هل الشحنات الكهربائية مرض نفسي؟

يعيش معظم مرضى الشّحنات الكهربائيّة حياة كاملة بأمان وأريحيّة كغيرهم من الأشخاص الأصحّاء، وذلك يكون بفِعل أدوية الصّرع والمُمارسات الصحية التي تُسيطر على المرض، وتُقلل من فرص حدوث نوبات الصّرع، وتُحافِظ على صحّتهم الجسديّة،^[١] ولكن ماذا عن الصحّة النّفسية، هل الصّرع مرض نفسي؟ وهل يُعقَل أن يُسبب الصّرع أمراضًا نفسية؟

هل الشحنات الكهربائية مرض نفسي؟

لا، الشّحنات الكهربائيّة (الصرع) ليست مرضًا نفسيًّا، وإنّما اضطّراب أو خلل في نشاط الدّماغ الطبيعي ما يسبب نوبات تشنجية متكررة، وإنّ الغالبية العظمى من الأشخاص المُصابين بمُشكلة الشحنات الكهربائيّة ليس لديهم مشاكل إدراكية أو نفسية.^[٢][٣]

هل تُسبب الشحنات الكهربائية أمراضًا نفسية؟

نعم، يُمكن للأشخاص الذين يُعانون من الصرع الشديد وغير المنضبط أن يتعرّضوا لمشاكل واضطّرابات نفسية،^[٢] كما أوضَحت مراكز السيطرة على الأمراض والوِقاية منها (CDC) أنّ ما يصل إلى 30% من البالغين الذين يعانون من الصرع قد يتعرّضون أيضًا للإصابة بحالة نفسية خطيرة مثل الاكتئاب الشديد، أو الفصام، أو الاضطراب الثنائي القطب.^[٤]

وضَحت نتائج الأبحاث والدّراسات أنّ بعض مناطق الدماغ المسؤولة عن أنواع معينة من نوبات الصّرع تؤثر أيضًا في الحالة المزاجية، ومن ثم يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب، وأُشير لوُجود علاقة قوية بين شدة الصرع والاكتئاب، كما أنّ الصّرع الشّديد وغير المُنضبِط يزيد من حدّة الاكتئاب، أو يمكن أن يكون الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أكثر عرضة لخطر الإصابة بالصرع.^[٥]

كما قد أشارَت مؤسسة الصرع الأمريكية (Epilepsy Foundation of America) إلى أنّ العيش مع تحديات الصرع والشّعور بالخجل أو العار أو الخوف والتّغيرات في العلاقات والعمَل بفِعل نوبات الصّرع قد يُؤدي أيضًا إلى نشوء أفكار أو مشاعر الاكتئاب،^[٥] ولا يقتصِر الأمر على الاكتئاب فحسب، بل يكون مرضى الصّرع أكثر عُرضة للإصابة باضطرابات القلق، ويُمكن تلخيص ذلك بالسطور الآتية:^[٢]

• يمكن أن يحدث القلق كرد فعل على التشخيص، أو أعراض نوبات الصرع، أو حتى التأثير الجانبي لبعض الأدوية المضادة للصرع.
• تظهر مشاعر القلق غالبًا بعد تشخيص الصرع، أو بعد النوبة الأولى، ويمكن أن تنطوي على الخوف من وجود نوبة أخرى.
• يزيد الشعور بالعزلة الاجتماعية أو الرفض بسبب الصرع من أعراض القلق.
• يمكن أن تلعب أسباب الصرع أيضًا دورًا في تطوير اضطراب القلق.

هل تُسبب أدوية الشحنات الكهربائيّة مرضًا نفسيًا؟

نعم، قد تساهم أدوية الشّحنات الكهربائية في حُدوث تغيّرات في الحالة المزاجية، ففي عام 2008، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تحذيرًا عامًا من أن الأدوية المضادة للصرع قد تزيد من خطر الانتحار أو الأفكار الانتحارية، وبيَّنت إحدى المُراجعات عام 2009 أن أدوية الصّرع قد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.^[٥]

هل تُسبب الشّحنات الكهربائية إعاقة ذهنية؟

لا، الصرع نفسه لا يسبب إعاقة ذهنية، ولكن يُمكن أن يتزامَن حُدوث الصّرع مع الإعاقات الذّهنية في آنٍ واحد، مثلًا يمكن أن يتسبب انخفاض الأكسجين أو الإصابة أو العدوى عند الولادة إعاقة ذهنية بالإضافة إلى الصرع والشلل الدماغي.^[٢]