هل يُمكن أن يُصاب الكبار بمرض التوحد؟
مرض التوحد من الأمراض التي تصاحب الشخص مدى الحياة، لذا لا تقتصر أعراض المرض على الشخص المصاب خلال مرحلة الطفولة فقط، وهذا يعني بأنّه لا يمكن أن يتطور في مرحلة المراهقة أو البلوغ، ولكن في بعض الحالات البسيطة من المرض قد يصعب ملاحظته؛ فيصعب التميير بين الطفل الطبيعي وطفل التوحد، وقد تظهر الأعراض بعد بلوغه، وهذا ما قد يؤدي إلى اعتقاد بعض الأشخاص بأنهم أصيبوا بالتوحد خلال مرحلة نضوجهم.[١]
ما هي أعراض مرض التوحد عند الكبار؟
قد تختلف أعراض مرض التوحّد بعض الشيء بين النساء والرجال البالغين، ويُعتقد أنّه قد يكون من الصعب تشخيص الإصابة بالاضطراب لدى النساء مقارنة بالرجال؛ فالنساء المصابات بالتوحّد ينخرطن بشكلٍ أفضل في المجتمع ولا يُظهرن مشاعرهنّ بشكلٍ واضح، ويُصاحب اضطراب التوحّد مجموعة من الأعراض المختلفة عند الكبار نذكر منها الآتي:[٢]
- القلق النفسيّ الشديد في المواقف الاجتماعيّة.
- صعوبة فهم مشاعر وطريقة تفكير الآخرين.
- تفضيل الوحدة أو صعوبة تشكيل الصداقات.
- صعوبة التعبير عن المشاعر.
- الفظاظة في التعامل أو عدم الاهتمام بالآخرين.
- عدم فهم الجمل التعبيريّة غير المباشرة وكلمات السخرية.
- اتّباع روتين يوميّ محدّد، والشعور باضطراب نفسيّ عند الحاجة لتغييره.
- عدم فهم بعض المبادئ الاجتماعيّة مثل عدم التحدّث أثناء حديث الآخرين.
- الحرص على التخطيط الجيّد قبل التنفيذ.
- تجنّب النظر المباشر في عيون الآخرين.
- الانزعاج الشديد من اقتراب الآخرين منه أو لمسه، أو قد يفعل العكس في بعض الحالات فيقترب من الآخرين بدرجة كبيرة.
- الاهتمام الشديد ببعض المواضيع والأنشطة المحدّدة.
- ملاحظة تفاصيل دقيقة جدًا قد يصعب على الآخرين ملاحظتها.
ما أسباب تأخر تشخيص التوحد عند الكبار؟
توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر تشخيص الإصابة بالتوحّد حتى التقدّم في العُمُر؛ فمرض التوحّد لا يتطوّر بعد مرحلة الطفولة، وإنّما يصاحب الشخص منذ المراحل الأولى منها حتى في حال لم يتمّ تشخيصه حينها نتيجة عدد من العوامل والأسباب، ومن أسباب تأخر تشخيص التوحّد ما يأتي:[٣]
- تكاليف تشخيص المرض.
- صعوبة تقبل إصابة الطفل بالمرض من قِبَل بعض الأهل.
- عدم ملاحظة الأهل لعلامات غير طبيعيّة على الطفل.
- عدم معرفة الأهل والأشخاص المحيطين بالطفل حول أعراض مرض التوحّد.
- عدم تأثير الأعراض في ممارسة الشخص المصاب لحياة طبيعيّة.
- تمييز الشخص لإصابته بالمرض مع اعتقاده بعدم أهميّة إجراء تشخيص للمرض.
- تشخيص أحد الاضطرابات الأخرى التي تتشابه مع بعض أعراض التوحّد.
- تطوير الشخص المصاب لبعض التقنيات والمهارات التي ساهمت في إخفاء أعراض المرض.
