ما هو ذهان ما بعد الولادة؟
يُعرَف ذهان ما بعد الولادة (Postpartum psychosis) بأنّه من الحالات النّفسيّة الشّديدة النّادِرة التي تُصيب امرأة واحدة أو اثنتين من كُل 1000 امرأة بعد الوِلادة، وتكون المرأة المُصابة بذهان ما بعد الوِلادة غير قادِرة على تقبّل طفلها الذي ولدته، إذ إنّها لا تستجيب عاطفيًّا له حتّى أنّها قد تُفكّر في إيذائه، مع العِلم أنّ ذهان ما بعد الوِلادة ليس له علاقة باكتئاب ما بعد الوِلادة، ولكن يُمكن أن تُصاب بعض النّساء بكِلتا الحالتين بعد الوِلادة، وتظهَر أعراض هذا النّوع من الذّهان مبكرًا في أول 48 - 72 ساعة بعد الولادة، وإذا لم تظهَر مُبكّرًا فيُمكن مُلاحظتها خِلال أوّل أُسبوعين بعد الوِلادة.[١][٢]
ذهان ما بعد الولادة حالة نفسيّة طارئة تستدعي التدخل الطبي، وقد لا تدرك الأم نفسها أنّها مُصابة بهذه المشكلة، لذلك هنا يأتي دور الأهل وممن هم حولها لطلب المساعدة لها على الفور.
أعراض ذهان ما بعد الولادة
تُلاحَظ أعراض الذهان بصورة مفاجئة خلال أول أُسبوعين من الولادة غالبًا، كما يمكن أن تبدأ أبكر من ذلك أي خلال ساعات إلى أيام بعد الولادة في بعض الحالات، لكن نادرًا ما قد تظهر الأعراض بعد الولادة بعدّة أسابيع، وتتعدد أعراض ذهان ما بعد الولادة وقد تختلف من امرأةٍ لأُخرى، وتتضمن أعراض تلك الحالة ما يلي:[٣]
- الهلوسات، فقد تسمع أو ترى أو تشم أو تشعر المرأة المصابة بذهان ما بعد الولادة بأشياء غير موجودة فعليًا.
- الأوهام، وهي الأفكار أو المعتقدات غير الحقيقيّة.
- التحدث أو التفكير كُثيرًا أو بسرعة كبيرة.
- تقلّبات المزاج السّريعة.
- الشّعور بالحُزن، وذلك يتضمّن بكُاء الأُم، أو فقدان الطاقة، أو القلق، أو فقدان الشهية.
- قلة الحاجة إلى النوم أو عدم القدرة على النوم.
- جنون العظمة.
- صعوبة في التواصل في بعض الأحيان.
- الخوف.
- عدم الراحة أو الشعور بالارتباك الشديد.
- التصرف بطريقة بعيدة عن شخصيتها ذاتها.
مُسبّبات ذهان ما بعد الولادة
ليس هُناك سبب مُعيّن لذهان ما بعد الوِلادة، ولكن بشكلٍ عام إنّ بعض مشاكل الصحة العقلية أو النّفسيّة التي تلي الولادة قد ترتبط بالتجارب الصعبة أثناء الولادة، أو قد ترتبط بمزيج من العوامل التي تساهم في تطور مشاكل الصحّة النّفسيّة بعد الوِلادة،[٤] وفيما يأتي توضيح لأبرَز هذه المُسببات والعوامل:[٥]
- الحرمان الشديد من النوم الذي يمكن أن يحدث في أول فترة قصيرة من الولادة.
- التغيرات السريعة للهرمونات في فترة الولادة.
- الإجهاد الجسدي الناتج عن الولادة خاصةً بوجود أمراض صحية أُخرى.
- الاستعداد الوراثي، إذ يزيد خطر إصابة المرأة بذهان ما بعد الولادة بوجود تاريخ عائلي لذهان ما بعد الولادة أو اضطراب ثنائي القطب (Bipolar disorder).
هُناك علاقة تربط بين ذهان ما بعد الولادة واضطراب ثنائي القطب، إذ تكون النّساء اللواتي يعانين من اضطراب ثنائي القطب عُرضة أكثر للإصابة بذهان ما بعد الولادة، وعند بعض النساء قد يُمثّل ذهان ما بعد الولادة الحلقة الأولى لاضطراب ثنائي القطب، لكن ذلك لا يشمل جميع الحالات بالضرورة، وقد تعاني بعض النساء من ذهان ما بعد الولادة لمرة واحدة فقط، وقد يتكرر بعد كل ولادة في البعض الآخر منهن.
