لماذا يدمن الإنسان على الكحول؟

يتضمن مصطلح الإدمان العديد من الأشكال، ويعد إدمان الكحول أحدها، إذ يصبح لدى الشخص رغبة قهرية لشرب الكحول، مع عدم القدرة على تركه أو التحكم في الكمية التي يشربها بصرف النظر عن عواقب هذا السلوك، وتعد الفئة العمرية من 18-34 سنة هي الأكثر عرضة لشرب الكحول بأنواعه.^[١]

لماذا يدمن الإنسان على الكحول؟

يحدث الإدمان نتيجة لحدوث خلل في المناطق الدماغية المرتبة بالشعور بالسعادة، والمتعة، والقدرة على الحكم، والتحكّم بالسلوك، الأمر الذي يحدث عند شرب كميات كبيرة من الكحول مع الوقت،^[٢] إذ يُؤدي تناول المشروبات الكحولية إلى تحفيز نظام المكافأة داخل الدماغ، حيث يحفِّز ذلك إنتاج مادة الدوبامين المسؤولة عن الشعور بالسعادة والتحفيز؛ ممّا يجعل الدماغ يربط شرب الكحول بمشاعر إيجابية ويحفز الشخص على شرب المزيد، لكن مع مرور الوقت يتعود الجسم على تأثير الكحول، فلا يُسبِّب شرب الكحول مقدار السعادة ذاته في السابق، فيبدأ الشخص بشرب المزيد، بالإضافة إلى ذلك فإن عدم تناول هذه المشروبات قد يسبِّب ظهور أعراض جسدية مزعجة (الأعراض الانسحابية) للشخص، فيبدأ بتناول المزيد لتجنُّب مثل هذه الأعراض، وقد وُجِد أيضًا أن تناول المشروبات الكحولية يؤثر في مستويات مادة السيروتونين داخل الدماغ، والتي تؤثر في مزاج الشخص ونومه.^[٣]

^[٢]

ماذا يقصد بالإدمان النفسي والجسدي للكحول؟

يرتبط الإدمان الجسدي بفقدان القدرة على التوقف عن تناول المشروبات الكحولية دون حدوث الأعراض الانسحابية، والتي تتضمن القلق، والرجفة، بالإضافة إلى الارتباك، والهلوسة، وحدوث النوبات التشنجية في الحالات الشديدة.^[٤]

يبدأ الإدمان النفسي عندما يصبح شرب الكحول أحد عادات الشخص، وعندها لا يشعر الشخص بالرضا، وبتحقيق الذات دون شرب كميات كبيرة من الكحول، أي أن الشخص لا يشعر أنّه طبيعيًا دون شرب الكحول.^[٤]

من هم الأشخاص الأكثر عُرضة لإدمان الكحول؟

يوجد عدة أسباب وعوامل تزيد من فرصة الإصابة بإدمان الكحول، لذلك يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية من أجل اتباع الإجراءات الوقائية في حال تواجد أحد هذه العوامل:^[٥]

• بدء الشرب بعمر مبكر: تزداد فرص الوصول لمرحلة الإدمان في حال البدء بالشرب من عمر مبكر.
• وجود تاريخ عائلي لإدمان الكحول: تزداد فرصة إدمان الكحول إذا كان هناك أحد الأشخاص المقربين من عائلة الشخص أدمنوا على شرب الكحول.
• التوتر وضغوطات الحياة: فيحاول البعض تناول الكحول كوسيلة للهروب من الضغوطات التي يتعرضون لها.^[٦]
• الإصابة بالأمراض النفسية: كالاكتئاب، والقلق، واضطراب ثنائي القطب، فيلجأ المُصابون بهذه الأمراض لشرب الكحول بهدف التخفيف من الضغط الذي يتعرضون له، والتخفيف من أعراض هذه الأمراض.^[٥][٧]
• العوامل الاجتماعية والثقافية: تزداد نسب الإصابة بالإدمان عندما تكون المنظومة المجتمعية والثقافية تشجع على الشرب باعتباره أمرًا مقبولًا وشائعًا بالمجتمع.^[١]
• العوامل الشخصية: يتمتع البعض بالقدرة على اتخاذ القرارات والالتزام بها، وعلى النقيض من ذلك فإنّ الأشخاص الذين لا يتمتعون بالثقة بالنفس، والأكثر تجاهلًا لتبعات ومخاطر قراراتهم يكونون أكثر عرضة للإدمان.^[٨][٦]
• التعرض لاضطراب ما بعد الصدمة: وهي حالة نفسية شديدة تحدث بعد مشاهدة أو التعرض لحادث أو تهديد ما،^[٩] إذ تزداد حالات الإدمان بين هذه الفئة نظرًا لما تعرضوا له من صدمة نفسية.^[١٠]
• بعض جراحات السمنة: أشارت دراسة نُشرت في مجلة Annals of Translational Medicine عام 2018 أن إجراء عملية جراحة المجازة المعدية (بالإنجليزية: Gastric bypass surgery) لعلاج السمنة يزيد من احتمالية الإصابة بالإدمان على الكحول.^[١٠][١١]
• الجنس: يعد الذكور فوق عمر 12 عامًا أكثر عرضة للإدمان من الإناث، وذلك بحسب إحصائيات عام 2019 للمعهد الوطني الأمريكي لإدمان الكحول.^[٣][١٢]
• التعرض السابق لأحد أنواع الإدمان: تزداد احتمالية الإصابة بإدمان الكحول عند الأشخاص الذين تعرضوا لأنواع أخرى من الإدمان مثل إدمان المخدرات؛ لذلك يوصى بتجنب الشرب تمامًا لدى هذه الفئة.^[١٣]
• سهولة الوصول إلى المشروبات الكحولية: كتوافرها دائمًا في المنزل، أو انخفاض أسعارها، فهذا يزيد من احتمالية حدوث الإدمان.^[٦]

