ما هو مرض التوحد المكتسب؟

التوحد المكتسب لا يعني التوحد المتأخر الذي يحدث عند الكبار، فالتوحد يحدث عند الأطفال قبل عمر 3 سنوات،[١] ويتم التمييز بينه وبين اضطراب طيف التوحد المعروف بأنّ الطفل المصاب باضطراب التوحد يعاني من اضطراب في النمو العصبي تظهر أعراضه عند الولادة، ويتم اكتشافه من خلال ملاحظة التأخر في التطور اللغوي والاجتماعي، أما عن التوحد المكتسب فإن الطفل يتطور بشكل طبيعي ثم يتراجع عند حوالي عمر 18 شهرًا.[٢]


ويمكن أن يكون التوحد المكتسب هو عبارة عن تأخر في التشخيص وليس لأن الأعراض ظهرت فجأة، وإنما لأن تأثيرها على الطفل أصبح واضحًا مع مرور الوقت،[١]ومن الجدير بالذكر أن طريقة حدوث المرض غير معروفة ويُعتقد أنه نتيجة لعوامل عديدة، ويقترح البعض أن السبب في ذلك تلقي الأطفال لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) في هذا العمر تقريبًا، ولكن أثبتت الأدلة العلمية أنّه لا يوجد علاقة بينهما.[٢]


هل للتوحد المكتسب أي أنواع؟

نعم، إذ يتم تصنيف التوحد المكتسب لأنواع عديدة نتيجة لارتباطه بمتلازمات وأسباب معينة، ومن هذه الأنواع ما يأتي:[٣]

  • تراجع اللغة:

حيث يلاحظها الآباء على أطفالهم في عمر 15-30 شهرًا، ويحدث لأسباب غير معروفة لأن بداية المرض تكون خفيّة، ولكنه يتداخل بشكل نادر مع حبسة الصرع المكتسبة، أو ما يعرف بمتلازمة لانداو-كليفنر لدى الأطفال.

  • اضطراب الطفولة التفككي:

ويظهر في الفترة من عمر سنتين إلى 10 سنوات بحيث يحدث تراجع لجميع الوظائف عند الأطفال الذين كان نموهم وتطورهم طبيعيًا في البداية، وسبب هذه الحالة غير معروف إلى الآن.

  • متلازمة ريت:

وهي عبارة عن مجموعة من الأعراض التي يحدث فيها تأخر شامل في النمو عند الإناث في العمر بين 6 - 18 شهرًا، إذ تتوقف عن النمو ويركد زيادة حجم الرأس وغيرها، ومن الممكن أن يكون السبب في متلازمة ريت حدوث طفرات جينية.

  • توحد بعد جراحة المُخيخ:

بحيث يعاني بعض الأطفال من أعراض التوحد بعد القيام بجراحة لإزالة أورام المخيخ في الخط الوسط، وغالبًا ما تستمر هذه الأعراض لعدة أسابيع.

  • الصرع الخبيث في بداية الحياة:

على سبيل المثال؛ تشنجات الأطفال المصحوبة باضطراب النظم المترافع أو ما يعرف بمتلازمة الغرب في الطفولة ومتلازمة لينوكس غاستو في الأطفال الصغار الذين يعانون من السقوط وأنواع النوبات الأخرى، فهي من أكثر المؤشرات لحدوث التوحد المكتسب ولكن يمكن علاجها في حال اكتشافها مبكرًا.


ممّ يعاني الأطفال المصابين بالتوحد المكتسب؟

يفقد الأطفال قدرتهم على التحدث بعد أن يبدأوا بنطق بعض الكلمات، بينما يفقد البعض الآخر مهارات التواصل مع الآخرين، ويفقد الآخرين كلاهما، وفيما يأتي بعض العلامات التي تدل على الإصابة بالتوحد:[٤]

  • تجنب التواصل والنظر بالعيون.
  • لا يستجيب الطفل في حال مناداة اسمه.
  • عدم القدرة على فهم مشاعر الآخرين أو حتى مشاعره هو.
  • يفضّل البقاء وحيدًا.
  • القيام بحركات مثل هز الجسم والدوران وغيرها.
  • تبديل الضمائر بحيث يستخدم أنت بدلًا من أنا.
  • تكرار الكلمات بشكل مبالغ فيه.
  • ينزعج من التغيرات البسيطة في الروتين اليومي.
  • الحساسية المفرطة أو الناقصة للصوت أو الرائحة أو الذوق.
  • الإجابة بإجابات غير مرتبطة بالأسئلة المطروحة.
  • وجود اهتمامات وسلوكيات غير عادية.
  • عدم إدراك الخطر بشكل كبير.


ما العلاجات المتوفرة للتخلص من التوحد المكتسب؟

تتوفر طرق مختلفة لعلاج التوحد المكتسب، وفيما يأتي توضيح لها:[٤]

  • تحليل السلوك التطبيقي

وهي عبارة عن جلسات تتراوح مدتها 20-40 ساعة في الأسبوع، بحيث يقوم المعالج بتعليم الطفل المهارات البسيطة خطوة بخطوة وتكون أكثر فعالية قبل عمر 5 سنوات.

  • علاج النطق

باستخدام وسائل تحسّن نطق المرضى ويمكن الاعتماد على لغة الإشارة أو التعبير بالصور.

  • العلاج الحسي

بحيث يتم تطوير الإحساس عند المرضى، والتركيز على التوازن واللمس والحركة.

  • التدخل السمعي

من خلال تطوير قدرة المرضى على السمع، أو القضاء على حساسيتهم للأصوات وبالتالي تقليل مشاكلهم السلوكية.

  • التدريب على الرؤية

بهدف حل المشكلات التي يواجهها المصابون بالتوحد بما يتعلق ببيئتهم المرئية أو محيطهم.

  • تطوير العلاقات

وهو علاج قائم على الأسرة بحيث يتم إشراك أفراد الأسرة وتدريبهم على التفاعل مع أطفالهم.

  • استخدام الأدوية

أثبتت الستيرويدات فعاليتها في تحسين المهارات عند المرضى خاصة في الحالات المرتبطة بالصرع والتهاب الدماغ، كما يمكن استخدام أنواع أخرى من الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للذهان.


ملخص المقال

يحدث التوحد المكتسب عندما يتطور الطفل في بداية حياته بشكل طبيعي ثم يتراجع على عكس اضطراب التوحد الذي يبدأ في سن مبكرة، وعادة ما يتم تشخيصه في عمر 18 شهرًا، وهو حالة غير معروف سببها وإنما يرجح أنها ترتبط بأمراض أخرى مثل الصرع والذهان واضطراب الطفولة التفككي وغيرها، وينتج عنها أعراض وعلامات عديدة متعلقة بسلوك الطفل وإدراكه.

المراجع

  1. ^ أ ب "Can a Person Develop Autism After Early Childhood?", verywellhealth, Retrieved 2/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Acquired Autism", link.springer, Retrieved 3/2/2022. Edited.
  3. "Acquired Autism ", researchgate, Retrieved 3/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Regressive Autism – Why It Occurs", autismparentingmagazine, Retrieved 3/2/2022. Edited.