كيف يُشخص التوحد عند الكبار؟
لا توجد طريقة معتمدة يمكن من خلالها تشخيص إصابة الكبار بمرض التوحّد، لذلك يعتمد التشخيص بشكلٍ رئيسيّ على تقييم الطبيب النفسيّ للشخص من خلال سؤاله عن الأعراض التي يشعر بها وإجراء عدد من المقابلات الشخصيّة لتقييم حالته، ثم يعالج الطبيب النفسي المريض بحسب ما يراه مناسبًا.[٤]
وتجدر الإشارة إلى أنّ الطبيب سوف يعمل على البحث عن طبيعة تصرفات وشخصيّة المصاب خلال مرحلة الطفولة من خلال سؤال الأهل أو أحد أقارب الشخص، ففي حال تبيّن عدم معاناة الشخص من أعراض في مرحلة الطفولة وبدء تطوّر الأعراض في مراحل سابقة فسوف يدلّ ذلك على إصابته بأحد الاضطرابات النفسيّة أو العاطفيّة الأخرى.[٤]
هل يُمكن التعايش مع التوحد عند الكبار؟
تختلف درجة تأثير مرض التوّحد لدى الكبار بشكلٍ متفاوت؛ فقد يواجه البعض صعوبة في ممارسة حياة اجتماعيّة طبيعيّة، وصعوبة في تكوين العلاقات مع الآخرين، أو في امتلاك وظيفة عمل وكسب العيش بشكلٍ طبيعيّ، وفي المقابل قد يندمج بعض المصابين بالمرض مع المجتمع بدرجة كبيرة، ومن الأمثلة على ذلك ما يأتي:[٥]
- امتلاك وظيفة مرموقة في أحد المجالات المطلوبة في سوق العمل مثل إنتاج ألعاب الفيديو والتكنولوجيا.
- حضور الورشات والبرامج التعليميّة مثل البرامج الخاصة بالتوحد.
- الزواج وتأسيس أسرة.
ما هو علاج التوحد لدى الكبار؟
قد لا يحتاج بعض الأشخاص الكبار المصابين بالتوحّد للعلاج، خصوصًا في حال التأقلم مع حالتهم النفسيّة والاجتماعيّة، أمّا في الحالات الأخرى فيعتمد علاج التوحّد لدى الكبار على عدد من المبادئ العلاجيّة، ومنها الآتي:[٦]
- تعلّم المصاحب والأشخاص المحيطين به حول طبيعة المرض.
- العلاج النفسيّ.
- التأهيل المهنيّ.
- جلسات الدعم النفسيّ مع المصابين بالمرض.
- العلاجات الدوائيّة.
ملخص المقال
يتأقلم العديد من المصابين بالتوحّد مع المرض مع تقّدمهم في السنّ والخروج من مرحلة الطفولة، وقد يندمج بعضهم في المجتمع بشكلٍ كبير مع ممارسة بعضهم لحياة طبيعيّة من العمل والزواج وتأسيس أسرة بينما يؤثر المرض في قدرة البعض الآخر على الاندماج وممارسة حياة طبيعيّة، وفي بعض الحالات قد يتأخر تشخيص الإصابة بالمرض حتى التقّدم في العُمُر نتيجة مجموعة من الأسباب المختلفة.
المراجع
- ↑ "Can a Person Develop Autism After Early Childhood?", verywellhealth, Retrieved 28/9/2022. Edited.
- ↑ "Signs of autism in adults", nhs, Retrieved 18/1/2022. Edited.
- ↑ "Autism signs and characteristics: checklist for adults", thespectrum, Retrieved 18/1/2022. Edited.
- ^ أ ب "What to Do If You Think You Might Be on the Autism Spectrum as an Adult", healthline, Retrieved 18/1/2022. Edited.
- ↑ "10 Facts About Autism in Adults", verywellhealth, Retrieved 28/9/2022. Edited.
- ↑ "Everything you need to know about autism in adults", medicalnewstoday, Retrieved 18/1/2022. Edited.