أعراض إدمان الكحول

تشير عدة أعراض إلى إدمان الكحول، ومنها:^[١٤]

• عدم القدرة على ضبط النفس والتوقف عن شرب الكحول.
• الشعور بالرغبة والحاجة الدائمة لتناول الكحول.
• تجاهل المشاكل الاجتماعية والأسرية الناتجة عن الشرب.
• العزلة الاجتماعية والتخلي عن الأنشطة والهوايات الشخصية.^[١٠]
• ظهور أعراض انسحابية عند التوقف عن الشرب.^[١٥]

لمعرفة المزيد عن أعراض وصفات مدمن المخدرات، انقر هنا.

هل إدمان الكحول سلوك وراثي؟

يلعب العامل الوراثي دورًا في الإصابة بإدمان الكحول، وكما ذُكر يعد أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة، إذ أشارت إحصائيات الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين (American Academy of Child & Adolescent Psychiatry) أن خطر الإصابة بإدمان الحكول يزداد بمعدل أربع أضعاف لدى أطفال مدمني الكحول عن الأطفال العاديين، لكن يجب التذكُّر أن العوامل الوراثية هي أحد العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة، وذلك بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى المذكورة سابقًا، كما أنّ وجود هذه الجينات والعوامل الوراثية لا يعني حتمية الإصابة.^[١٥][١]

مضاعفات إدمان الكحول

يؤدي الإفراط في شرب الكحول إلى العديد من المشاكل الصحية، نذكر منها ما يلي:^[١٠]

• أمراض الكبد؛ مثل: تليف الكبد، وهو مرض يحدث فيه تطور لندوب بالكبد واستبدال لأنسجة الكبد السليمة بهذه الندوب.
• الضعف الجنسي لدى الرجال، ومشاكل في الدورة الشهرية لدى الإناث.
• هشاشة العظام وتضرُّر نخاع العظم المسؤول عن إنتاج خلايا الدم.
• أمراض القلب؛ مثل قصور في عضلة القلب، وارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام دقات القلب وغيرها.
• اضطرابات الجهاز الهضمي؛ مثل قرحة المعدة، والتهاب البنكرياس، ويؤثر أيضًا في امتصاص بعض الفيتامينات.
• ضعف المناعة؛ فيقلل قدرة جهاز المناعة على مقاومة الأمراض.
• أمراض عصبية؛ إذ قد يسبب الإفراط في شرب الكحول تنميل وألم اليدين والقدمين، والارتباك، وفقدان الذاكرة على المدى القصير، كما قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف.
• مشاكل العين؛ فمثلًا قد يسبب تناول الكحول بكثرة ضعف عضلات العين، وغير ذلك.
• التشوهات الخلقية للجنين؛ قد يسبب شرب الكحول للسيدة الحامل مشاكل عديدة للجنين والحمل، فقد يسبب الإجهاض، ومتلازمة كحول الجنين؛ وهي ولادة طفل يعاني من الكثير من المشاكل الجسدية والنمائية مدى حياته.