اضطراب التوحد هو عبارة عن حالة تؤثر على طريقة تواصل الشخص وتفاعله مع الآخرين، ومعالجته للمعلومات من حوله، فضلا عن امتلاكه لسلوكيات أو اهتمامات مقيدة أو متكررة، كما يمكن ملاحظة وجود اختلافات في الاتصال والتعبير لديهم، إليك أبرز مشاكل النطق عند الأطفال المصابين باضطراب التوحد.[١][٢]

مشاكل النطق عند أطفال التوحد

يبدأ جميع الأطفال بتطوير اللغة منذ يومهم الأول، وذلك من خلال العلاقات واللعب مع الآخرين، ولكن بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد، فقد يكون تعلم اللغة واستخدامها أكثر صعوبة مما هو الحال بالنسبة لأقرانهم السليمين، ويعزى ذلك لأن الأطفال المصابين بالتوحد قد لا يحتاجون أو يرغبون في التواصل مع الآخرين، فيظهرون اهتمامًا أقل بالآخرين في أول سنة من عمرهم، بحيث يكونون أكثر تركيزًا على الأشياء الأخرى التي تدور حولهم، مما يقلل من فرص تطوير مهاراتهم اللغوية، وتعتمد قدرة الأطفال المصابين بالتوحد في التواصل واستخدام اللغة على نموهم الفكري والاجتماعي، ومن أبرز أنواع مشاكل النطق عند هؤلاء الأطفال ما يأتي:[٣]


لغة متكررة أو جامدة

ومن الأمثلة عليها ما يأتي:[٢]

  • التحدث بأشياء لا معنى لها أو غير ذات صلة: مثل: أن يقوم الطفل بالعد من الرقم واحد إلى خمسة بشكل متكرر في أثناء محادثة لا يتعلق موضعها بالأرقام.
  • اضطراب تكرار الكلام: أو ما يُسمى الإيكولاليا (Echolalia) وهي حالة يكرر فيها الطفل الكلمات التي سمعها خلال المحادثة باستمرار، وتقسم إلى نوعين:
  • تكرار الكلام الفوري: (Immediate echolalia) وهي حالة يقوم فيها الطفل بتكرار الكلمات التي قالها شخص ما للتو، مثل: أن يجيب الطفل على السؤال من خلال طرح نفس السؤال.
  • تكرار الكلام المتأخر: (Delayed echolalia) وفي هذه الحالة يقوم الطفل بتكرار كلمات كان قد سمعها في وقٍت سابق، مثل: أن يقول الطفل هل تريد شرب شيئًا ما؟ عندما يريد أن يطلب مشروبًا.
  • التحدث بصوت عالٍ كالروبوت: أو الغناء أو استخدام كلام يشبه كلام الروبوت.
  • تعذر الأداء النطقي: (Apraxia) قد يعاني الطفل من مشاكل في تنسيق حركات الفم المعقدة اللازمة للكلام، حيث يبدو الأطفال وكأنهم يعرفون ما يريدون قوله، ولكن يبدو أنهم لا يستطيعون إخراج الكلمات.[٤]


تطور اللغة غير المتكافئ

في هذه الحالة يقوم الطفل بتطوير بعض مهارات الكلام واللغة بشكٍل متفاوت ولكن ليس بالمستوى الطبيعي، ومن الأمثلة على ذلك:[٢]

  • أن يقوم الطفل في حالة اهتمامه بمجال معين بتطوير مفردات قوية في هذا المجال وبسرعة كبيرة.
  • أن يتمتع الطفل بذاكرة جيدة للمعلومات التي سمعها أو رآها للتو.
  • أن يتمكن الطفل من قراءة الكلمات قبل سن الخامسة، إلا أنه قد لا يفهم ما يقرأه.


ضعف مهارات المحادثة غير اللفظية

غالبًا ما يجد الأطفال المصابين بالتوحد صعوبة في التواصل غير اللفظي وضعف التواصل الجسدي مثل إيماءات اليد والتواصل البصري وتعبيرات الوجه، والتي من شأنها تعزيز مهاراتهم اللغوية الشفهية، نتيجة لذلك قد يشعر العديد منهم بالإحباط في محاولاتهم للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم واحتياجاتهم، والذي يظهر من خلال نوبات الغضب أو السلوكيات الأخرى غير اللائقة، ومن الأمثلة هذه المهارات:[٢]

  • عدم القدرة على استخدام الإيماءات كالإشارة إلى شيءٍ ما لإعطاء معنى لحديثهم.
  • تجنب الاتصال بالعين والذي قد يجعلهم يبدون بشكل فظ أو غير مهتم.


من الجدير بالذكر أن الأطفال المصابين باضطراب التوحد في الغالب لا يستجيبون لحديث الآخرين أو حتى لأسمائهم الخاصة، لذا من الممكن أن يتم تشخيص المصاب بالتوحد بمشاكل في السمع عن طريق الخطأ.[٤]


القدرات اللغوية الاستثنائية لأطفال التوحد

يمتلك بعض الأطفال المصابين بالتوحد قدرات استثنائية، منها:[٤]

  • القدرة على التحدث عن موضوع يثير اهتمامهم بتفصيل كبير بشكل فردي فقط، ولكنهم لا يمتلكون القدرة على إجراء المحادثات ثنائية الاتجاه حول نفس الموضوع.
  • امتلاك مواهب موسيقية أو قدرة متقدمة على العد والقيام بالعمليات الحسابية.


نصائح للتعامل مع مشاكل النطق عند أطفال التوحد

يوصي الخبراء بالتدخل المبكر لمساعدة الطفل المصاب بالتوحد على تعلم اللغة من خلال تقنيات مثل النمذجة واللعب والمكافأة، بهدف تزويده بفرص مفيدة ومحفزة لممارسة مهاراته اللغوية، مثل:[٤]

  • وضع لعبة الطفل المفضلة بعيدًا عن متناول يده حتى يضطر إلى طلبها.
  • قراءة كتاب مع الطفل، ومناقشته برأيه حول موضوعه.
  • منح الطفل الوقت للتعبير عما يفكر به أو يشعر به مع أي نشاط لغوي.


مشاكل أخرى قد يواجهها أطفال التوحد

يعاني الأطفال المصابون باضطراب التوحد من العديد من المشاكل والصعوبات، نذكر لك أبرزها:[١]

  • القلق: على الرغم من أن القلق جزء طبيعي من التطور، إلا أن الأطفال المصابين باضطراب التوحد يعانون من مستويات عالية من القلق مقارنة بأقرانهم.
  • صعوبة التكيف مع التغييرات: وذلك بسبب وجود اختلاف في الجوانب السلوكية ومعالجة المعلومات، مما يجعل العديد منهم يفضل البيئات المألوفة ذات الروتين المتوقع.

المراجع

  1. ^ أ ب "About Autism", Autism Tasmania. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Autism Spectrum Disorder: Communication Problems in Children", The NIDCD. Edited.
  3. "Language development in autistic children", Raising Children Network. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Autism and Language Development: Will My Child Ever Speak?", autismparentingmagazine, Retrieved 10/5/2022. Edited.