بعض الأشخاص يُعانون من أعراض اكتئابيّة شديدة تفصِلهم عن واقِعهم الذين يعيشون فيه، وهؤلاء يتم تشخيصهم بالاكتئاب الذّهاني، الذي يتميّز بسلسلة من الهلوسة والأوهام التي تجعل المُصاب يرى ويسمع أو يحس بأشياء ليست موجودة بالفعل، أو حتى يُصدّق أشياء كاذبة وغير عقلانية، وفي الواقِع إنّ هذه الحالة طارئة تتطلّب التّدخّل الطّبي الفوري، ولكن هل هُناك شفاء منها؟[١]


هل يشفى مريض الاكتئاب الذهاني؟

الإجابة على هذا السّؤال بدقة تتطلّب المزيد من البحث والتّجارب، ولكن سنتّفق على أنّ مريض الاكتئاب الذّهاني يُشفى ويتحسّن ولكن مع استمرار العِلاج الدّوائي والنّفسي، إذ من النّادر جدًا أن يُشفى مريض الاكتئاب الذّهاني من تلقاء نفسه دون عِلاج،[٢] كما أنّ الاكتئاب الذّهاني بحاجة ضروريّة للعلاج، لأن الحالات التي لا تُعالَج يمكن أن تؤدي إلى أفعال مدمرة للذات أو سلوك متهور يعرض الآخرين للخطر.[١]


علاج الاكتئاب الذهاني فعّال للغاية، ويُمكن للمُصابين أن يتعافوا في غضون عدة أشهر، لكن المتابعة الطبية المستمرة قد تكون ضرورية، ومن المهم أن يتعاوَن المريض مع الطبيب لإيجاد الأدوية الأكثر فعالية بأقل الآثار الجانبية، لأن الاكتئاب الذهاني خطير للغاية.[٣]


من جِهةٍ أُخرى يقول بعض الخُبراء إنّ علاج الاكتئاب الذّهاني يُركز على تقليل الأعراض أو التحكم فيها، لذلك في الوقت الحالي لا يوجد علاج يمكنه أن يعالج الاكتئاب الذهاني تمامًا، هذا يعني أن المُصابين يجب أن يخضعوا إلى علاج مستمر، لذلك فإنّ الأمر بحاجة لعدّة تجارب وأبحاث أُخرى على أكثر من مريض.[٤]



نتيجة إحدى الدّراسات: وجدت إحدى الدراسات أن 86% من المصابين بالاكتئاب الذهاني يحققون الشفاء، لكن 35% فقط تعافوا وظيفيًا (أي أنّ الأماكن غير المتضررة من الدّماغ عوّضت عمَل تلك المُتضررة وعادَت لهُم مهام وظيفيّة طبيعية كما سبق)، وبسبب ذلك تم تغيير تشخيص عدد كبير من المُصابين (41%) إلى اضطراب ثنائي القطب أو الاضطراب الفصامي العاطفي.




خُطة عِلاج مريض الاكتئاب الذهاني

هناك بعض الجدل حول أفضل خُطّة علاجيّة لمرضى الاكتئاب الذهاني، خاصةً فيما يتعلق بعلاجات الخط الأول والثاني، ولكن عادةً ما يتضمن الخط الأول من العلاج مزيجًا من الأدوية المضادة للاكتئاب والذهان، أمّا الخط الثّاني من العلاج فيتضمّن العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)، وقد يستخدمه المتخصصون إذا لم تساعد الأدوية المختلفة على تخفيف الأعراض، كما يُمكن أن يكون العلاج النفسي أو العلاج بالكلام علاج تكميلي للاكتئاب الذّهاني.[٤]


عادةً ما يُعطى علاج الاكتئاب الذهاني في المستشفى، فبهذه الطريقة يراقَب المريض عن كثب من قبل متخصصي الصحة العقلية،[٣] ويجدُر بالقول إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 8 أسابيع لرؤية استجابة لهذه الأدوية، وفي الحالات الشديدة يتم تقديم العلاج بالصدمات الكهربائية غالبًا بدلاً من الأدوية أو قبلها أو معها.[٢]




قصّة أحد المرضى: يقول أحد مرضى الاكتئاب الذّهاني أنّه قبل عام كان يُعاني من الاكتئاب الذّهاني ومن لحظتها دخَل المُستشفى ليتلقّى العلاج، ووَصف مشاعره والهلوسات التي كان يشعُر بها والأصوات التي يسمعها وكيف استطاع الفريق الطّبي احتواءه وتخليصه من هذه المشاعر السلبيّة والأفكار والهلوسات واصفًا ذلك بالكِفاح بجد من خلال الأدوية والإدارة الذاتية والعلاج بالصدمات الكهربائية عند الحاجة، ويقول الآن أنّه قادِر على العيش بكُل أريحيّة وبشكلٍ طبيعي لأنّه يأخُذ أدويته بالتزام وِفقًا للخطة التي رسمها الطّبيب له.




المراجع

  1. ^ أ ب "Psychotic Depression", bridgestorecovery, Retrieved 28/6/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "What Is Psychotic Depression?", verywellhealth, Retrieved 28/6/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Psychotic Depression", webmd, Retrieved 28/6/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "What to know about depression with psychosis"، medicalnewstoday، اطّلع عليه بتاريخ 28/6/2022. Edited.