مر اضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar disorder) بالعديد من مراحل الدراسة والبحوث للوصول إلى تشخيص دقيق وفهم التقلبات المزاجيّة المتعلقة به بشكلٍ كامل، حيث أصبح الآن بالإمكان تحديد علامات وأعراض اضطراب ثنائي القطب، وعلاجه بشكلٍ آمن وفعّال،[١] تابع قراءة هذا المقال لتتعرف على أبرز المعلومات المتعلقة باضطراب ثنائي القطب.
تشخيص اضطراب ثنائي القطب
يخضع الشخص لمقابلة الطبيب المختص بالصحّة العقليّة كخطوة أولى في محاولة تشخيص الإصابة باضطراب ثنائي القطب من خلال تقييم الحالة النفسية، كما يجري الطبيب عدة فحوصات بدنية، أو فحوصات مخبريّة للمساعدة على التشخيص،[٢][٣] وفيما يأتي توضيح لأبرز الاختبارات المستخدمة في تشخيص اضطراب ثنائي القطب.
تقييم الحالة النفسية
يبدأ الطبيب بتقييم حالة المريض النفسية من خلال تعبئة استبيان مخصص للعلامات والأعراض التفصيلية، كما من الممكن أن يستعين الطبيب ببعض أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين لتقديم معلومات حول الأعراض التي يعاني منها الشخص،[٤] كما يجري الطبيب تقييمًا للحالة النفسية في موعد المراجعة، وذلك من خلال طرح بعض الأسئلة، مثل الأسئلة التالية:[٥]
- طبيعة الأعراض التي يعاني منها المريض، وموعد ظهورها لأوّل مرّة.
- المشاعر التي تنتاب المريض قبل وخلال نوبة الهوس أو الاكتئاب.
- وجود أي أفكار حول إيذاء النفس.
- التاريخ الطبي للعائلة، وما إذا كان أيّ أحد من أقارب المريض مصابًا باضطراب ثنائي القطب.
الفحص البدني والفحوصات المخبرية
يخضع المريض لفحص بدني شامل لتقييم الحالة الصحيّة العامّة للشخص، وفحص علاماته الحيوية، بعد تقييم حالته النفسية كما ذكر سالفاً، وذلك لاستبعاد وجود أي مشكلات صحية أخرى قد تتسبّب بظهور الأعراض،[٣][١] كما من الممكن أن تتطلب الحالة إجراء بعض الفحوصات المخبريّة للتأكد من عدم الإصابة بمشكلات صحية أخرى مثل: خمول الغدّة الدرقيّة أو فرط نشاط الغدّة الدرقيّة.[٥]
مخطّط الحالة المزاجيّة
يطلب الطبيب من الشخص الاحتفاظ بسجل يومي لأنماط النوم أو أي عوامل أخرى يُمكن أن تساعد على التشخيص، بالإضافة إلى تعبئة استبيان متعلق بالحالة المزاجيّة وتقلباتها، وذلك للمساعدة على تقييم أعراض الحالة المزاجيّة في موعد المراجعة القادم.[١][٤]
تطبيق معايير اضطراب ثنائي القطب
يجري الطبيب تقييمًا شاملًا للصحّة العقلية في حال استبعاد الإصابة بأي أمراض أخرى، حيث يقوم بتقييم الأعراض وفقًا للمعايير المحدّدة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقليّة (DSM-5) الصّادر عن الجمعيّة الأمريكيّة للطب النفسي، ما يساهم في تشخيص نوع اضطراب ثنائي القطب الذي قد يعاني منه الشخص.[٢][٣]
https://www.psycom.net/bipolar-definition-dsm-5/
هل الفحوصات المخبريّة والتصويريّة فعّالة في تشخيص اضطراب ثنائي القطب؟
في الحقيقة لا يمكن تشخيص اضطراب ثنائي القطب من خلال إجراء الفحوصات المخبرية أو الفحوصات البدنية فقط، بل يتم إجراء هذه الاختبارات للمساعدة على استبعاد المشكلات الصحية الأخرى التي من الممكن أن تتسبب بأعراض مشابهة لأعراض اضطراب ثنائي القطب، مثل: فرط نشاط الغدّة الدرقيّة.[٢][١]
كيف يتم تشخيص الأطفال باضطراب ثنائي القطب؟
تتميز أعراض الإصابة باضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال والمراهقين أنماطًا مختلفةً في كثير من الأحيان، حيث من الممكن ألّا تتناسب مع التشخيص المعتمد في حالات الإصابة لدى الأشخاص البالغين بالرغم من اعتماد معايير التشخيص ذاتها، ما يجعل من تشخيص الحالة أمرًا معقدًا، إذ من الممكن أن يتم تشخيص الأطفال المصابين باضطراب ثنائي القطب في كثير من الأحيان بالإصابة باضطرابات عقليّة أخرى، مثل: الاضطرابات السلوكيّة أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.[٤]
لماذا يتأخّر تشخيص اضطراب ثنائي القطب؟
قد يتأخر تشخيص حالة اضطراب ثنائي القطب لدى بعض الأشخاص لعدة سنواتٍ، ويمكن أن يعزى ذلك إلى أحد الأسباب التالية:[١][٦]
- تشابه الأعراض مع الأعراض الناجمة عن مشكلات أخرى غير الاضطراب ثنائي القطب، مثل: التغيّرات المزاجيّة أو السلوكيّة الناجمة عن استخدام أدوية الستيرويد، أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريّة، أو الإصابة بمرض الزّهري، أو وجود مشكلات في الغدّة الدرقيّة، أو الإصابة بمرض الذئبة.
