ما هو الرهاب الاجتماعي؟

ما هو الرهاب الاجتماعي؟

الرهاب الاجتماعي (Social Phobia) هو مرض نفسي يعني الرهبة وعدم الراحة عند الاختلاط مع الآخرين في الاجتماعات العائلية، أو المتعلّقة بالعمل، أو حتى في الأماكن العامة، لينتاب المُصاب قلق شديد من التعرّض للإحراج، أو للأحكام والانتقادات السلبية، أو أن يكون محط اهتمام الآخرين، على الرغم من أن هذه المخاوف قد لا تكون حقيقية.^[١]

يختلف الرهاب الاجتماعي عن الخجل أو القلق العادي في شدته، فيكون القلق مبالغاً فيه لدرجة أن المُصاب يتجنّب الذهاب إلى اللقاءات الاجتماعية، وإلى أي مكان يتواجد فيه الآخرون، بما في ذلك المطاعم والحمامات العامة والسينما وغيرها، ليفضّل أن يعزل نفسه، كما يعلم المُصاب أن مخاوفه لا داعي لها، لكنها لا يستطيع السيطرة عليها أو توقف التفكير عنها.^[٢]

قد يكون الشفاء من الرهاب الاجتماعي ممكناً مع العلاجات النفسية التي تُعلّم الشخص أساليب لتخطّي المخاوف التي تجتاح عقله، وطرق أخرى تُساعده على الانخراط في البيئة المجتمعية شيئاً فشيئاً. ^[٣]

أعراض الرهاب الاجتماعي

تختلف الأعراض بشكل كبير بين مُصاب وآخر، لكنها عادةً تشتمل على أعراض نفسية، وأخرى جسدية، وهي:^[٤][٥]

الأعراض النفسية للرهاب الاجتماعي

هي:

• القلق الشديد من التعامل مع الآخرين، كالتعرّف على أناس جدد، أو بدء محادثة مع الأصدقاء والمقرّبين، أو التسوّق، أو الذهاب للعمل أو المدرسة، وغيرها من النشاطات اليومية الاعتيادية للأشخاص.
• الخجل من القيام بأي شيء أمام الآخرين، خوفاً من انتقادهم لتصرفاته، أو تعرّضه للإحراج أمامهم.
• لا يرغب في الذهاب إلى أي اجتماعات عائلية أو مهنية حتى لا تظهر عليه علامات الرهبة، كالتعرّق الشديد، أو احمرار الوجه وغيرها.
• القسوة الشديدة على نفسه لارتكابه أبسط الأخطاء أمام غيره، وقلة الثقة بالنفس.
• التفكير المفرط لطريقة تصرفاته وكلامه بعد مواجهته للآخرين، وما قد يفكّرون به اتجاهه.
• تجنب التواصل البصري مع الآخرين.

الأعراض الجسدية للرهاب الاجتماعي

تظهر أينما تواجد الشخص أمام الآخرين، وهي:

• التعرّق الغزير تحت الإبط، أو في باطن اليد، أو أي مكان آخر في الجسم.
• رعشة اليدين.
• تسارع نبض القلب.
• دوخة.
• الشعور بالغثيان، والذي قد يتطور إلى التقيؤ أيضاً.

أسباب الرهاب الاجتماعي

لا يُعرف سبب إصابة بعض الأشخاص بالرهاب الاجتماعي دوناً عن الآخرين، لكن يُعتقد أنه ناجم عن زيادة نشاط أجزاء من الدماغ مسؤولة عن الشعور بالخوف والقلق.^[٦]

وتلعب بعض العوامل في زيادة فرص الإصابة بالرهاب الاجتماعي، منها:^[٢][٦]

• إصابة أفراد آخرين من العائلة بالرهاب الاجتماعي.
• الأطفال أعلى نسب الإصابة، خصوصاً في أعمار المراهقة.
• التعرّض للتنمر أو المضايقة أو الإحراج سواء في بيئة المدرسة، أو العمل.
• الحماية المفرطة من قبل الأهل خلال مراحل نمو الطفل، فقد تجعله أكثر رهبة من الآخرين مع تقدّمه في العمر.
• الإصابة بأمراض أو حالات تؤثر في مظهر الشخص، كالتشوّهات والحروق.
• الإصابة بحالات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب، أو القلق.

تشخيص الرهاب الاجتماعي

يُشخّص الرهاب الاجتماعي من قبل أخصائي نفسي عند ظهور الأعراض المذكورة مُسبقاً على الشخص لفترة طويلة تمتد لأكثر من 6 أشهر، وللتفريق بينها وبين أعراض الخجل العادية، فإنه يجب أن يكون لهذه الأعراض تأثير سلبي على حياة الشخص، تمنعه من العيش بشكل طبيعي كالآخرين.^[٣]

علاج الرهاب الاجتماعي

بالنسبة لعلاج الرهاب الاجتماعي فإنّ العلاج الأول والأكثر فعالية للرهاب الاجتماعي هو العلاج النفسي، الذي يسمى أيضاً بالعلاج السلوكي المعرفي، وفيه يعلّم أخصائي نفسي طرق للتغلّب على الأفكار السلبية والمخاوف غير المنطقية التي تواجه المُصاب، وإرشاده إلى أساليب تمكّنه في كيفية التعامل مع الآخرين بكل راحة.^[٥]

لا تُستخدم الأدوية غالباً في علاج الرهاب الاجتماعي، إلا أنه قد يُلجأ لها في حالات قليلة، فتُصرف الأدوية المُضادة للاكتئاب إلى جانب العلاج النفسي.

نصائح: كيف تتغلّب على الرهاب الاجتماعي؟

إلى جانب العلاج النفسي، قد تفيدك النصائح التالية في مواجهة مخاوفك المتعلّقة بالرهاب الاجتماعي:^[٧][٨]

• ثقّف نفسك عن المرض، حتى تكون ملمّاً به من جميع النواحي.
• شارك مشاعرك ومخاوفك مع عائلتك والأشخاص الذين تشعر بالراحة معهم، فقد يقدّمون لك الدعم الذي تحتاجه للتغلّب على حالتك.
• شارك في اللقاءات الاجتماعية بالتدريجي، ستجد أن الأمر صعب في البداية، لكن شيئاً فشيئاً ستتيقّن أن مخاوفك لا داعي لها، وتزداد ثقتك بنفسك أكثر.
• ابحث عن الوسائل التي تُساعد على الاسترخاء قبل أن تلتقي مع الآخرين، كقراءة كتابك المفضّل، أو مشاهدة المسلسل الذي تحبه، أو لعب ألعاب الفيديو أو أي شيء آخر.