يعرف مرض تعدد الشخصيات (Multiple personality disorder)، الذي يسمى أيضًا باضطراب الهوية التفارقي (Dissociative identity disorder - DID)، بأنه اضطراب نفسي يؤدي إلى أن يكون لدى المصاب أكثر من شخصية تظهر كل واحدة منها في أوقات مختلفة. [١]
يكون لكل شخصية من هذه الشخصيات سمات سلوكية خاصة ورغبات وتفضيلات مختلفة، وذلك يؤدي إلى حدوث مشكلات معينة لدى المريض، منها ما يتعلق بالذاكرة، فضلًا عن كون هذا المرض يتصاحب مع أعراض مختلفة، منها الهلوسة (Hallucinations)، وسنتعرف في هذا المقال على كيفية التعامل مع مريض تعدد الشخصيات: [١]
كيفية التعامل مع مريض تعدد الشخصيات
تعد الخطوات الآتية مهمةً في كيفية التعامل مع مريض تعدد الشخصيات: [٢]
1. التحلي بالصبر والتفهم
من أهم خطوات كيفية التعامل مع مريض تعدد الشخصيات تفهم حالته والصبر عليه، وتساعد النصائح الآتية في ذلك: [٢]
- العلم بأن هذا المريض لن يستجيب إليك أو يتفاعل معك كالمعتاد.
- سؤاله عمّا يريد وما الذي يسهم في تحسن حالته، مع الوضع بعين الاعتبار أنه قد لا تكون لديه إجابة.
- الاستماع إليه وتفهمه جيدًا إن طلب أن يتكلم عن حالته.
- عدم إجباره على التكلم إن لم يطلب هو ذلك.
2. التأقلم مع التقلبات التي تحدث لديه بين شخصية وأخرى
يجب الوضع بعين الاعتبار أن كل شخصية من شخصيات المرض تتطلب تعاملًا مختلفًا معها، ويساعدك في ذلك الآتي: [٢]
- إيجاد أساليب مختلفة للتعامل مع كل شخصية على حدة، وتساعد التجربة في إيجاد أنسب الأساليب.
- الحفاظ على الهدوء وبث الراحة والسكينة لدى المريض إن أصابه الغضب أو العصبية.
3. المساعدة في إيجاد الدعم
وذلك يشمل الآتي:[٢]
- حث المريض على زيارة أطباء ومعالجين نفسيين والبحث عن اختصاصيين ثقات لمساعدته.
- تقديم الدعم النفسي له قبل الجلسة العلاجية وبعدها.
- مساعدته في الترتيب للتصرف في حالة اشتداد الأعراض وتوصيله بمن يستطيعون مساعدته.
4. إيجاد طرق للحفاظ على سلامته
يعد الحفاظ على السلامة خطوة أساسية في كيفية التعامل مع مريض تعدد الشخصيات، وتدخل مجموعة من الأمور ضمن ذلك، منها الآتي: [٢]
- التعرف على مثيرات الأعراض وتحول الشخصية لدى المريض لمساعدته في تجنبها والاستعداد إلى التعامل معها في حالة حدوثها.
- التواصل مع الجهات المعنية في حالة ظهور سلوكيات مؤذية للنفس أو دالة على وجود أفكار انتحارية لديه.
- مساعدته والوجود بجانبه في حالة حدوث أعراض فقدان الذاكرة (Amnesia) أو تغير الشخصية لديه وسؤاله مسبقًا عمّا يمكن عمله لمساعدته في حالة حدوث ذلك.
5. عدم إهمال الذات
قد يعتقد بعض الأشخاص أن الاهتمام بالنفس لا يقع ضمن كيفية التعامل مع مريض تعدد الشخصيات، لكن هذا الجانب في الواقع يعد مهمًا، فعندما يكون الشخص بوضع نفسي سيئ، فهو لا يقدر على منح الدعم لغيره بكفاءة عالية، ومن ضمن الأساليب التي تساعد في الحفاظ على الصحة النفسية الآتي: [٢]
- إيجاد اختصاصي في العلاج النفسي إن دعت الحاجة إلى ذلك.
- التحدث مع أشخاص آخرين يمرون بنفس التجربة.
أمور عليك معرفتها عن مريض تعدد الشخصيات
للتمكن من تطبيق كيفية التعامل مع مريض تعدد الشخصيات، يجب وضع الأمور الآتية بعين الاعتبار:[٣]
1. مريض تعدد الشخصيات ليس خطرًا
يعتقد بعض الناس نتيجةً لما يرونه في الأفلام والمسلسلات أن مصابي الأمراض النفسية يشكلون خطرًا على من حولهم، وذلك يؤثر في كيفية التعامل مع مريض تعدد الشخصيات، أما في الواقع، فالمصاب بهذا المرض لا يكون عدوانيًا، بل مدافعًا عن نفسه. [٣]
2. عدم فائدة من الحديث بواقعية
محاولة دفع مريض تعدد الشخصيات إلى التفكير المنطقي والواقعي لا تعد مجديةً، بل قد تفضي إلى نتائج عكسية كون دماغه يسعى إلى الهروب من الواقع. [٣]
3. الغضب لا يساعد
يجب عدم التعامل مع مريض تعدد الشخصيات بردود أفعال غاضبة، فذلك يزيد ما لديه من شعور بأنه مهدد، ويشار إلى أن كثرة الجدل أيضًا ليست مناسبةً في كيفية التعامل مع مريض تعدد الشخصيات كونه غير قادر على التفكير بمنطقية والاقتناع بما هو عقلاني، بل قد يؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية. [٣]
4. التقبل مهم جدًا
يعد تقبل مريض تعدد الشخصيات أمرًا مهمًا وأساسيًا لمساعدته وتقديم الدعم النفسي له، فيجب تفهم حالته وعرض المساعدة عليه بلطف، فذلك يمنحه الراحة ويشعره بالأمان. [٣]
5. الحاجة إلى المساعدة
يحتاج مريض تعدد الشخصيات إلى المساعدة في بعض الأمور التي قد تشمل ممارسة أساليب العلاج النفسي، كما أن الدعم المعنوي وتشجيعه على تلقي العلاج يُساعد على التزام المريض بالعلاج وتحقيق أفضل النتائج منه. [٣]