إضافة للعوامِل والمُسببات السّابقة، هُنالك عدّة عوامِل أُخرى قد تزيد من فُرص الإصابة بذهان ما بعد الوِلادة، وفيما يأتي توضيح لها:
- كانت تلك الولادة الأولى.[٦]
- إذا حدَث الحمل فجأة بدون تخطيط مُسبق.[٦]
- إذا كانت المرأة تُعاني من تقلبات مزاجيّة كثيرة خلال الحمل.[مرجع]
- إذا توقفت المرأة عن تناوُل أدويتها النّفسية خلال الحمل.[٦]
- إذا أصيبت الأُم بذهان بعد الوِلادة مُسبقًا.[٧]
إذا كنتِ تعانين من خطر الإصابة بذهان ما بعد الولادة، عليكِ التحدث مع طبيبك ليساعدك على وضع الخطة الصحية السليمة مُسبقًا.
تشخيص ذهان ما بعد الولادة
عادةً ما يتم تشخيص ذهان ما بعد الولادة من قبل الطبيب النّفسي المختص، بحيث سيستعلِم عن الأعراض الموجودة بدّقة ليتأكّد أنّ الأعراض ليس لها علاقة بحالة صحيّة أو نفسيّة أُخرى، كما سيطلب الطّبيب عدّة فُحوصات إلى جانب التّشخيص النّفسي، وهذه الفُحوصات هي:[٨]
- فحص مستويات سكر الدم.
- فحص مستويات الصوديوم في الدم.
- فحوصات الغدة الدرقية، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات هرمونات الدرقية أو انخفاضها عن الطبيعي إلى حُدوث تقلبات المزاج.
- فحص فيتامينات الدم للكشف عن وجود أي عوز في إحدى الفتيامينات الضروري كفيتامين ب12، أو فيتامين ب1 (الثايمين)، أو الفوليك أسيد.
- الفُحوصات التّصويريّة؛ لاستثناء وجود أي إصابات أو سكتات دماغية.
علاج ذهان ما بعد الولادة
ذهان ما بعد الولادة حالة نفسيّة مُؤقتة ويمكن علاجه بمساعدة طبيب متخصص، ولكنّها حالة طارئة من الضّروري علاجها بأسرع وقتٍ مُمكن،[٩] ويُمكن أن يشمل العلاج استخدام أدوية مُضادّة للاكتئاب، أو أدوية مُضادّة للذهان، وتلقي الاستشارة من خبراء الصحة العقلية،.[٨][١٠] كما يمكن أن يتضمن العلاج إحدى التالي:
- العلاج بالصدمات الكهربائية (Electroconvulsive therapy)، وهي عملية تحفيز لأعصاب الدماغ باستخدام التيار الكهربائي لعلاج الهوس أو الذهان أو الاكتئاب الشديد.[١١]
- العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive behaviour therapy).[١١]
هل يمكن تجنب الإصابة بذهان ما بعد الولادة؟
يُمكن ذلك، إذ يجب أن تتلقى النساء اللواتي يتم تقييمهن على أنهن معرضات لخطر الإصابة بذهان ما بعد الولادة رعاية متخصصة أثناء الحمل، وذلك من خِلال أخذ العلاج الدوائي الوقائي الموصوف، فهو يقي من الذهان بعد الوِلادة، ومن الأدوية المُستخدمة، أدوية تثبيت الحالة المزاجية، أو مضادات الذهان، أو الأدوية الهرمونيّة.[١٢]
دواعي مُراجعة الطّبيب
يحتاج ذهان ما بعد الولادة للتدخل الطبي الفوري كونه حالة طارئة، لذلك إذا كنتِ تشكين بإصابتك أو إصابة أحد تعرفينه بذهان ما بعد الولادة لا تترددي بطلب المساعدة الطبيّة فورًا، وإن كنتِ مصابة باضطراب ثنائي القطب أو اضطراب الفصام احرصي على إعلام طبيبك الخاص وكادر التوليد الطبي بذلك، فتلك الحالات تزيد خطر الإصابة بذهان ما بعد الولادة.[١٣]
المراجع
- ↑ "postpartum-psychiatric-disorders", womensmentalhealth, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ↑ Madeline R. Vann, MPH (27/4/2016), "What Is Postpartum Psychosis? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ↑ "Postpartum psychosis", nhs, 26/9/2020, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ↑ "Postnatal depression and perinatal mental health", mind, Retrieved 23/10/2021. Edited.
- ↑ "Post-partum psychosis", thewomens, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Postpartum Psychosis: What It Is and What to Do About It", webmd, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ↑ "Postnatal depression and perinatal mental health", mind, 30/4/2020, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ^ أ ب Dr Mary Harding, (10/8/2017), "Postpartum Psychosis", patient, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ↑ "POSTPARTUM PSYCHOSIS", postpartum, Retrieved 23/10/2021. Edited.
- ↑ "Postpartum psychosis", hse, 25/3/2018, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Postpartum psychosis", pregnancybirthbaby, 10/10/2019, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ↑ "Postpartum psychosis: what is it?", nct, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ↑ "Postpartum psychosis", tommys, 12/10/2018, Retrieved 17/9/2021. Edited.