- عدم إدراك الشخص، أو عائلته، أو أصدقاءه مدى جدية الأعراض التي يعاني منها.
- اعتقاد الطبيب أنّ الشخص مصاب باضطراب مختلف، مثل: الاكتئاب أحادي القطب أو انفصام الشخصية.
عوامل خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب
يعتقد الأطبّاء أنّه يوجد عدّة عوامل قد تُساهم في الإصابة باضطراب ثنائي القطب، بما في ذلك:[٢]
- بنية الدماغ ووظيفته: أشار الباحثون إلى وجود بعض الاختلافات الطفيفة في طبيعة تكوّن الدّماغ أو طريقة عمله لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب.
- عوامل وراثية: تلعب العوامل الوراثية دورًا في الإصابة باضطراب ثنائي القطب، حيث تزداد فرصة الإصابة في حال إصابة أحد أفراد العائلة به.
- التوتر: تؤثر كيفية تعامل الشخص مع التوتر الذي يواجهه في حياته بالإصابة في الاضطراب أو تطوّره، مثل: التوتر في حال التعرض للإصابة بأحد الأمراض، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، أو الطلاق، أو المشاكل الماليّة.
ما علاج اضطراب ثنائي القطب؟
تقسم الوسائل العلاجية المستخدمة في حالات الإصابة باضطراب ثنائي القطب إلى الخيارات التالية:
تغيير نمط الحياة واتباع العلاجات المنزلية
يساهم اتباع النصائح التالية في التحسين من حالة اضطراب ثنائي القطب:[٤]
- اتبع روتين حياة صحيّ: كاتّباع روتين منتظم للأكل، والنوم، والنشاط البدني.
- أقلع عن شرب الكحول أو تعاطي المخدّرات: واحرص على الاستعانة بالأصدقاء والعائلة للمساعدة على ذلك.
- أحِط نفسك بأشخاص ذوي تأثير إيجابي: وذلك لتقديم الدعم والمساعدة عند إصابتك بالتقلّبات المزاجيّة.
- استشر طبيبك قبل استخدام أي أدوية: ويشمل ذلك الأدوية الموصوفة، أو المكمّلات الغذائية، أو الأدوية التي تباع بدون وصفة طبيّة.
- قم بتسجيل يوميّاتك: سواءً الأعراض التي تعاني منها، أو تقلبات الحالة المزاجيّة اليوميّة، أو الأدوية التي تستخدمها، أو أنماط نومك، أو أحداث الحياة اليومية.[٦]
- مارس التمارين الرياضيّة القويّة المنتظمة: مثل: السّباحة، أو الرّكض، أو ركوب الدراجات، فقد تساعد هذه التمارين على علاج الاكتئاب والقلق، وتعزّز النوم بشكل أفضل.[٦]
العلاج الطبّي
تتوفر العديد من الأدوية للمساعدة على استقرار تقلّبات المزاج، وفيما يأتي ذكر لأبرزها:[٥]
- الليثيوم: يعد الليثيوم الخيار العلاجي الرّئيسي المستخدم لعلاج اضطراب ثنائي القطب، وعادةً ما يتم وصفه لمدّة 6 أشهر على الأقل، ضمن جرعات محددة بدقة، ويجدر بالذكر ضرورة عدم التوقّف عن استخدامه بشكل مفاجئ ما لم ينصح الطبيب بذلك.
- الأدوية المضادة للتشنّج: حيث تساهم هذه الأدوية في الحفاظ على استقرار الحالة المزاجيّة على المدى الطويل.
- الأدوية المضادّة للذهان: يمكن أن تكون الأدوية المضادة للذهان مفيدة بشكلٍ خاص في حال عانى الشخص من أعراض شديدة أو اضطرابات سلوكية حادة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج Jennifer Casarella (27/9/2020), "Bipolar Diagnosis", webmd, Retrieved 23/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Bipolar Disorder", nami, 8/2017, Retrieved 23/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Jessica Truschel (29/9/2020), "Bipolar Definition and DSM-5 Diagnostic Criteria", psycom, Retrieved 23/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Bipolar disorder", mayoclinic, 16/2/2021, Retrieved 23/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Diagnosis - Bipolar disorder", nhs, 14/3/2019, Retrieved 23/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Bipolar Disorder", nimh, 10/2018, Retrieved 24/6/2021. Edited.