، مثل أن تأخذه للذهاب في نزهة على الأقدام، أو تغيير غرفته إلى غرفة أخرى.


متى يجب مراجعة الطبيب بسبب الهلوسة؟

يُفضل أن تذهب إلى الطبيب بعد شعورك بأي هلوسة، حتى لو لم تكن هناك أعراض أخرى، فمن المهم طلب الرعاية الطبية خاصّةً إذا كان الشخص مصاب بمرض قد يسبب هلوسة، وبدأ يعاني من تفاقم الهلوسة أو تغيرات أخرى في المزاج أو السلوك، ويجدر العلم بأنّ ليس كل حالات الهلوسة تتطلب علاجًا، خاصّة عندما تكون حدثًا عرضيًّا لم يتكرر، لكن احرص على استشارة الطبيب للاطمئنان.[٧]


ما الفرق بين الهلوسة والوهم؟

إن الهلوسة كما أشرنا هي إدراك أمور غير حقيقيّة، بما في ذلك سماع أصوات أو مشاهدة أجسام غير موجودة، فتنطوي على المعرفة الحسية، سواء أكان السمع، أو البصر، أو غيرها، ولكن الأوهام تختلف اختلافاً تاماً، إذ تشمل وجود أفكار ومعتقدات غير صحيحة لدى الشخص، فعلى سبيل المثال يصبح لديه اعتقاد أن هناك من يراقبه أو يتابعه، أو يعتقد بأنه شخص غير عادي، أو يمتلك قوى خارقة، أو أنّ هناك شخصاً ما يتحكم بأفكاره، أو يستمع إليه.[١٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "What Are Hallucinations?", verywellmind, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What Are the Different Types of Hallucinations?", health.usnews, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Hallucinations", webmd, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  4. "Olfactory Hallucination", sciencedirect, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  5. "Gustatory hallucinations. Are these taste distortions similar to auditory neuropathy?", tasteandsmell, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  6. "What are tactile hallucinations?", medicalnewstoday, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "What to know about hallucinations", medicalnewstoday, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  8. "Charles Bonnet syndrome", nhs, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  9. "Narcolepsy", mayoclinic, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Everything You Need to Know About Hallucinations", healthline, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  11. "Ghost Stories: Visits from the Deceased", scientificamerican, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  12. "Schizophrenia: Hallucinations and Delusions", psycom, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  13. "Hallucinating", rethink, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  14. "Hearing Voices and Seeing Things", aacap, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  15. "Hallucinations and hearing voices", nhs, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  16. ^ أ ب "Hallucinations", healthgrades, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  17. "What’s the difference between psychosis and schizophrenia?", heretohelp, Retrieved 20/8/2021. Edited.