يُعد اضطراب الهلع أحد أنواع اضطرابات القلق، ويُعاني المصاب بهذا الاضطراب من نوبات الهلع بصورة متكررة،[١] وخلال نوبات الهلع يُعاني المصاب من حالة مفاجئة من الخوف الشديد، الأمر الذي يُؤدي لظهور أعراض وردود فعل جسدية شديدة، كما يعتقد المصاب بها في لحظة النوبة أنه يتعرض لنوبة قلبية أو حتى الموت،[٢]وفي هذا المقال سنتعرف على طرق علاج اضطراب الهلع والتعامل معه.

كيف يتم علاج اضطراب الهلع؟

تكمن أهمية العلاج في المساعدة على تقليل شدة النوبات وتكرارها، بالإضافة إلى تحسين جودة حياة المصاب، ويتم العلاج عادةً من خلال العلاج النفسي والعلاج الدوائي،[٣] وقد يجمع الطبيب بين الطريقتين، أو قد يلجأ إلى طريقة واحدة منهما،[٤] ويُحدد الطبيب العلاج المناسب اعتمادًا على التاريخ المرضي، وشدة وتكرار النوبات،[٣] وتتضمن طرق علاج هذا الاضطراب الآتي:


العلاج النفسي

يلجأ الطبيب إلى العلاج النفسي لعلاج الأعراض وفهم الأسباب لنوبات الهلع،[٥] وهناك عدة أنواع من العلاج النفسي:


العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

يركز العلاج السلوكي المعرفي على سلوكك وطريقة تفكيرك لفهم سبب حدوث القلق ونوبات الهلع لديك والسيطرة عليها،[٥] ويُساعد العلاج السلوكي المعرفي على تعليمك طرقًا أخرى للتفكير والتصرف قبل أو أثناء حدوث نوبة الهلع لديك، وأيضًا بعد انتهائها.[٦]


وهذا سيُساعد على تقليل فرص حدوث نوبات الهلع لديك بشكلٍ متكرر،[٦] خاصةً أنّك ستتعلم كيفية تحديد الأفكار والسلوكيات الخاطئة والمؤذية التي ترتبط بحدوث الهلع وأعراضه لديك.[٥]


العلاج النفسي الديناميكي المرتكز على الهلع (PFPP)

يعتمد هذا الشكل من أشكال العلاج النفسي على نظرية التحليل النفسي، والتي تفترض صفات الإنسان وشخصيته تتشكل من خلال تجارب العلاقات المبكرة في الحياة، وأن الدوافع اللاواعية والصراعات النفسية هي السبب في ظهور أعراض الهلع، وبالتالي فإنّ التعامل مع هذه الصراعات النفسية سيُساعد على التغلب على أعراض اضطراب الهلع.[٥]


العلاج الجماعي

يساعد العلاج الجماعي في التقليل من شعورك بالخجل والحرج من نوبات الهلع؛ فهذا العلاج يعتمد على مشاركة الخبرات ومناقشتها مع أشخاصٍ آخرين يُعانون من اضطراب الهلع أيضًا، وهذا سيُساعدك على الشعور بالإلهام والتعزيز، خاصةً إذا كنت تشعر بالقلق من ظهور أعراض الهلع خلال المواقف الاجتماعية.[٥]


العلاج بالتعرض

يُعد أحد العلاجات الشائعة لاضطراب الهلع، ويُركز العلاج بالتعرض على مواجهة مخاوفك المرتبطة باضطراب الهلع، وذلك لمساعدتك على المشاركة في المواقف التي تتجنبها، وقد يُعلمك الطبيب بعض التقنيات لمساعدتك على الاسترخاء أيضًا.[٦]


العلاج الدوائي

قد يصف الطبيب بعض الأدوية للسيطرة على أعراض اضطراب الهلع والتحكم بها،[٣] ومن الأمثلة على هذه الأدوية الآتية:

  • مضادات الاكتئاب:

عادةً ما تكون مضادات الاكتئاب آمنة بشكل عام، ولكنها قد تُسبب بعض الآثار الجانبية مثل الصداع وصعوبات النوم،[٦]وغالبًا ما يتطلب الأمر عدة أسابيع حتى يظهر مفعولها، وتتضمن أنواعها:[٣]

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل فلوكستين (Prozac).
  • مثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين (SNRIs) مثل فينلافاكسين (Effexor).
  • المهدئات:

مثل البنزوديازيبينات، وهي مهدئات للأعصاب تستخدم على فترة قصيرة المدى؛ لأنها يمكن أن تسبب الإدمان، لذلك لا تعد هذه الأدوية خيارًا جيدًا عند المعاناة من مشاكل مع تعاطي الكحول أو المخدرات، كما أنها تتفاعل مع أدوية أخرى، مما يتسبب في آثار جانبية خطيرة.[٣]


متى تظهر نتائج علاج اضطراب الهلع؟

تتطلب كل طرق علاج اضطراب الهلع بعض الوقت حتى تظهر النتائج، فقد تحتاج إلى 10-20 أسبوعًا من العلاج النفسي الأسبوعي حتى تبدأ بملاحظة تحسن أعراضك وحالتك،[٧] لذا عليك التحلي بالصبر، وعادةً يستمر العلاج لمدة 6-9 أشهر تقريبًا.[٨]


هل هناك نصائح للتعامل مع اضطراب الهلع؟

نعم، إذ يُمكن أن يُساعدك اتباع بعض النصائح على التعايش مع هذا الاضطراب بصورة أفضل، وذلك إلى جانب الالتزام بالخطة العلاجية، ومن هذه النصائح الآتي:

  • تجنب التدخين وشرب الكافيين؛ فهي تُسبب تحفيز نوبة الهلع أو زيادة أعراضها سوءًا.[٧]
  • التزم بممارسة التمارين الرياضية يوميًا للحفاظ على الهدوء الداخلي، بما في ذلك المشي أو اليوغا.[٧]
  • احصل على قسطٍ كافٍ من النوم؛ فالحرمان منه والأرق يتسبب في تعكّر المزاج، ويزيد من خطر حدوث نوبة الهلع.[٨]
  • استشر الطبيب حول العلاج بالإبر الصينية؛ إذ يُعتقد بأن له دورًا في التخفيف من نوبات الهلع حسب تجارب البعض.[٧]

المراجع

  1. "Panic disorder", nhs, Retrieved 29/11/2022. Edited.
  2. "How to deal with panic attacks", nhsinform, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Panic attacks and panic disorder", mayoclinic, Retrieved 16/1/2022. Edited.
  4. "Panic Disorder", my.clevelandclinic, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج Sheryl Ankrom (18/1/2021), "Psychotherapy for Treating Panic Disorder", verywellmind, Retrieved 16/1/2022. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Panic Disorder: When Fear Overwhelms", NIMH , Retrieved 17/1/2022. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "What Are the Treatments for Panic Attacks?", webmd, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  8. ^ أ ب "Panic Disorder", familydoctor, Retrieved 17/1/2022. Edited.